تقدم بشكوى فاختطفوه.. مليشيا الحوثي في إب تختطف مواطنا ووالده رغم تعرضه لاعتداء    «كاك بنك» يشارك في المؤتمر المصرفي العربي السنوي 2025 بالقاهرة    محطات الوقود بإب تغلق أبوابها أمام المواطنين تمهيدا لافتعال أزمة جديدة    بيان مهم عن عملية كبرى في عمق الكيان    وجّه ضربة إنتقامية: بن مبارك وضع الرئاسي أمام "أزمة دستورية"    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    للمرة الرابعة ..اليمن يستهدف عمق الكيان مجددا    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    بن بريك والملفات العاجلة    هدف قاتل من لايبزيغ يؤجل احتفالات البايرن بلقب "البوندسليغا"    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    ترحيل 1343 مهاجرا أفريقيا من صعدة    الجوع يفتك بغزة وجيش الاحتلال يستدعي الاحتياط    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    النائب العليمي يبارك لرئيس الحكومة الجديد ويؤكد وقوف مجلس القيادة إلى جانبه    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    التركيبة الخاطئة للرئاسي    أين أنت يا أردوغان..؟؟    وادي حضرموت على نار هادئة.. قريبا انفجاره    حكومة بن بريك غير شرعية لمخالفة تكليفها المادة 130 من الدستور    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    اعتبرني مرتزق    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    العدوان الأمريكي يشن 18 غارة على محافظات مأرب وصعدة والحديدة    رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    الحقيقة لا غير    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    صنعاء تصدر قرار بحظر تصدير وإعادة تصدير النفط الخام الأمريكي    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    من يصلح فساد الملح!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يقود الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ؟


حركة حماس
حركة المقاومة الإسلامية اختصار حماس هي حركة إسلامية وطنية تنادي بتحرير فلسطين من النهر إلي البحر، وجذورها إسلامية حيث يرتبط مؤسسوها فكرياً بجماعة الاخوان المسلمين، تهدف الحركة إلى استرداد أرض فلسطين التي تعتبرها الوطن التاريخي القومي للفلسطينين بعاصمته القدس.
النشأة

أعلن عن تأسيسها أحمد ياسين بعد حادث الشاحنة الصهيونية في 6 ديسمبر1987 ميلادي حيث إجتمع سبعة من كوادر وكبار قادة جماعة الإخوان المسلمين العاملين في الساحة الفلسطينية وهم أحمد ياسين وإبراهيم اليازوري ومحمد شمعة (ممثلو مدينة غزة)، وعبد الفتاح دخان (ممثل المنطقة الوسطى)، عبد العزيز الرنتيسي (ممثل خان يونس)، عيسى النشار (ممثل مدينة رفح)، صلاح شحادة (ممثل منطقة الشمال)، وكان هذا الاجتماع إيذانًا بانطلاق حركة حماس وبداية الشرارة الأولى للعمل الجماهيري ضد الاحتلال الذي أخذ مراحل متطورة.

أصدرت حماس بيانها الأول عام 1987 إبان الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في الفترة من 1987 وحتى 1994، ثم صدر ميثاق الحركة في اغسطس 1988، لكن وجود التيار الإسلامي في فلسطين له مسميات أخرى ترجع إلى ما قبل عام 1948 حيث تعتبر حماس نفسها امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928. وقبلا إعلان الحركة عن نفسها عام 1987 كانت تعمل على الساحة الفلسطينية تحت اسم "المرابطون على أرض الإسراء".

فكر حماس

لا تؤمن حماس بأي حق لليهود الذين أعلنوا دولتهم عام 1948 في فلسطين، ولكن لا تمانع في القبول مؤقتاً وعلى سبيل الهدنة بحدود 1967، ولكن دون الاعتراف لليهود الوافدين بأي حق لهم في فلسطين التاريخية.


وتعتبر صراعها مع الاحتلال الإسرائيلي "صراع وجود وليس صراع حدود". وتنظر إلى إسرائيل على أنها جزء من مشروع "استعماري غربي صهيوني" يهدف إلى تمزيق العالم الإسلامي وتهجير الفلسطينيين من ديارهم وتمزيق وحدة العالم العربي. وتعتقد بأن الجهاد بأنواعه وأشكاله المختلفة هو السبيل لتحرير التراب الفلسطيني، وتردد بأن مفاوضات السلام مع الإسرائيليين هي مضيعة للوقت ووسيلة للتفريط في الحقوق.

وتعتقد حماس أن مسيرة التسوية بين العرب وإسرائيل التي انطلقت رسميا في مؤتمر مدريد عام 1991 أقيمت على أسس خاطئة، وتعتبر اتفاق إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل والذي وقع عام 1993 ومن قبله خطابات الاعتراف المتبادل ثم تغيير ميثاق المنظمة وحذف الجمل والعبارات الداعية إلى القضاء على دولة إسرائيل تفريطا بحق العرب والمسلمين في أرض فلسطين التاريخية.

وتعتبر حماس أن إسرائيل هي الملزمة أولا بالاعتراف بحق الفلسطينيين بأرضهم وبحق العودة، وتنشط حماس في التوعية الدينية والسياسية وتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية، وتتوزع قياداتها السياسية ما بين فلسطين والخارج.

العمل العسكري

يمثل العمل العسكري لدى حركة حماس توجها إستراتيجيا كما تقول لمواجهة "المشروع الصهيوني في ظل غياب المشروع التحرري الإسلامي والعربي الشامل"، وتؤمن بأن هذا العمل وسيلة للحيلولة دون التمدد "الصهيوني التوسعي في العالمين العربي والإسلامي". وتعتبر حماس أنها ليست على خلاف مع اليهود لأنهم مخالفون لها في العقيدة ولكنها على خلاف معهم لأنهم يحتلون فلسطين ويرفضون عودة من هجروهم إبان بداية الاحتلال.

وقامت حماس بالعديد من العمليات العسكرية عن طريق جناحها العسكري "كتائب عز الدين القسام" وأثارت عملياتها الاستشهادية جدلاً دولياً انعكس على الداخل الفلسطيني. وتقوم حماس بدور أساسي في انتفاضة الأقصى التي بدأت في سبتمبر/ أيلول 2000 كما كانت مشاركة في الانتفاضة الأولى في عام 1987.

أشهر قادتها السياسيين

أحمد ياسين
إسماعيل أبو شنب
خليل القوقا
عبد العزيز الرنتيسي
محمود الزهار
خالد مشعل
الدكتور عدنان مسودة
إسماعيل هنية
سعيد صيام
الشيخ ماهر بدر
إبراهيم المقادمة
حسين أحمد أبو عجوة
حسن يوسف خليل
موسى أبو مرزوق
جمال منصور
جمال سليم
نزار ريان
أبو أسامة عبدالمعطي
خالد ابوطوس
أشهر قادة كتائب القسام

صلاح شحادة - "القائد العام الأول لكتائب القسام"
محمد ضيف - "القائد العام الحالي لكتائب القسام"
أحمد الجعبري - "الرجل الثاني في كتائب القسام"
عدنان الغول
يحيى عياش الشهير بلقب "المهندس"
محمود أبو هنود
عماد عقل
ياسر الحسنات
عبد الرحمن حماد "محمد سعيد"
الشيخ د. نزار ريان
محيي الدين الشريف
احسان شواهنة
محمد الحنبلي
عبد الله البرغوثي
اشهر المغتالين من أبناء قادة الحركة

رصدت وكالة" قدس برس" أسماء أكثر من 50 مغتالا من أبناء قادة" حماس"، قتلوا خلال العقدين الماضيين من عمر الحركة، سواء خلال الانتفاضة الشعبية السابقة أو انتفاضة الأقصى الحالية وحسب الإحصائية الخاصة بوكالة" قدس برس"، فإنّ بعض هؤلاء الأبناء قتلوا وآباؤهم، وهم أبناء القادة من الصف الأول والثاني والثالث في حركة" حماس". وأوضحت الإحصائية، أن هناك بعض القادة من قدّم أكثر من ابن قتيل، كالدكتور محمود الزهار، والشيخ عبد الفتاح دخان، ومنهم من قدّم عائلته كاملة كالدكتور نبيل أبو سلمية، والشيخ حسين أبو كويك، والشيخ صلاح شحادة. وذكرت الإحصائية أن :

وزير الداخلية الأستاذ سعيد صيام قتل وذلك إبان الهجوم على غزة.
الدكتور محمود الزهار قتل نجلاه خالد وحسام.
الدكتور نزار ريان قتل نجله إبراهيم. وقتل نزار ريان نفسه أبو بلال في الحرب على غزة في بداية 2009.
العقيد القسامي إبراهيم بني عوده القائد العسكري ورمز كتائب القسام في شمال الضفه ,"ابن بلده طمون"
سائد الأقرع ابن بلدة بديا وذلك خلال انتفاضة الأقصى باشتباك مسلح بجبل النار.
محمود عاصي (أبو العلاء)وذلك باشتباك مسلح.
محمد طه قتل نجله ياسر وزوجته وطفلته.
عبد الفتاح دخان قتل نجلاه طارق وزيد.
حماد الحسنات قتل نجله ياسر.
أحمد نمر حمدان قتل نجله حسام.
إبراهيم تمراز قتل نجله صهيب.
الدكتور مروان أبو راس قتل نجله عاصم.
الدكتور إبراهيم اليازوري قتل نجله مؤمن.
عدنان الغول قتل نجلاه بلال ومحمد.
رياض أبوزيد، اغتيل على الطريق الساحلي عندما نصب له كمينًا محكمًا من القوات الخاصة الإسرائيلية.
صلاح شحادة قتل وزوجته وإحدى بناته.
الدكتور خليل الحية قتل نجله حمزة.
أم نضال مريم فرحات قتل أنجالها نضال ومحمد ورواد.
الدكتور علي الشريف قتل نجله علاء.
أحمد الجعبري قتل نجله محمد وشقيقاه حسن وفتحي.
حسين أبو كويك قتل زوجته بشرى وأطفاله براء وعزيز ومحمد.
منصور أبو حميد الذي قتل نجله أحمد.
المهندس عيسى النشار قتل نجله علي.
نبيل النتشة قتل نجله باسل.
الدكتور نبيل أبو سلمية قتل في قصف منزله هو وزوجته سلوى وأطفاله يحيى ونصر الله وسمية ونسمة وهدى وآية.
عبد العزيز الكجك الذي قتل نجله ناصر.
أبو بلال الجعابير قتل نجله مصعب.
جهاد أبو دية قتل نجله محمد.
عصام جودة قتل نجله محمد.
إبراهيم صلاح قتلت طفلته إيناس.
فتحي ناجي شمال قطاع غزة قتل نجله أحمد في انتفاضة الأقصى
المهندس إسماعيل أبو شنب ونجله حسن.
الشيخ نزار ريان الشيخ أحمد ياسين

الرجل الثاني في كتائب القسام (أحمد الجعبري ابو محمد)

موقف الدول الغربية من حماس

الدول الغربية تعتبر أن أي عمليات عسكرية تقوم بها حماس "أخطار محدقة" على دولة إسرائيل من "محيطها" التي هي فيه. ويرى الغرب، أن المفاوضات هي السبيل الناجح والوحيد للتوصل إلى حلّ يرضي جميع الأطراف المتنازعة، إلا أن حمّاس تفضّل الخيار العسكري على خيار المفاوضات؛ لأن إسرائيل لم تطبق أي قرار صدر من الأمم المتحدة حسب رأي حماس. تعتبر الدول الغربية ان حماس منظمة إرهابية حيث تم تصنيفها ضمن المنظمات الإرهابية.

بعض الأصوات في الغرب تدعو إلى "إعادة تشكيل الصورة المشوهة لحماس"، وترى أن حماس "حركة معتدلة وواقعية ولابد من التعامل معها بطريقة مختلفة عن مجرد اتهامها بالإرهاب".
كما أن أمين سر المجلس التشريعي الفلسطيني محمود الرمحي قال هناك حراكا أوروبيا واسعا لفتح قنوات اتصال مع حركة المقاومة الإسلامية حماس كما أن نواب حماس قابلوا مؤخرا كثيرا من الموفدين الأوروبيين منهم نواب ومكلفون بشكل رسمي. وقال أن أوروبا "تبذل جهدا كبيرا للخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه"، موضحا أن الاتحاد الأوروبي بات يدرك أنه لا يمكن تجاوز نتائج الانتخابات، والواقع الموجود في قطاع غزة.

علاقة الحركة بجماعة الاخوان المسلمون

في البيان الأول للحركة أعلنت أنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمون بفلسطين وجاء في المادة2 من ميثاق حركة حماس

«(حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمون بفلسطين. وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي، وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث، وتمتاز بالفهم العميق، والتصور الدقيق والشمولية التامة لكل المفاهيم الإسلامية في شتى مجالات الحياة، في التصور والاعتقاد، في السياسة والاقتصاد، في التربية والاجتماع، في القضاء والحكم، في الدعوة والتعليم، في الفن والإعلام، في الغيب والشهادة وفي باقي مجالات الحياة).»
وبالتالي فإن ارتباطها بها يعتبر ارتباطا فكريا وعضويا كما صرح بذلك مرشدو الجماعة المتعاقبين.

حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية

قررت حركة حماس في العام 2005 المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وهو الأمر الذي لم تقم به في الانتخابات التشريعية السابقة عام 1996، وفي 26 يناير 2006، تم الإعلان عن نتائج الانتخابات التي تمخضت عن فوز كبير لحركة حماس في المجلس التشريعي بواقع 76 مقعد من أصل 132 مقعد، مما أعطى حماس أغلبية في المجلس، وهذا يدل على شعبيتها الضخمة في فلسطين. و في استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية نشرت نتائجه في 9 يونيو 2008 سجل تزايدا نسبيا في شعبية حركة حماس في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الأشهر الثلاثة السابقة.

موقف العرب من حماس

بحسب دراسة أجراها مركز بيو للدراسات؛ فإن لدى حماس شعبية في الكثير من الأوساط العربية والإسلامية.

غطرسة الدين السياسي، هذا ما يتهمها به بعض المراقبين للنهج السياسي لحماس
مشاكل مع دول مجاورة كمصر رفض مصر لفتح الحدود كاملا والسماح لأعضاء الحركة بالحركة بحرية ودخول الأراضي المصرية.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما زال يعتبرها حركة متطرفة انقلابية متهورة

في حوار له مع قناة العربية ، في برنامج بصراحة، سخر ياسر عبد ربه أحد قيادي حركة فتح من حماس، فعبر عن موقفها من القصف الإسرائيلي لها، حين طلبت هدنة لمدة عام بدل وقف النار ببساطة ودون شروط، قائلا:«يسمونها حنكة! لا أدري أية حنكة من الحنكات...»

انتقادات موجهة للحركة

تتمحور الانتقادات الموجهة لحركة حماس حول الانتقادات لمواقف حركة الإخوان المسلمين التي إنبثقت منها الحركة، وخاصة تلك التي تتلعق بنظرة الحركة إلى الحركات الوطنية الفلسطينية الأخرى وكذلك ظروف نشأة الحركة، وحول تكتيكات العمل النضالي منذ قيام الحركة وخاصة في أواسط التسعينات والعمليات التفجيرية التي قامت بها الحركة إلى جانب حركات إسلامية ووطنية فلسطينية أخرى في فترة كان يرى البعض فيها "فرصة" لإحلال السلام مع إسرائيل والوصول إلى حل سلمي عبر التفاوض، وكذلك تتمحور حول الأزمة الفلسطينية الفلسطينية التي نشأت بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، وما تلاها من انقسام داخلي فلسطيني حاد، وسيطرة حماس على قطاع غزة، وتفاصيل تعاملها مع تلك الأزمة.


القرب من المدنيين خلال الحرب
ذكر ستيفن ارلانجر في جريدة نيويورك تايمز ان: "اسلحة وصواريخ تابعة لحماس، بالاضافة إلى قواذف صواريخ، تم العثور عليها داخل المساجد، المدارس، ومنازل المدنيين". صدر تقرير اخر من مركز معلومات الاستخبارات والارهاب يذكر ان حماس استخدمت ما يقرب من 100 مسجد لتخزين الأسلحة وإطلاق الصواريخ، ويتضمن التقرير شهادات من مصادر فلسطينية متنوعة، بما في ذلك سابحى مجاد عطار المنتمى لحركة حماس، الذي قال انه كان يدرس كيفية إطلاق صواريخ من داخل المسجد. كما انتقدت حماس من قبل مسؤولين إسرائيليين في انهم كانوا يختلطون أو يختبئون بين السكان المدنيين الفلسطينيين خلال الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة 2008-2009. نشرت الحكومة الإسرائيلية فيديو قالت انه دليل على استخدام حماس للدروع البشرية، وقالت إسرائيل ان حماس يكثر استخدامها للمساجد وساحات المدارس كمخابئ وأماكن لتخزين الأسلحة، وبأن نشطاء حماس يقومون بتخزين الأسلحة في منازلهم، مما يجعل من الصعب ضمان أن المدنيين القريبين من الأهداف العسكرية المشروعة لا يتم اصابتهم خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية، كما اتهم مسؤولون إسرائيليون قيادة حماس انهم كانوا يختبئون تحت مستشفى الشفاء خلال النزاع، وذلك لاستخدام المرضى بالداخل لردع أي هجوم إسرائيلي. الحكومة الإسرائيلية قدمت تقريرا بعنوان "التحقيق في عمليات غزة: تحديث ثان" لدى الأمم المتحدة تتهم حماس باستغلال سئ لقواعد الاشتباك عن طريق إطلاق النار والصواريخ وشن هجمات من داخل المناطق المدنية المحمية وتقول إسرائيل ان 12000 من الصواريخ وقذائف الهاون أطلقت ما بين عامي 2000 و 2008—3000 تقريبا في 2008 وحدها.

في حادثة، قتل هجوم بقذائف الهاون الإسرائيلي عن طريق الخطأ عشرات الاشخاص قرب مدرسة تديرها الأمم المتحدة، وقالت حماس ان القذائف قتلت 42 شخصا وخلفت عشرات الجرحى. وقالت إسرائيل ان نشطاء حماس قد أطلقوا صواريخ من ساحة مجاورة للمدرسة. وفقا للتحقيق في الجيش الإسرائيلي واحدة من أصل ثلاث جولات للهاون أصابت المدرسة، نتيجة لخطأ في تحديد المواقع (GPS)، وضرب ما تبقى من جولتين ساحة تستخدم لإطلاق صواريخ على إسرائيل مما أدى إلى مقتل اثنين من أعضاء الجناح العسكري لحماس الذين أطلقوا الصواريخ. دعت هيومن رايتس ووتش حماس إلى "النبذ العلنى" للهجمات الصاروخية ضد المدنيين الإسرائيليين، ووضع المسؤولين للمساءلة. وقال مدير برنامج هيومان رايتس ووتش ايان ليفين ان الهجمات التي تشنها حركة حماس "غير قانونية وغير مبررة، وتشكل جرائم حرب"، واتهمت حماس بانها تعرض الفلسطينيين للخطر من خلال شن هجمات من المناطق المأهولة بالسكان. قال المتحدث باسم حماس أن التقرير كان "منحازا" ونفى ان حماس تستخدم دروعا بشرية. وقد حققت هيومن رايتس ووتش في 19 حادث من اصل 53 وهو عدد القتلى المدنيين في غزة التي قالت إسرائيل انها كانت نتيجة ان حركة حماس تشن القتال من المناطق المكتظة بالسكان ولم تجد دليلا على وجود مقاتلين فلسطينيين في المناطق في وقت الهجوم الإسرائيل، وفي حالات أخرى حيث لم يمت المدنيين. وخلص التقرير إلى أن حماس قد أطلقت الصواريخ عمدا من مناطق قريبة من المدنيين. هيومن رايتس ووتش حققت في 11 حالة وفاة أيضا فالت إسرائيل ان حماس كانوا يستخدمون المدنيين كدروع بشرية. لم تجد هيومن رايتس ووتش أي دليل على أن استخدام المدنيين كدروع بشرية.
أزمة حجاج غزة عام 2008م
في 29 نوفمبر 2008 نقلت وكالات أنباء دولية نقلا عن حجيج فلسطينيين في قطاع غزة أن الشرطة الفلسطينية التابعة لحكومة حماس التي تسيطر على القطاع منعت مئات الحجيج الفلسطينيين من مغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر لأداء مناسك الحج. وأشارت بأن نقطة حدود أقامتها حركة حماس على مسافة 300 متر من المعبر "تقوم بتفتيش السيارات المتوجهة إلى جنوب قطاع غزة وتمنعهم من الوصول إلى المعبر". بل أن بعض الحجيج تعرض للضرب من قبل تلك القوات. في وقت أكدت فيه مصر عبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها السفير حسام زكي "أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري ومستعد لاستقبال أى حاج فلسطينى يحمل تأشيرة دخول صالحة للمملكة العربية السعودية، حيث سيتم إدخالهم إلى داخل مصر وتوصيلهم إلى منافذ دخولهم للأراضي السعودية".
بينما تنفي حماس أنها منعت الحجاج من السفر وتقول "أن نحو 19 ألفاً من أهالي غزة قدموا العام الحالي طلبات للحكومة المُقالة لأداء فريضة الحج و«أجريت قرعة لاختيار ألفين منهم لأداء الفريضة، إذ أن السعودية خصصت لهم ألفي تأشيرة لكل عام، ثم زادتها ألفاً أخرى هذه المرة... لكن حكومة غزة فوجئت بأنها لم تحصل على أي تأشيرة لأي من الفائزين في القرعة، وذهبت التأشيرات من رام الله إلى مصر مباشرة... ووزعتها السلطة على محاسيبها وأحبابها في غزة" ، كما حملت حماس حكومة رام الله أزمة الحجاج "لأنها استولت على حصة الحجاج من القطاع وضيعت الفرصة على الآلاف الذين فازوا في القرعة الشرعية قبل خمسة أشهر, وأعطت حصصهم لآخرين بناء على حسابات حزبية وسياسية ضيقة" ، وتقول حماس أنها لم تتلق أي اتصال من جانب مصر، مؤكدا أن معبر رفح الذي يفترض أن يدخل منه الحجاج إلى الأراضي المصرية مغلق على خلاف ما أعلنته القاهرة، وقد أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية بالحكومة الفلسطينية المقالة إيهاب الغصين أن الإعلان عن فتح معبر رفح خلال الأيام الماضية لم يكن له وجود في الواقع، وأنه كان يرمي إلى إحراج حكومته.

من جهة أخرى نفت السعودية أي عرقلة من جانبها في موضوع الحجاج الفلسطينيين المسجلين في أوقاف غزة والتي تسيطر عليها الحكومة المقالة في قطاع غزة حيث وضحت أنه سلمت لائحة التأشيرات الخاصة بالحجاج الفلسطينيين إلى السلطة الفلسطينية في رام الله، في حين انتقدت حركة حماس عبر أحد نوابها في المجلس التشريعي الفلسطيني السعودية وحذر العائلة المالكة من تداعيات سلبية، مضيفا "هناك قوى عديدة في السعودية تنتظر أي شيء للأسرة الحاكمة في المملكة وهذا سيكون القشة التي قسمت ظهر البعير".، كما ناشدت حماس ملك السعودية للتدخل لتمكين الحجاج من السفر
.

حركة فتح تتهم حماس بتعريض أبنائها المعتقلين في غزة للموت
في 28 ديسمبر 2008 اتهمت حركة فتح الحكومة المقالة وحركة حماس بتعريض معتقلي حركة فتح في سجون حماس للموت، وذلك اثر رفض حماس الإفراج عنهم وقت قصف الطائرات الإسرائيلية، في حين ذكر وقتها فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس أن من بين ضحايا القصف الإسرائيلي عناصر من الشرطة التابعة لحماس، مضيفا أن الصليب الأحمر "أبلغ حماس أن إسرائيل لن تقصف مجمع السرايا"، الذي اعتقل بداخله سجناء فتح.

اتهامات بالقتل والتعذيب
في أبريل 2008 اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش التي تعنى بمراقبة حقوق الإنسان في العالم، اتهمت حركة حماس بتعذيب بقتل وتصفية مناوئيها في قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة.

وقالت المنظمة أن حركة حماس تقوم بقتل خصومها السياسيين من الفلسطينيين الذين تشك في أنهم يتعاونون مع أعضاء في حركة فتح أو تشك في تعاونهم مع إسرائيل. حيث ذكرت أن 32 شخصا قتلوا منذ الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة في يناير 2009 وحتى أبريل 2009. كما تعرض 49 شخصا لاصابات تسببت في إعاقات لهم، وذلك اثر تعرضهم لإطلاق النار على سيقانهم، كما تعرض 73 آخرين لكسر عظام أرجلهم وأذرعهم. كما ذكرت أن 18 شخصا تعرضوا للإعدام دون محاكمة تذكر وذلك خلال فترة الحرب الإسرائيلية على غزة. من جهتها نفت حركة حماس أي دور لقواتها في عمليات القتل الخارجة عن القانون، إلا أن متحدثا باسم الحركة ذكر قائلا "أن تحقيقا يجري بشأن اتهامات لبعض العناصر المسلحة بقتل عدد من المتعاونين مع إسرائيل".


المزيد
كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، في 30 يوليو الماضي قائلا: "إن إطالة فترة العملية العسكرية، وتراكم الخسائر في حرب غزة، تجلب معها، بشكل غير مفاجئ، مؤشرات لاحتكاك أوّلي بين المستويين السياسي والعسكري". في إسرائيل وعلى مدى ما يزيد عن عقد من الزمان كان هناك خلاف يزداد اتساعًا بين الجيش وبين الحكومة أو بين ما يُسمى هناك بالمستوى العسكري والمستوى السياسي. كان الخلاف يهدأ عندما لا تكون هناك مواجهات عسكرية بين إسرائيل وبين خصومها، وتحديدًا حزب الله في لبنان، ومنظمات المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد.

أما عندما كانت المعارك تشتعل ويسقط جنود قتلى وجرحى كان الرأي العام الذي يؤيد العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في البداية سُرعان ما يتراجع تحت ضغط الخسائر، طالبًا من الحكومة البحث عن مخرج لإيقاف القتال، وبالتوازي مع ذلك ترتفع ضغوط المجتمع الدولي أيضًا لتحقيق نفس المطلب، وعندها كانت الحكومات الإسرائيلية، من شارون ومرورًا بأولمرت وانتهاء بنتنياهو؛ تخرج من هذه المعارك بدون انتصار واضح، لتبدأ بعدها عملية النقد الشديد لطريقة إدارة هذه الحروب أو المواجهات، والبحث عن أسباب ضعف مردودها العسكري والاستراتيجي.


وفي بعض الحالات ينتهي الأمر بالإطاحة بالقيادات السياسية والعسكرية معًا، كما حدث مع إيهود أولمرت الذي اضطر -ضمن أسباب أخرى- للتخلي عن رئاسة الحكومة بعد استقالة وزير الدفاع عميرا بيرتس ورئيس الأركان داني حالوتس عام 2006 بعد الحرب التي طالت مع حزب الله لأكثر من شهر دون أن تحقق النتائجَ المرجوة، وأهمها وقف تهديد صواريخ حزب الله نحو التجمعات السكانية في إسرائيل. القضية المتكررة إذن هي البحث عن إجابة السؤال حول من يدير الحرب ويحدد أهدافها: هل هو المستوى السياسي أم المستوى العسكري؟ ومن ستتم محاسبته لو لم تتحقق هذه الأهداف؟.


أبعاد الصراع بين الجيش والسياسيين:

تبني إسرائيل دعواها بأنها "الديمقراطية الوحيدة في المنطقة" على معايير عدة، أهمها أنها لم تتعرض لما تعرضت له بلدان المنطقة لظاهرة الانقلابات العسكرية، لأن مؤسستها العسكرية تخضع للمستوى السياسي منذ أن حسم أولُ رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن جوريون القضية عقب تأسيس الدولة عام 1948، وكانت المواجهة التي حدثت بين الدولة وتنظيم الأرجون المنشق عن الهاجاناه (التي تحولت لاحقًا لكي تصبح جيش إسرائيل الرسمي) هي البداية الفعلية لهيمنة المستوى السياسي على المستوى العسكري في إسرائيل، حيث أُغرقت السفينة "التالينا" التي كان الأرجون قد ملئوها بالسلاح والمقاتلين التابعين له والقادمين من خارج البلاد بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ديفيد بن جوريون الذي عارض استمرار وجود مجموعات يهودية مسلحة في أراضي عام 1948، خارج سيطرة الحكومة.


ورغم أن قانون أساس الجيش الذي كرس خضوع الجيش للحكومة المدنية لم يصدر إلا عام 1976، فإن المواجهات المكتومة بين الجيش ومؤسساته من جهة والحكومة ومؤسسات الدولة الأخرى من الجهة الثانية لم تنقطع، لا قبل صدور القانون ولا بعده. وكان من المنطقي أن ترتفع حدة هذه المواجهات، وأن تخرج تفاصيلها للرأي العام في أوقات الحروب. حدث ذلك بوضوح في حرب يونيو عام 1967، فخلال الأيام السابقة على الحرب ضغطت قيادات الجيش بشدة على رئيس الحكومة في ذلك الوقت "ليفي أشكول" لإجباره على دخول الحرب مبكرًا دون انتظار نتائج الجهود السياسية لمنع الانزلاق نحو المواجهة بين إسرائيل وكلٍّ من مصر والأردن وسوريا على خلفية قرار إغلاق خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية.



كما أحدثت حرب أكتوبر عام 1973 صدامًا ثانيًا عقب انتهاء الحرب بعد تبادل قيادات الجيش والحكومة الاتهامات حول وجود تقصير قاد إلى تهديدٍ خطير لوجود الدولة، وكان من نتائج ذلك أن تشكلت لجنة باسم "لجنة إجرانات" للتحقيق في أسباب التقصير، والجهات التي تقف وراءه، وأدانت اللجنة قادة الجيش وعلى رأسهم وزير الدفاع "موشيه ديان" وأيضًا المخابرات العسكرية الإسرائيلية ورئيسها "إيلي ذعيرا"، وتحملت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أيضًا نتائج الحملة على بيروت عام 1982 التي انتهت بمذبحة صابرا وشاتيلا، ورتبت في النهاية مسئولية قانونية على إسرائيل راح ضحيتها وزير الدفاع "أرئيل شارون" الذي قدم استقالته من منصبه في سبتمبر من نفس العام.


ويُمكن القول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إيهود باراك" كان بحكم توليه قيادة المؤسسة العسكرية كرئيس للأركان ووزير للدفاع ومدير للمخابرات العسكرية في فترات مختلفة أكثر من صاغ الإشكالية وطرح الحل، بقوله: "على الجيش أن يلتزم بقرار الحكومة في تحديد أهداف الحرب، وتوقيت إعلانها بعد التشاور مع قيادات الجيش، وتعني المشاورة هنا أن يُدلي قادة الجيش من واقع ما يملكونه من معلومات عن الإمكانيات الفنية والقتالية للجيش بأسلحته وأفراده برأيهم في مدى إمكانية تنفيذ أهداف الحكومة عبر الوسائل العسكرية.


وفي المقابل تلتزم الحكومة بعدم وضع أهداف للحرب تتجاوز إمكانيات الجيش، أو تلزمه بتحقيق أهداف متعارضة، مثل احتلال مناطق آهلة بالسكان في أراضي العدو للقضاء على مصادر التهديد، وفي الوقت نفسه تفادي سقوط ضحايا من الجيش، أو التورط في أعمال ضد السكان في مناطق العدو يعدها القانون الدولي جرائم حرب.


وبطبيعة الحال لم يكن ذلك متاحًا بحكم الأمر الواقع، وعلى امتداد العقد الماضي كانت الانتقادات تُكال للسياسيين، كونهم في كل مواجهة مع حزب الله أو حركات المقاومة الفلسطينية لم يحددوا للجيش أهدافُا معينة للحرب، بل كانت التوجيهات عامة، ويصعب تحقيقها بدون ارتكاب مخالفات يجرمها القانون الدولي والإنساني، وهو ما يحدث الآن بسبب تزايد الضحايا المدنيين من الفلسطينيين بالتوازي مع سقوط أعداد كبيرة -وفقًا للتصور الإسرائيلي- من جنود وضباط جيش إسرائيل .


بمعنى مختصر تبين الوقائع التاريخية أن الجيش الإسرائيلي كان يتحمل على الدوام إخفاقات وأعمال التقصير في معظم المواجهات التي خاضها، وكان العسكريون يُلمحون دومًا إلى أن السياسيين يلقون بمسئولية التقصير والإخفاق عليهم، بينما عندما كان الجيش يحقق انتصارًا واضحًا كما حدث عام 1967، كان الإنجاز ينسب للحكومة والقادة السياسيين، وهو ما خلق أسبابًا عميقة موضوعية وسيكولوجية لظهور شعار "دعوا الجيش ينتصر" الذي كان العسكريون ومؤيدوهم من اليمين المتطرف يرفعونه للرد على الانتقادات التي تطال أداء الجيش في ميادين القتال، وفحوى الشعار كما هو واضح، هو مخاطبة الرأي العام الإسرائيلي، والإيحاء له بأن الجيش يمكنه أن ينتصر ويحقق الأمن لشعب إسرائيل لولا تدخل السياسيين، ووضعهم قيودًا على استخدام الجيش لإمكانياته.


وتبدو الإشارة المتكررة من جانب رؤساء الحكومات المتعاقبة في إسرائيل، وآخرهم نتنياهو، إلى "أن الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية بين جيوش العالم" بمثابة إثبات غير مباشر لحقيقة القيود التي توضع من جانب الحكومة لمنع ارتكاب جرائم حرب تؤدي إلى حرج دولي لإسرائيل، ولكن هذه القيود نفسها هي التي يتم الرد عليها بشعار "دعوا الجيش ينتصر" حيث يعتقد القادة العسكريون أن هذه القيود هي التي تتسبب في ارتفاع الخسائر البشرية في أوساط الجيش الإسرائيلي، كما أنها تحد من إمكانيات نجاحه في تحقيق الأهداف التي تضعها الحكومة للحرب.
حرب غزة تجدد الصراع :
لا يتوقع أن تُنهي الحرب الدائرة في غزة حاليًّا الجدل التاريخي حول حدود وأدوار المستوى السياسي والعسكري في إدارة حروب إسرائيل، فقد بدأت مبكرًا عملية تبادل الاتهامات بين الطرفين، حيث سرب بعض العسكريين معلومات تشير إلى أن شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" كانت تعرف الأنفاق الهجومية التي حفرتها حماس من غزة إلى إسرائيل، وحذرت منها أمام القيادة السياسية.


أما السياسيون ومن خلال ما يكتبه المعلقون في الصحف فيردون بالقول: "لكن دور الجيش لا يتلخص في إرسال مذكرات، بل عليه أن يُطور ردًّا عملياتيًّا، وأن يتدرب استعدادًا لها، وهذا لم يتم، وكانت النتيجة ارتجالات تُطيل القتال وتزيد الضحايا بين جنود الجيش والمواطنين الفلسطينيين.


وحيث إنه لم يظهر حتى الآن أي مؤشر على قرب نهاية القتال في ظل رفض حركة حماس للمبادرة المصرية لوقف الحرب، يمكن توقع زيادة حدة المعركة الكلامية بين العسكريين والسياسيين في إسرائيل في المرحلة المقبلة، خاصة مع تعالي الأصوات التي تطالب منذ الآن بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة مواطن التقصير ومن يتحمل المسئولية، وهو ما عبر عنه أمنون أبرموفيتش في صحيفة "إسرائيل هايوم" في 31 أغسطس حيث قال: "فور نهاية الحرب، ستعزف رقصة السيوف، وهي عمليًّا تُعزف منذ الآن. فالأنفاق ستكون فقط أحد المواضيع. من عرف وحذر، من حذر ولم يحرك ساكنًا، من حرك ساكنًا ولم يعمل، أو من عمل ولكن ليس كافيًا. وستعزف بالطبع مسائل أخرى: جاهزية الجيش الإسرائيلي، عتاده وأداؤه، وإلى أي حد كان إبداعيًّا، وكم من المعلومات الاستخبارية للحملة كانت متوافرة لديه؟.


وسيتصاعد الانتقاد بالطبع إلى المستويات السياسية، ومن الأحزاب السياسية. سيقول البعض إن الجيش رغم توفير الحكومة له كل احتياجاته لم ينفذ ما طلب منه. ومن هيئة الأركان سيخرج من يقول إن القيادة السياسية التي لم تعرف ماذا تريد من نفسها، لم تعرف ماذا تريد منا!.


خلاصة:



من المتوقع أن يتبلور الجدل حول علاقة المستوى السياسي بالمستوى العسكري في إسرائيل مستقبلا حول النقاط التالية:



- إعادة تعريف العقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي لكي يتحول من مفهوم الحرب التقليدية (جيوش نظامية مقابل مثيلاتها) إلى الحروب الحديثة التي يمكن للجيش أن يخوضها ضد جماعات مسلحة لا جيوش نظامية.


- حتمية توصيف المواجهات التي تدور بين الجيش والجماعات المسلحة مثل حماس وحزب الله على أنها حروب وليست مجرد أوامر قتال من دون تحديد مضمونها.


- ضرورة إشراك العسكريين في قرار الحرب وتحديد أهدافها، لا الاكتفاء بمشاورتهم واعتبار تقديراتهم أمرًا غير ملزم لصانع القرار السياسي.


- آلية وضع ميزانية الجيش وتحريرها من الضغوطات السياسية بين الأحزاب.


- كيفية التعامل مع الأهداف المتعارضة مثل كسب الحرب الحديثة مع عدم سقوط ضحايا كثيرين، سواء في صفوف الجيش أو بين السكان في مناطق العدو الذي يتم قتاله.



(*) باحث في الشئون الإسرائيلية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.