الكل يؤيد " المقاومة الشعبية " في الجنوب ، والبعض من هذا الكل لا يدرك بأن المقاومة لها تعريف لدى هادي وشلة الوحدويين ، أو قل الفوضويين ، فهؤلاء يرون في الوحدة ضماناً لما اكتسبوه من هبات وعطايا نقدية وعينية من نظام المحتل نظير كيدهم للجنوب ، وقبولهم هذه الهبات ثمناً لهذا الكيد ، وكلٌ بحسب مكانته ( كل برغوث ودمّه ) ويتلخص هذا التعريف في مفهوم اليمن الواحد ، وفي ذلك ما فيه من تغييب لحق الجنوب في فك ارتباطه بنظام صنعاء تمشياً مع رسوخ القناعة التي وصلت ذروتها لدى أبناء هذا البلد المسالم والحضاري بطبعه ، هذا المفهوم يصطدم بحقيقة كون الغالبية من حملة السلاح المنضويين تحت لواء المقاومة في الجنوب يطمحون إلى تحرير الجنوب واستقلاله ، وطرد المحتل اليمني ، وعلى ضوء تصريحات هادي الأخيرة يحق لنا مساءلة أولئك الذين رددوا على مسامعنا بأن هادي سيتولى تحرير الجنوب ، وأن لديه خطة لا يدركها أحدٌ سواه ، وما علينا إلا التصفيق له وكفى . اليوم لا أحد يمتلك الشجاعة ليقول بُعداً لهادي كما بَعُدَ عفاش ، الجنوب دوماً يدفع الثمن على إيقاع النوايا الحسنة ، وخونة الأوطان يتمادون في غيّهم حيث لا حساب ولا عقاب ، ويلهثون لحصد المزيد من الكسب على حساب جراحات شباب الجنوب الدامية ، وقريباً سنشهد انسحاباً حوثياً تاركاً فراغاً ما يلبث سدنة هادي أن يهرعون لملئه ، حاملين بيارق النصر ، وشعارات اليمن الموحد ، ومعهم الحشود القادمة من تعز وكافة ما يسمى بالمنطقة الوسطى التي مهدت للحوثيين طريقهم إلى الجنوب ، واكتفوا بمراقبة المشهد عن بُعد ، سيتوافدون إلى احتفالات النصر ، وتذهب آمال الجنوبيين وتطلعاتهم أدراج الرياح ، فلا حرية ولا هوية ولكن مزيد من التيه في مجاهل الضياع . ومما يثير الإشمئزاز أن تتعهد بعض الأبواق بتلميع صورة هادي وذلك بتصريحات سمجة مفادها أن هادي يشترط لحضور مؤتمر جنيف أن يُناقش الوضع على أساس شمال وجنوب ! والذين يطلقون هذه النكات المبكية يعلمون جيداً أن هادي ووفق الأجندة التي يسير عليها لا يمكن له بأي حال من الأحوال التصريح بهكذا تخريف فهو متمسك بالوحدة وإلا لما بقي يوماً واحداً في سدة الحكم ، فالأمور ليست سائبة وهناك من يتحكم في أطراف الخيوط لتبقى بعيدة عن أصابع هادي وزبانيته ، وحتى المهام القتالية تولى أمرها نمور الصحراء ، أما هادي ووزير دفاعه فهم على الأرائك متكئون ، وأولئك الملمعون لا يهدفون إلى أكثر من إرباك المشهد في أعين المتابع الجنوبي ، وخلق حالة من الإنقسام بين صفوف الجنوبيين ، وهي في المحصلة فرقعات إعلامية يتم دفع أجرها مقدماً وتُجنّد لها وسائل الإعلام المختلفة لا سيما في ظروف الإحتراب كالتي يعيشها الجنوب على وجه التحديد . المقاومون للغزو الحوثي على الجنوب هم الجنوبيون أما الجيش فمعظمه يسير تحت إمرة عفاش الذي أعلن تحالفه مع الحوثي صراحةً ، ولهذا فهادي لا يمتلك جيشاً وقد عمد مؤخراً إلى تجنيد مجاميع من الجنوبيين وما يزالون قيد التدريب في حضرموت التي سيصل إليها برفقة حيدر العطاس ، هذه المرة ليس بصفته رئيساً ولكن كشخصية اعتبارية تكتسب وجاهتها من غموض مواقفها التي لا يدري أحد كيف يقرأها فهي متضاربة ومتأرجحة في معتقد الرجل . على الجنوبيين أن يستعينوا بالصبر والثبات على موقفهم من فك الإرتباط واستمرار المقاومة ضد المحتل اليمني ، فإنه يُراد بهم العودة إلى أحضان المهانة والذل تحت يافطة الوحدة . وستكشف لك الأيام ما كنت تجهلة .. ويأتيك بالأخبار ما لم تُزَوّدِ .