ما يربوا على قرن و عقدين من الزمن هي الفترة التي مكث فيها الاحتلال البريطاني لأرضنا الجنوبية الطاهرة وهذه الفترة الطويلة مرة بينما فيها من الألم والأحزان إلا أنها فترة تأقلم مع وضعها الاباء والأجداد السابقين ولا زال الكثير منهم يذكرها بشئ من التقدير والاحترام بل ان الغالبية العظمى من أبناء الجنوب العربي يتمنون عودتها ليس حبا فيها ولكن ما أصبحوا وأمسوا عليه من وضع لايمكن تقبله بأي حال من الأحوال وضع يماثل ويشابه إلى حد كبير جحيم الذي لايطاق فألاحتلال البريطاني أثناء وجوده بيننا لم يمس إي كائن بالإيذاء فلاالبشر ولا الحيوانات بلاحتى الحجر والشجر والبحر والبر فلكل كان في مأمن وعلى ما وجده الله عليه الاحتلال البريطاني لم يتدخل في شؤون الناس ولم يرغمهم على فعل شيء غير راضيين عليه تركهم وحالهم الكل يمارس مايريد ويفعل مايريد وليس لديه إي خوف من احد ولهذا طال بقاه فهوا مارس الذكاء الخارق ولم يشعر الناس بأنه محتل حتى مظاهرة قوته لم يستعرضها أمام الناس بل جعلها بعيدة وبعيدة جدا وهكذا حبوه الناس وظلت الحنية موجودة بقلوبهم للعاصمة عدن حيث جعلوا منها درة المدائن وأقاموا فيها العمران وانشئوا الميناء الذي دبت فيه الحركة الملاحية وزادت إيراداته . و الملاحظ والمتأمل لحالنا اليوم سيعرف الفرق الكبير وكيف صرنا في اسواء أحوالنا فما وقعنا فيه من كمين غادر وفخ فيما يطلقون عليه مجازا بالوحدة ونحن نقول (الوحله)فهيا لم تقم على ارض صلبة ونوايا صادقه فالارض التي تمت فيها وحله ولا يمكن لنا الاستمرار فيها أرضها وحله ولايمكن المشي عليها ولا حتى استقامة ارجلنا لم تجد تحتها ارض صلبه. اما هم فهم فكانوا متعودين وتعجبهم الاشياء التي يتقزز منها الناس كل همهم وتفكيرهم تحصيل المال وليس أي شيء اخر حتى لو اتى الدخل بطرق ملتوية او من الحرام عندهم المال يكمل الأشياء فلم يمتلكون شيء اصلا حتى يحافظوا عليه (لاحياء ولاعياء) كما يقول العامة عندنا اوقل (لي ما يستحي يفعل ما يشتهي) هذا هم الكل يعرفهم حتى في الاغتراب لم يكونوا مثل اصحابنا المحير والامر الغريب المريب هو سكوت دول الجوار . يرون مانحن فيه ولااحد يتكلم ولا ندري مرد هذا السكوت إلى ماذا فهل هو خوف ام عن تعمد ماذا فعلنا معكم حتى تعاملوننا بكل هذه القسوه والجفاء الذي طال كثيرا تروننا في محنه لم نشهد لها مثيل من قبل ولا تقومون بالواجب المطلوب فالمجورة موجودة ومثلها الصهارة وكل هذا الاشياء تحتم عليكم التحرك السريع لمد يد العون ومساعدتنا في محنتنا واليوم عندنا ومن يدري غدا عند من ولابد من التعاون وما احسن التعاون على الحق ونصرة المظلوم وليس الظالم اما مسألة التفرج فهيا لا تجدي وهذا المتفرج لن يدوم تفرجه فقد يطاله مانحن فيه ويأتي الدور عليه ابنائنا وخيرة رجالنا تقتل جهارا نهارا ارضنا تنهب هويتنا يحاولون محوها لم يتركوا شيء جميل إلا وحولوه إلى قبيح والله المستعان