قال مسؤول أمني مصري بارز إن التنسيق بين الأجهزة والأمنية والعسكرية المصرية جارٍ على قدم وساق، لمواجهة أي حالة طارئة تفرضها تطورات الموقف داخل الأراضي الليبية. ووفقًا لتصريح نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، الجمعة، أضاف مدير أمن محافظة مطروح اللواء هشام لطفي إنه "تم التنسيق وإدارة شرطة المنفذ ومصلحة الجوازات والقوات المسلحة وفرع الأمن العام وإدارة الأمن الوطني بمطروح، وتم التنبيه على كافة الخدمات بشدة اليقظة، وأن تكون على أهبة الاستعداد، لمواجهة أية طوارئ تفرضها تطورات الموقف داخل الأراضي الليبية، مع استنفار كافة الأجهزة الأمنية بالمنفذ"، دون مزيد من التفاصيل. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال في مؤتمر صحفي الأربعاء إن "مصر ترصد ما يحدث في سرت والهجمة الشرسة التي تتعرض لها المدينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي". و كشف مدير أمن مطروح اللواء هشام لطفي، عن أن "منفذ السلوم البري (غربي البلاد) استقبل نحو 72 ألفا و700 مصري، عائدين من ليبيا، خلال 6 أشهر، وذلك في الفترة من 16 فبراير/ شباط الماضي وحتى الآن". وفي السياق ذاته، أحبطت القوات الأمنية المصرية بمدينة السلوم، على الحدود المصرية الليبية، محاولة تسلل 69 مهاجرا غير شرعي، كانوا متجهين إلى الأراضي الليبية عبر الدروب الصحراوية. ويرى مراقبون أن المخاطر الأمنية الليبية تحفز مصر على رفع مستوى اليقظة الأمنية خشية تمكن الجهاديين من القيام عمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية. وأكد هؤلاء أن القاهرة تولي اهتماما خاصا بالوضع الليبي الهش خاصة أنها في مرمى نيران المتطرفين نظرا للعوامل الجغرافية والحدود التي تربط البلدين. وأعلنت الحكومة الليبية المؤقتة، الجمعة أن "حصيلة جرائم الإبادة الجماعية، التي ارتكبها تنظيم "داعش"، ضد سكان مدينة سرت بلغت أكثر من 30 قتيلاً مدنياً"، متهمةً مجلس الأمن الدولي ب"السكوت عن مجازر التنظيم في المدينة". واوقفت قوات حرس الحدود الليبية العمل في معبر مساعد وهو المعبر الرئيسي الى مصر في خطوة تعكس مزيدا من الانهيار في سلطة الدولة. وسيزيد هذا الحدث مخاوف مصر من استخدام المتشددين للحدود الصحراوية في تهريب مقاتلين وأسلحة من ليبيا التي تسودها حالة من الفوضى بعد أربع سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي. وقال خبراء إن الجهود السياسية التي تبذلها مصر من أجل التوصل الى اتفاق عربي يقضي بشن ضربات جوية على تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا يجسد المخاوف المصرية من تبعات تمدد المتطرفين داخل الأراضي االليبية. وسيطر تنظيم الدلولة الاسلامية على مدينة سرت الليبية، في يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد انسحاب الكتيبة 166، التابعة لقوات فجر ليبيا، التي كانت مكلفة، من المؤتمر الوطني العام المنعقد في طرابلس، بتأمين المدينة. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان؛ الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس نواب طبرق، ومقرها مدينة البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، ومقرها طرابلس (غرب).