الثورة الجنوبية التحررية السلمية حينما انطلقت من مهدها كانت تتوهج حيوية ونشاط انطلقت متماسكة لاستعادة وطن مسلوب وهوية منهوبة ولا سوى ذلك . وعلى ذات النهج سارت الثورة أعواماً معدودة يكتنفها الاصرار وتكللها عزائم الابطال الميامين الذي عرفوا الساحات منذ انطلاق الثورة وفي ذروة العنفوان والبطش الذين واجه بهما الاحتلال الهمجي المتخلف ثورتنا السلمية المباركة وكانت لغة القمع والبطش والقتل والتنكيل ولغة السجون هي السائدة آنذاك والتي مارسها الاحتلال ضد الشعب الجنوبي بحريه مطلقه . زاد الزخم الثوري واتسعت رقعته في ساحات الحرية والكرامة وبرز في الصفوف الأمامية للثورة نخبه من الثوار الاحرار في الساحات منهم من اغتالته أيادي الغدر والخيانة فأستشهد على درب الحرية فداءاً للجنوب ومنهم من اقتادته أيادي القمع الى غياهب السجون ومنهم من لا زال يعيش واقعنا الثوري المؤلم اليوم . بعد ذلك اتخذت الثورة بعزيمة أبطالها منحنى أشد تصعيداً وتأثيرا على المحتل الجاثم على أرض الجنوب وبدأت شرارة الثورة تضرب في خاصرة النظام والمتنفذين وذلك من خلال محاولة الانطلاق بثورتنا إعلامياً نحو العالم وفرض واقع إعلامي ثوري على المستوى الاقليمي والدولي وكشف جرائم المحتل وما يقوم به من قتل وتنكيل لأبناء الجنوب . قامت الثورة في اليمن ضد نظام صالح وانتهت بمبادرة خليجية بين أطراف الصراع آنذاك وثورتنا الجنوبية لا زالت سائرة على ذات النهج التحرري السلمي . ورغم ما كان يحيط الثورة الجنوبية السلمية من تعتيم إعلامي ممنهج مارسته قوى الاحتلال مع قوى إقليمية ودولية الا أنها سارت وبخطى حثيثة نحو الهدف المنشود المتمثل باستعادة الارض والهوية . وعلى حين غرة استطاعت شبكات استخباراتية يمنيه قادتها قوى يمنيه نافذه من اختراق جدارنا الثوري التحرري السلمي واستطاعت تلك الشبكات زراعة خلايا جنوبيه في العمق السياسي الجنوبي لشق وحدة الصف الجنوبي وإيجاد ثغرات سياسيه وميدانيه في الثورة الجنوبية. وبالإضافة الى وجود شقوق من رواسب الماضي وصراعاته بين قيادة الثورة الجنوبية استطاعت قوى الاحتلال من خلال شبكات الامن القومي الاستخباراتي فرض واقع ثوري جنوبي مليء بالمكونات ومشبع باختلاف وتباين الآراء أستمر التباين والاختلاف بين كل مكونات الثورة حتى أصبح خطراً يهدد مسيرة الثورة وقواها التحررية وينذر بتفكك المنظومة الثورية الجنوبية وبإطالة أمدها الى أجل غير مسمى وأستمر واقع التفكك والاختلاف بين من اسميناهم قياده سياسيه ملازماً لمسيرة الثورة حتى الان ولا زال الشعب الجنوبي يشكو من ويلات الاختلاف بين قيادته السياسية في الداخل والخارج . وبعيداً عن لغة التوافق لا زال التشظي والاقصاء والتهميش وعدم القبول بالأخر والسعي وراء الكسب المادي والبحث عن السلطة هو سيد الموقف في الثورة الجنوبية وبشكلٍ عام . والمتأمل لواقع الحال في الثورة الجنوبية يدور وبلا شك في باله هذا السؤال : الى متى سيضل هذا التشظي والاختلاف بين قيادات الثورة الجنوبية ؟؟؟ ياترى ماذا ستكون الإجابة على هذا السؤال ؟؟ وها هو الشعب الجنوبي اليوم شعبٌ أنهكته الثورة وطول أمدها وعنفوان المحتل وبطشه وجبروته وأثقل كاهله قيادة لا تجيد في مضمار الثورة سوى الاختلاف . لك الله يا شعب الجنوب !!