أنا مقهور ..الامل يكاد يفل مني.. قلبي يقطر دماً.. روحي لم تعد بداخلي اشعر انها لحقت بك ..فالروح كانت متعلقة بحسك وفكرك وعلمك وضميرك وحبك للوطن.. اه.. اه.. اشعر اننا نعيش بلا عقل بعد ان تركتنا يا ابا العقلاء.. حال الوطن اليوم يتيم العقل برحيلك عنا.. العجول لا تحب العقول.. فهي تناطحها كالثيران "الماتادور" لتخلص منها.. لن تتوقف أعيننا عن ذرف العبرات فمآقينا كسواقي الانهار.. وافئدتنا مكلومة لفراقك عنا.. يكاد الوطن ينطق حزناً عليك يا ابا الدولة المدنية الحديثة.. كنت هدية الرحمن لهذا الشعب.. فقد كنت تريد وطناً كما هو منزلك وابنائك.. لا زلت مصعوقاً لهول الكارثة.. فليست البنان متساوية.. و لا الاحزان متجانسة.. السماء متجهمة غاضبة من القتلة الجبناء وسعيدة بصعود روحك الطاهرة اليها. تتفاوت الضمائر الانسانية في احاسيسها بآلام السواد الاعظم في زمن ماتت الضمائر فيه لكن ضميرك كان حياً يا من تُذكرنا بحب الرئيس الحمدي لنا. ستظل ملكاً علينا وتاجاً على الرؤوس وعبداً للخالق عز وجل.. قتلوك لأنك تبحث لهم عن وطن مفقود تائه في دهاليز القذارة.. قتلوك لأنك شجاعاً سلاحك العلم والقلم ..اردت لهم الحياة فأرادوا لك الموت.. تباً لهم.! هنيئاً لك الشهادة.. وهنيئاً للقبر الذي احتواك فيه ..خلدت ذكراك في ماهية الاجيال.. ولك منا عهد ووفاء وحب واخلاص ان نظل على نهجك ماضون.. وسيرتك ذاكرون.. رحمك الله ايها الاب الروحي الدكتور محمد عبد الملك المتوكل.