في بلد تراجع فيها معدل ادخار الأسرة إلى الحدود الصفرية اتسع الادخار الجماعي في الآونة الأخيرة بصورة إيجابية في مختلف مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص، وصولا إلى الفئات الفقيرة، وجاء الأخذ بالادخار الجماعي بعد نجاحه في تحسين الظروف الاقتصادية لآلاف الأسر التي تعيش على الدخل المحدود. آلية الادخار الجماعي لذوي الدخل المحدود تقوم على تنظيمها جمعيات مؤقتة كل مشارك فيها يكون عضوا فيها ذكرا أم أنثى، ويتم اختيار أحد المشاركين للقيام بتنظيم استلام الإقساط الشهرية وتسليم كل قسط لأحد المشاركين وفق الآلية المتفق عليها. الجمعيات الادخارية استخدمت في أوساط موظفي الحد الأدنى من الأجور والمرتبات تدريجياً خلال السنوات الماضية، ونظراً لقلة أعداد أعضائها وارتباطها بمصادر دخل رسمية اتسمت بارتفاع الجدوى وقلة المخاطر، وساهمت إيجابا في توفير مصادر دخل آمنة للعديد من الأسر الفقيرة والأشد فقراً. الادخار الجماعي اقترن ظهوره بارتفاع حدة الفقر وتدني مستويات الدخل وارتفاع الأسعار، إلا أن استخدامها لم يعد محصوراً على ذوي الدخل المحدود، بل خلقت ثقافة ادخارية لدى معظم الأسر اليمنية الفقيرة والميسورة معاً خلال الفترة الأخيرة . ويعد نشاط الادخار الجماعي من الوسائل الأكثر فاعلية في الحد من الفقر ومكافحة البطالة وسد الحاجة، ويخدم في العادة هذا النوع من الادخار المجموعات الصغيرة التي لا تتجاوز 5-15 مشاركاً فيها، حيث يحصل المشارك في النشاط الادخاري التقليدي على مبلغ مالي يستخدم كرأس مال عامل في نشاط استثماري صغير النطاق ذي جدوى اقتصادية. يشار إلى أن معدل دخل الفرد في اليمن من أدنى المعدلات في المنطقة .