قال زعيم إسلامي مؤيد لحكومة نصبت نفسها في ليبيا إن محادثات الأممالمتحدة هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في البلاد لكنه أشار إلى أن الاتفاق صعب في ظل وجود حكومة أخرى تعمل مع حليف سابق لمعمر القذافي. وتظهر تصريحات عبد الحكيم بلحاج إلى أي مدى يتعرض دعم المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة إلى تعقيدات بسبب الانقسامات داخل تحالفين فضفاضين يتنافسان على السلطة. وبعد أربع سنوات على الحرب الأهلية التي اطاحت بالقذافي تخوض ليبيا صراعا بين حكومتين متنافستين مدعومتين من قوات تقاتل من أجل السيطرة على ثروة البلاد النفطية. وقال بلحاج في مقابلة مع رويترز "الأزمة السياسية التي تعيشها ليبيا الآن أو بالأحرى الانشقاق بين جسمين تشريعيين وحكومتين وكذلك جيشين للاسف لا شك أنها أزمة سياسية... لا سبيل لإنهاء هذه الأزمة السياسية إلا بتوافق وطريق التوافق هو الحوار الجاد وإذا كانت هناك نوايا صادقة وتجرد من المصالح سنكون قادرين على تجاوز هذه الأزمة." وبلحاج الآن شخصية سياسية قيادية في ليبيا وزعيم حزب الوطن المحافظ وقد حارب في أفغانستان وسعى للاطاحة بالقذافي في التسعينيات وانضم إلى الانتفاضة التي اطاحت بالقذافي في 2011. وتعمل حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني المعترف بها دوليا والبرلمان المنتخب من شرق البلاد منذ أن سيطر فصيل مسلح منافس يسمى فجر ليبيا على طرابلس في الصيف الماضي وشكل حكومته الخاصة. وتحظى الحكومتان بدعم تحالفات فضفاضة لقوات حاربت جنبا إلى جنب ذات يوم للاطاحة بالقذافي لكنها تحولت لقتال بعضها البعض من أجل السيطرة على النفوذ السياسي. ويتلقى الثني الدعم من قوات مدينة الزنتان في غرب البلاد فضلا عن كتائب القعقاع والصواعق التي تضم بعضا من القوات الخاصة السابقة للقذافي. وعينت حكومته أيضا خليفة حفتر الحليف السابق للقذافي قائدا للجيش. وحفتر لواء سابق ساعد القذافي في الوصول إلى السلطة قبل أن يختلف معه في التسعينيات. وفي العام الماضي بدأ حملة ضد المتشددين في بنغازي وتعاون مع عناصر من الجيش. لكن منتقدين يقولون إنه مجرم حرب. وتدعم الحكومة المنافسة في طرابلس جماعة فجر ليبيا وهي تحالف لكتائب من مدينة مصراتة وبعض الوحدات الإسلامية وأعضاء في حزب العدالة والبناء ذراع جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوطن الذي يتزعمه بلحاج. ويقول الثني إن فجر ليبيا تدعم متطرفين مثل أنصار الشريعة التي تدرجها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية. وقال بلحاج "حفتر من الأسباب الرئيسية في اشعال نار الفتنة بخروجه بحجة مكافحة الإرهاب... لو لم يكن حفتر لما كانت هذه الأعمال الآن." وسعى بلحاج في السابق إلى مقاضاة بريطانيا على الأضرار التي لحقت به نتيجة التعذيب الذي يقول إنه تعرض له على أيدي رجال القذافي بعد أن سلمه ضباط بريطانيون وأمريكيون إلى ليبيا. وبسؤاله عن ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا ردد بلحاج موقف الآخرين المؤيدين للحكومة الموازية في طرابلس قائلا "داعش (الاسم المختصر القديم للدولة الإسلامية) هناك ظاهرة نعم وهناك عوامل وموثرات صراع ومنها حفتر والمنظومة السابقة