عزيزي المطوبر ،مهزلة النفط والمعادن الشحيحة بدورها خارج التغطية، يرجى ملاحقة الناقلات في وقتاً لاحق، والبقاء في طوابير الانتظار حتى أشعار آخر . قالت وزارة النفط والمعادن التي هي من حصة النظام السابق في حكومة الوفاق ، أمس أن شحة المشتقات النفطية في العاصمة صنعاء ،بسبب تقطعات مسلحين للناقلات ،وأضافت ان مسلحين يحتجزون 20ناقلة في طريق مأربصنعاء و50ناقلة في طريق الحديدة ، بصراحة كلام خطير جداً في غاية الأهمية وبمنتهى الوقاحة والساذجة! يبدو أن الخبر من مصدر مسطول في الوزارة وربما تصدق عليهم احد المتقطعين بهذه المعلومة القيمة وانقذهم بها!! ما علينا من صحة مصدر الخبر، المهم هذا مؤشر جيد بان الوزارة قد تصحي من غيبوبتها ، بعد اكثر من أشهر على الأزمة الخانقة للمشتقات النفطية التي تتوسع رقعتها ،منذ ان اقترح وزير المالية على البرلمان حزمة مقترحات لمواجهة الوضع الاقتصادي المتدهور للبلاد ابرزها رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
وهو مقترح مؤلم وسوف يقضي على ما تبقى من هيبة دكان وحانوت الوفاق، وسيشعل ليهب وغضب الشعب صغيراً او كبير ، وسائل الإعلام خصوصا الحاقدة على الثورة استثمرت هذا المقترح ،كلاً حسب توجها وبما يلبي رغبة ممولها وبعضها وظفة ذلك للنيل من الثورة الشبابية الشعبية السلمية. فرح تجار النفط بتلك الحملة وبدأت أزمة المشتقات بشكل تدريجي محطة تغلق ومحطة نفتح ،والمواطن ينتظر الفرج ويقول في نفسه هذا الاسبوع سوف تنتهي الأزمة. تعمقت الأزمة وارتفعت حدتها واوشكت على تعطيل حركة الحياة ، أزمة لم تحدث من قبل لم تعرفها غزة المحاصرة ،وبلغت طوابير المركبات مساحة ثلاثة كيلو متر خصوصاً في المحطة التابعة لشركة النفط بشارع الستين ، بعد شهر وبلوغ الأزمة ذروتها ، استيقظت الوزارة من سباتها العميق بعد ان ضاق الشعب ، وقالت في خبر لها عبر وسائل الإعلام ان شحة المشتقات في العاصمة بسبب عبده جارنا ، خبراً مشين وتوقيت مقيت وعذر اقبح من الذنب لأسباب . اولأ : لم تتعرف بالأزمة الجهنمية التي عطلت الكهرباء والماء والمركبات ووسائل النقل وكل اساسيات الحياة واعتبرتها مجرد شحة.
ثانياً :حصرت هذه الشحة على حد قولها في العاصمة فقط وبقية المحافظات امورها سابره ، وتجاهلت طوابير المركبات في الحديدة وحضرموت وغيرها من المحافظات.
ثالثاً : الوزارة اكدت انها خارج نطاق التغطية وغائبة عن الشارع اليمني وغير موجودة وليس لها أي دور فعال او رقابة على سوق المشتقات النفطية. رابعاً : أثبتت الوزارة فشلها الذريع وعجزها في القيام بدورها ومسؤوليتها ، وأن القائمين عليها ومسؤوليها منشغلين في كروشهم وتحسين اوضاعهم الشخصية. لنفترض ما ذكرته الوزارة صحيح بعد ان طفح الكيل ،لماذا لم تتواصل مع الجهات المعنية والمختصة لتحرير الناقلات الاسيرات لدى المتقطعين عليهم غضب الله !! أين وزارة الدفاع والداخلية وقواتنا البواسل وحماة الوطن يحمون المصالح العامة ، او ان حماية مصالح الشعب من المخربين والعابثين .
ليست من اختصاصهم ،ومعنيون فقط بحماية المصالح الأمريكية ومكافحة ما يسمى بالإرهاب في أبين وشبوة والبيضاء! اليس الاعتداء على مصالح الشعب وقطع الكهرباء لساعات طويلة واختفاء المشتقات النفطية وتفجير الانابيب وقطع الطريق أشد انواع الإرهاب .
في الحقيقة نحن في حاجة ماساه لوساطة عالمية ،تقنع الادارة الامريكية و البنتاجون بان تصدر امر صريح وتوجيه لمعالي وزير الدفاع اليمني بحماية الخدمات الأساسية والمصالح العامة للشعب واعتبارها رغبة أمريكية ،هذا الخيار الوحيد أمامي .