بعد سنوات من نضال شعب الجنوب الذي انتفض في ثورة سلمية للمطالبة بتحرير واستقلال الجنوب وخلال فترة نضاله تصدى لكثير من المؤامرات ابرزها مشروع الفيدرالية التي حاولت صنعاء تحقيقها لانقاذ وشرعنة بقائها في الجنوب تحت مظلة ما يسمى ب "الوحدة اليمنية" ثم ومن خلال قوى خارجية تدعمها حاولت تمرير مشروعها ذلك عبر التسويق لأوهام ومزاعم الفيدرالية المزمنة أو الدولة الاتحادية وكذلك الأقاليم الستة لكنها وصلت إلى طريق مسدود وتوجت فشلها وفشل المبادرة الخليجية وكذلك فشل مؤتمر الحوار اليمني بالحرب الجارية اليوم، وبما أن شعب الجنوب ومكونات حراكه السلمي الفاعل قد افشل ألاعيب "صنعاء" تلك وكان الأكثر تضحية ومعاناة من الحرب الأخيرة التي لم تهد بعد الا أن القوى الأخرى في العربية اليمنية التي تدعي تمسكها بشرعية الحكومة والرئيس هادي تعاود اللعب على ذات الوتر السابق من خلال اعلان تمسكها بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الذي لا يعترف بقضية الجنوب كقضية مشروعة وعادلة بل ويعد مؤتمر الحوار مؤامرة بحد ذاته استهدف القضية الجنوبية. أن من يظن أن الفيدرالية هي طريق نحو الاستقلال فهو واهم لأن الفيدرالية هي عبارة عن شكل من أشكال الحكم ليس الا، وخلالها سيبقى حال الجنوب تحت هيمنة صنعاء وسيكون هناك بالمقابل اقليم جنوبي تحت مظلة ومشروعية دولة اسمها اليمن وفي حال محاولة تمرد هذا الاقليم أو التفكير باعلان استقلاله فيحق للدولة المركزية رفض التمرد والتصدي له بقوة السلاح ويخضع الأمر عندئذ لمسألة داخلية لا يجوز التدخل فيها من قبل الخارج بأعتبار ما يجري على انه حرب داخلية وفق مفهوم نصوص القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تجيز التدخل لردع الاقليم المتمرد على شرعية الدولة الاتحادية، لأن الحرب ليست دولية بين دولتين كما لو قامت الحرب بين دولتين أو أكثر وقعت على الدخول في نظام حكم كمفيدرالي واحتفظت كل منها بسيادتها عندها يعتبر أي اعتداء من قبل أحد اعضائها على الأخرى اعتداء وحرب دولية تخضع للقانون الدولي الذي يلزم الأممالمتحدة التدخل واصدار قرارات من قبل مجلس الأمن لردع الدولة المعتدية ومنع انتهاك سيادة أيا من الدول الأعضاء في الاتحاد الكمفيدرالي وصد العدوان. كما أنه لا يوجد على الاطلاق شيء اسمه فيدرالية مزمنة بعدد من السنوات ثم يأتي عقبها استفتاء شعبي لأن القانون الدولي لا ينص على مثل هذه الأشياء الوهمية التي يحاول البعض طرحها والترويج لها وتسريبها بين اوساط الجنوبيين تمهيدا لفرضها في صفقات دولية قادمة، وهنا اذ نتصدى لهكذا مخاطر يجب أن يعيها شعب الجنوب الذي قدم ويقدم التضحيات تلو التضحيات في سبيل استقلال الجنوب لايعني التشكيك في وطنية الشخصيات الجنوبية التي تتبنى مثل هكذا طرح لمشاريع منتقصة لا تدرك مخاطرها المستقبلية على قضية الجنوب فأغلب من يتبنى هذه المشاريع قد يكونوا من رجال السياسة ولهم قدرات سياسية فائقة لكنهم يجهلون الكثير من الأمور أهمها القانون الدولي والبرتكولات الدولية التي تخوض في امكانية تحوير وتفسير تلك النصوص وفقا لمصالح الدول الكبرى باختلاق أوضاع قانونية دولية يجري تكييفها وفقا لما تهدف إلى تحقيقه هذا ناهيك عن الجهل بمستقبل الدولة الاتحادية والمتغيرات التي ستطرأ على أحد اقاليمها وعلاقته بمصالح الدول الكبرى.