أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق كأس الأمم الآسيوية حيث السباق المثير للفوز بالكأس وتسيد أكبر قارات العالم لأربع سنوات مقبلة.. ستة عشر منتخباً آسيوياً تتساوى فرصها وتتباين حظوظها للفوز باللقب وتبقى حظوظ منتخبنا الوطني هي الأهم وإن لم تكن الأكبر. قد لا يكون الأخضر المرشح الأول أو حتى الثالث في نظر النقاد والمتابعين لكنه سيبقى في نظرهم أيضاً ضمن منتخبات النخبة الآسيوية وتحتفظ له البطولة في سجلاتها بالكثير من الذكريات الجميلة. وتصادف هذه البطولة مرور ثلاثين عاماً على أجمل تلك الذكريات عندما سطر الأخضر أروع ملاحمه الكروية عام 1984م وفاز بأول لقب آسيوي فتح شهيته للمزيد من الإبداع والألقاب. سنوات تصل إلى العشرين تنقل خلالها الأخضر بين منصات التتويج الآسيوية والمشاركات المونديالية وكان الرقم الثابت في الانتصارات والآخرون متحركون كان الأخضر يحقق انتصاراته وبطولاته بنجوم "المنتخب" وليس نجوم الأندية ولم يكن أحد يهتم لأي نادٍ ينتمي هذا اللاعب أو ذاك فقد كانوا على قلب فريق واحد هو الأخضر. حتى الجماهير كانت تتخلى عن ألوان وشعارات الأندية في مباريات المنتخب وتحمل شعار الوطن وصور قادته ولا تكل ولا تمل من التنقل بطول القارة وعرضها بل وفي كل قارات العالم حباً ودعماً للأخضر . ما سبق (فعل ماضي) أما المضارع والحاضر فهو أن منتخبنا الوطني غادر قبل أيام إلى استراليا وسط أجواء مشحونة بالتوتر والخلافات على كل المستويات على مستوى المسؤولية هناك خلاف شديد بين الرئاسة واتحاد الكرة وما هي إلا هدنة مؤقتة إلى أن يعود المنتخب من استراليا وتحدث بينهما المواجهة الحتمية الإعلام – للأسف – تخلى عن دوره الأساسي بل وعن هيبته وأصبح أداة من أدوات الأندية بينما أصبح المنتخب أداة من أدوات تشجيع الأندية وتحقيق مصالحها أما الجماهير فقد أصبح "منتخب الوطن" يمثل النادي الآخر فقط وهو آخر اهتماماتها ولا يستحق عناء الانتقال من الثمامة إلى ملعب الملك فهد الدولي لتشجيع المنتخب ومؤازرته حتى وإن تأهل للنهائي .. وفي المدرجات تجد ألوان وشعارات الأندية أكثر من شعار منتخب الوطن وترى اللافتات وصور نجوم الأندية أكثر بروزاً من الصور الأخرى . ذاك هو (الماضي) وهذا هو (الحاضر) فكيف سيكون (المستقبل) ؟!