قررت بريطانيا أمس تأجيل طرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، يخص العدوان على بلادنا لإتاحة الفرصة لخطة أممية جديدة. وقال مراسل قناة "الجزيرة" في نيويورك، إن بريطانيا قررت تأجيل طرح مشروع القرار لمدة أسبوع، تعلن قريبا، تهدف إلى وقف الأعمال القتالية. وكان مندوب بريطانيا في الأممالمتحدة قد قال إن بلاده تعتزم طرح مشروع قرار في مجلس الأمن الاثنين (أمس) يدعو إلى هدنة فورية في اليمن واستئناف محادثات السلام. وكشف وزير خارجية سلطنة عُمان الشقيقة، يوسف بن علوي في وقت سابق عن خارطة طريق أممية جاهزة. وقال بن علوي في حوار أجرته معه صحيفة (عكاظ) السعودية نهاية الأسبوع الفائت، وأعادت نشره "اليمن اليوم": إن هناك خريطة طريق الآن وضعت، تم الاتفاق عليها في لقاء مجلس التعاون وبريطانيا وأمريكا، بما أنهم شركاء مجلس التعاون في هذا الجانب. هذه خريطة طريق تضع خطة يمنية للتنفيذ، وفي أحسن الأحوال خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع تكون منتهية. ودورنا نحن في مجلس التعاون، وربما عمان يكون لها دور بصفتها البلد الذي لا يزال يحتفظ بعلاقات مع طرفي النزاع، ونتمنى أن نوفق، ولكن في الأساس القضية بيد الأممالمتحدة، وليست بيدنا نحن، ولا ينبغي أن تكون بيد أحد آخر. دور الأممالمتحدة هو الدور الفاعل. وصرح السفير البريطاني ماثيو ريكروفت للصحفيين أمس الأول "قررنا طرح مسودة قرار أمام مجلس الأمن بشأن اليمن يدعو إلى وقف فوري للقتال واستئناف العملية السياسية". تصريحات مندوب بريطانيا جاء عقب اجتماع للرباعية الذي انعقد الأحد في لندن بحضور وزراء خارجية بلاده برويس جونسون، والولاياتالمتحدة جون كيري، والسعودية عادل الجبير، والإمارات عبدالله بن زايد، بالإضافة إلى المبعوث الأممي إلى بلادنا إسماعيل ولد الشيخ أحمد. ودعا كيري وجونسون طرفا الصراع إلى قبول إعلان وقف إطلاق النار في غضون أيام دون شروط أو قيود، لكنهما تجنبا أي حديث عن العمليات الجوية المتواصلة، فضلاً عن الحصار البحري والحظر الجوي المفروض على بلادنا، الأمر الذي دفع مراقبين للتشاؤم والتقليل من أهمية هذا التحرك الذي يعد (هدنة مؤقتة) لامتصاص غضب الشعب اليمني والإقليمي والدولي جراء جريمة الصالة الكبرى. وقال وزير خارجية العدو السعودي عادل الجبير، أمس الاثنين، إن بلاده على استعداد للموافقة على وقف إطلاق النار في اليمن إذا ما وافق الحوثيون. وعلق الوزير السعودي آماله على الأممالمتحدة في إقناع الأطراف في اليمن للعودة إلى طاولة المفاوضات. وأكد وزير الخارجية السعودي أن المسؤولين عن قصف مجلس العزاء ستتم محاسبتهم كما سيتم تعويض الضحايا، وفقاً لوكالة رويترز. إلى ذلك قال مصدر سياسي ل"اليمن اليوم" إن إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية أمس ترحيبها ببيان العدوان السعودي الذي اعترف خلاله بارتكابه جريمة الصالة الكبرى وتحميل المسئولية قادة مرتزقته، يأتي في سياق مساعي تحرك أمريكي بريطاني لقطع الطريق أمام تشكيل لجنة تحقيق دولية بإشراف الأممالمتحدة، ومساعدة السعودية على الإفلات مجدداً. وفي بيان نشره موقع الخارجية الأمريكية في وقت متأخر من مساء أمس الأول، قال مارك تونر، المتحدث باسم نائب وزارة الخارجية: "ترحب الولاياتالمتحدة بالنتائج الأولية بتحقيق "التحالف العربي" في الغارة الجوية التي قصفت قاعة عزاء في صنعاء 8 أكتوبر، وتعتبره خطوة أولى وهامة نحو فهم أفضل لمجريات ذلك اليوم". وأضاف البيان: "أعربنا، طوال هذا الصراع، عن قلقنا العميق إزاء الإجراءات الجارية من قبل جميع الأطراف المعنية. وقد قتل هذا الصراع وجرح المدنيين، ودمرت البنية التحتية المدنية، وألحقت خسائر إنسانية ثقيلة سيدفعها الشعب اليمني". وقال: "نحث جميع الأطراف الالتزام من جديد بوقف فوري وغير مشروط للأعمال العدائية التي يمكن أن تؤدي إلى استئناف المفاوضات والتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع". وكان المجلس السياسي الأعلى أعلن أمس الأول تمسكه بالمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في مجزرة صالة العزاء، محذراً من محاولة تحالف العدوان السعودي الإفلات والتنصل من المسئولية، ومحملاً الأممالمتحدة ومجلس الأمن كامل المسئولية إزاء التواطؤ المستمر وقبول المغالطات حيال "العدوان الظالم على بلادنا".