أكد رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي - رئيس مؤتمر الحوار الوطني أن مفتاح حل أزمة اليمن يكمن في حل القضية الجنوبية،داعيا إلى التمسك بالحوار، وطي صفحة الماضي بكل تفاصيلها والمضي نحو فجر جديد لبناء اليمن. وبين هادي لدى تدشينه مؤتمر الحوار الوطني الشامل أمس أن القضية الأساسية والمحورية والمفتاح الأساسي لمعالجة القضايا هي القضية الجنوبية التي ينبغي الوقوف أمامها بمسئولية كبيرة، كون معالجتها بالقوة المسلحة لن يقود إلا إلى الدمار والأخطاء الكارثية. ولفت إلى أن التوافق على رؤية وطنية وعقلانية حول القضية الجنوبية سيقود إلى صياغة عقد اجتماعي جديد من خلال دستور يكفل معالجة الاختلالات التي أدت الحروب التي خضناها والبؤس الذي فرض علينا وسيادة مفاهيم القوة ومعاني الفوضى وقيم التخلف وأمراض العصبيات الأسرية والقروية والقبلية والمذهبية والمناطقية التي عانينا منها. وشدد الرئيس هادي على إخراج اليمن من خنادق العصبيات والتمسك بالحوار والالتزام بحقوق الإنسان وتشجيع التفكير والتركيز على مكارم الأخلاق والكرامة الإنسانية،معتبرا انطلاق الحوار الوطني خطوة أولى لتجنيب اليمن الدخول في نفق مظلم والخروج من خنادق العصبيات الصغيرة والتخلص من موروثات الصراع ورمي أثقالها وراء الظهور، وبداية لبناء يمن جديد، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على حساب المشاريع الانتهازية والتقدم بشعبنا نحو صنع المعجزات. وأشار إلى أن الفرقاء الذين كانوا يقفون خلف متارسهم يقفون اليوم تحت سقف واحد هو سقف الحوار الوطني، مؤكدا أن الهدف ممن تم اختيارهم للمشاركة في الحوار الوطني هو إخراج اليمن من أزماته السياسية والاقتصادية وتجنيبه الصراعات الداخلية، مشددا على ضرورة إدراك المشاركين للقضايا التي ستطرح في الحوار والتي تتطلب الكثير من التنازلات المؤلمة بمعايير اليوم (حد قوله)، منوها إلى أننا اليوم أمام لحظة فارقة تتطلب منا جميعاً إرادة قوية في تغيير طرق تفكيرنا العقيمة وآليات أدائنا السقيمة. وطلب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي من المتحاورين صياغة دستور يخرج اليمنيين من كل المشاكل التي يعانونها، ويكفل للأبناء والأحفاد أسس حياة كريمة سوية ترتقي إلى مستويات المعيشة الإنسانية الراقية التي أرادها الله سبحانه وتعالى لعباده. وكان رئيس اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الدكتور عبد الكريم ا?رياني- نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني قد لفت أنظار المتحاورين إلى أن أنظار الملايين من أبناء الوطن ترنو إليهم، وتقف معهم الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي بأسره مؤيدين ومساندين لما سيسفر عنه حوارهم، موضحا أن هذه فرصة تاريخية لم يحظ بمثلها شعب ولا متحاورين من قبل، الأمر الذي يضع على عواتقهم مسؤوليات الحاضر وآفاق المستقبل ومصير الأجيال، مؤكدا أنه بقرارات ومخرجات الحوار والالتزام بها نصا وروحا نصنع مصير البلد. حفل افتتاح المؤتمر الوطني الذي تحدث فيه الأمين العام لمؤتمر الحوار، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، ومدير مكتب دول مجلس التعاون الخليجي باليمن، المهندس سعد العريفي، شهد رفع العلم الشطري لجمهورية اليمن الديمقراطية سابقا، حين قام مشاركون جنوبيون في المؤتمر برفعه للمرة الأولى بدار الرئاسة في العاصمة صنعاء. وقالت مصادر في الحفل ل"اليمن اليوم " إن أكاديمياً مشاركاً في الحوار الوطني من المحافظات الجنوبية قام برفع العلم الشطري السابق لدولة الجنوب قبل الوحدة وسط القاعة التي احتضنت تدشين المؤتمر، بينما قالت مصادر أخرى إن من قامت برفع العلم سيدة من المحافظات الجنوبية محسوبة على قائمة رئيس الجمهورية.