ثورة الجنوب الظافرة ابتدأت بمشروع التصالح والتسامح الذي تنادي به ابناء الجنوب كافة منذ العام 2006م وفي مقدمتهم ابناء ردفان الابية ووقف علي صالح بكل قوته وجبروته لإخراس هذا التنادي لما يعلم في قرارة نفسه انه ستعود عليه نتائجه بالوبال العظيم ...ثم تلى ذلك الاعتصامات والمليونيات التي استهضت وغطت الجنوب كله تنديدا واستنكارا لما ما مارسته واستمرت في ممارسته سلطة صنعاء ونخبها العسكرية والطائفية والقبلية والمناطقية وانتهاء بالثورة المظفرة التي قادها شبابها ((شباب الثورة في الجنوب)) رفضا لاستمرارية عنجهية نظام صالح بعد ان وجدوا ان لا مناص الا بتقرير مصيرهم بأنفسهم وهبوا للدفاع عن كل شبر في الارض الجنوبية ..وانتصروا فيها ايما انتصار وحرروها من كل المعتدين الظالمين الغاشمين المغتصبين من حلف طائفي عسكري تقليدي همه الاستمرار في نهب وسرقة مقدرات وخيرات الجنوب ولو باستخدام القوة والعنف كما فعلوا منذ الحرب الظالمة في صيف 1994م وحتى انبلاج نور الحرية بانتصار شباب الثوة وبدعم سخي اخوي ومصيري من كل دول مجلس التعاون الخليجي العربي في تحالف شجاع وحازم تحت شعار ((عاصفة الحزم)) بعد ان حزموا امرهم واستشهد خلالها الكثير من الرجال الابطال الأشاوس ومن كل دول مجلس التعاون الخليجي العربي ومعهم بعض الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية ومعها دولة زايد الخير ،دولة الامارات العربية المتحدة التي هبت لنجدة شعب الجنوب المظلوم واختلطت دمائهم الزكية الطاهرة لتروي الارض استبسالا ..ندعو الله لهم المغفرة والرحمة ان يحتسبهم من الشهداء كما جاء في وعده.. وفي الخطوة الثانية كانت هي اعادة البناء واصلاح ما دمره المخلوع ومن والاه ممن كانوا يحملون بأضغاث من احلامهم البائسة التي عفا عنها الدهر ان يستعيدوا حكما كهنوتيا كان ابقى الشمال في جهالة وفقر ومرض حتى 26 سبتمبر 19632م ونسيوا ان عودة تلك الحال من المحال وتولت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى سلمان بن عبدالعزيز ومعه الشيخ خليفة بن زايد الخير بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة في تحقيق ((اعادة الامل)). في الجنوب بدأت الآمال تتحقق وبسرعة قياسية بإعادة ترميم المدارس والمستشفيات والمرافق العامة والتوفير العاجل لمتطلبات عودة الكهرباء والمياه للناس بعد انقطاع دام اشهر الحرب الظالمة ...حتى في حملات تنظيف الشوارع والاحياء من مخلفات الحرب ..ومعها بدأت عدن في استعادة حيويتها وهويتها من خلال عودة الحياة اليومية والاقتصادية والامن والامان والاطمئنان وتوفير حاجات الاهالي دور الهلال الاحمر الاماراتي والسعودي والعربي في توفير الغداء ..ولم يبق سوى عودة الرجال الاوفياء ممن بقوا على قيد الحياة ،وكانوا قد افتدوا بحياتهم رخيصة للوطن وقد استشهد منهم المئات بل الالاف من شباب في عمر الزهور ومن كل الاعمار ايضا وفي كل مناطق الجنوب ..عودة الرجال الاوفياء الذين لم تهنأ لهم الحياة ولا ضمائرهم الا بالانتماء الى كافة الجماهير تحت مظلة الحراك الجنوبي السلمي واعتصموا في ساحات الحرية اينما وجدت على امتدد كل الوطن . عدن كانت هي قبلة الثوار للجنوب كافة فاستضافت المليونيات والتظاهرات والاحتجاجات السلمية التي قوبلت من زبانية المخلوع ومن جحافل عسكره بأن قتلوا واعدموا الاف الشهداء على مذبح الحرية في ساحات الاعتصامات وفي التظاهرات السلمية وفي مواكب دفن الشهداء في مثاويهم الاخيرة حتى وصل الامر بالأبطال من المعتصمين والمحتجين بان اضطروا الى دفن شهدائهم في مواضع من ساحات الاعتصامات تجنبا لما يتعرضون له من العسكر في جيش علي صالح وفي كل المحافظاتوعدن بالخصوص. الاستاذ رامي نبيه مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة عدن المعين بقرار رئيس الوزراء قبل سنوات تقريبا كان احد هؤلاء الشباب الذين جمعوا بين الحفاظ على نشاط عملهم الرسمي والتزامهم الوطني لقضايا ثورتهم ..فكان يداوم في مكتبه خلال ساعات العمل الرسمي ليتنقل بعدها مباشرة الى ساحة الحرية حيث يعتصم كافة ابناء مدينة عدن ومعهم كل القادمين من كل المحافظات الجنوبية حيث كان يؤدي دورا جماهيريا وطنيا من خلال المساهمة في رفع معنويات المعتصمين بإقامة الفعاليات والانشطة الثقافية والفنية والخطابية ((اعمال مسرحية ،اناشيد واغان وطنية وخطابات ترفع المعنويات)) شاركه في ذلك معظم العاملين في مكتب الثقافة طوعا من اساتذة المسرح مثل الاستاذ فؤاد هويدي والاستاذ جميل محفوظ والفرق الفنية والثقافية لمكتب ثقافة عدن.. وفي اثناء تواجد الاستاذ رامي نبيه في الساحة حسبما علمت حينها ان عبدالكريم شائف اصدر تكليفا للأخ العزيز الاديب الشاعر الاستاذ عبدالله با كدادة والذي لا ينكر عليه احد قدر ثقافته وادبه.. ولكنه يبدو وبحسن ظنه انه وقع في فخ الفتنة واثارة الانقسامات التي حاولوا زرعها بين ابناء الجنوب وذلك بقبوله التكليف ..حين نسي او تناسى من اصدر لا يحق له اصداء مثل هكذا امر في ظل وجود قرار مجلس الوزراء الا في حال صدور قرار اخر بنقضه من رئيس الوزراء او رئيس الدولة في حالات استثنائية . انا لا الوم الاستاذ والاخ العزيز ((ابا الوليد)) ولكني اعتب عليه كيف قبل على نفسه ان يقع في مثل هذه الاشكالية وهو يعلم انه عليه ان يناى بنفسه من مثل هذه العقدة الفخ ويعلم ان مال هذه الجماعة الموالية للمخلوع ونهاية دورها كان اليوم او غدا طالما الجماهير مصرة على بقائها في الساحة حتى زوال ذلك النظام الفاسد وزاد الطين بلة ان ابلغ الاستاذ نبيه من قبل من جاء يهدده الى مكتبه بأن عليه اخلاء وظيفته ومكتبه لابي الوليد ,,ما لم ..فانه سيتم اخراجه بالقوة وفقا لما رواه الاستاذ نبيه من بعد التهديد له. واخيرا قرأت الصحافة وشاهدت شخصيا وحاضرا بعض وقفات التأييد التضامنية للأستاذ رامي نبيه تكاد تصل نسبة المشاركين فيها بما يزيد عن 90% من العاملين والموظفين في مكتب الثقافة بعدن ..وقد تم تكريم احد المتضامنين معه ان ارسل لي عبر الفاكس يوم الاحد الفائت القريب صورا لوثائق موقع عليها من معظم العاملين في المكتب مع اسمائهم وارقام هواتفهم.. حتى اولئك من كانوا معه في الساحة امثال الاخ شلال علي شائع مدير عام شرطة عدن (اليوم) حينما كان فاعلا ونشطا في ساحة الحرية منذ بدايتها ..والذي تقاسم مع الاستاذ رامي نبيه اللقمة الجافة وحر الصيف يرى بضرورة عودة الاستاذ نبيه الى عمله باعتباره المعين رسميا واعترافا بدوره خلال الاعتصامات وكان نائبا في النشاط الثقافي للشهيد طيب الذكر الدكتور زين محسن اليزيدي يرحمه الله ومعهم الشهيد البطل مهندس اعتصامات ساحة الحرية بخورمكسر خالد الجنيدي ،والاستاذ علي هيثم الغريب والاعلامي محمد سعيد سالم والاستاذ الشاب عبدالله الدياني وردفان الدبيس وصلاح بن لغبر. واليوم وبعد ان تهاوت رموز تلك الحقبة السوداء من تاريخ الجنوب وعدن بشكل خاص ..ومعهم رموز الفساد السياسي ونهب المال العام وانفض عن موائد من كان لهم طابورا خامسا للنفاذ بجلودهم .. اليوم وقد عادت لنا كرامتنا وحريتنا وسطعت شمس التحرر مما تبقى من اثار تلك الايام الغبراء المظلمة على كافة مستويات ومناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ليعود الجنوب وتعود عدن الى سابق عهدها ..الى ما كانت عليه من ازدهار ومظاهر فر ح يتولاها ابناؤها من الشرفاء الاوفياء الذين صمدوا وقاوموا من خلال كل تلك السنين العجاف كل في مجال عمله ومهامه الملقاة على عاتقه . ومن هؤلاء الاوفياء كما ازعم الاستاذ رامي نبيه مدير عام مكتب الثقافة لمحافظة عدن الذ مازال حتى يومنا هذا يتعرض للضغط والحرب النفسية والضيم والتهديد والقهر والاذى وتشويه السمعة من خلال بث اساليب الاشاعات الفرضة والاكاذيب لخيانته للامانة والتفريط في مسؤولياته الوظيفية وخاصة المالية ..اتضح حينها انه كان منها بريئا ..وقد وصلت بعض هذه الاتهامات الى المحاكم التي بدورها برأت طرفه من كل تلك التهم ..والغريب انه ما زال يتعرض لمثلها اليوم ..والهدف منها اعاقته من العودة الى وظيفته ومسؤولياته والكل يعرف انه خلال فترة عمله التي لم تتجاوز الثلاث سنوات حقق مكتب الثقافة الشيء الكثير من المهرجانات والكرنفالات الفنية والشعبية وتكريم رموز الفن ودعم الفرق الفنية المسرحية والموسيقية وفرق الاطفال بعد انقطاع دام لأكثر من تسعة عشر عاما غير تلك الفعاليات والحفلات في العياد والمناسبات شارك فيها كوادر مكتب الثقافة في اكثر من اربعين حفل وفعالية واوصى بدعم عدد من كوادر الثقافة من صندوق التنمية الثقافية حازوا في مجموعتهم العشرين ..اشياء كثيرة لم استطيع استحضارها كلها الا ما استطعت تذكره .. فهل نحن له منصفون ..لست هنا كما اعتقد البعض من الطيبين انني اقود حملة دعائية له بقدر ما يهمني مصلحة مدينتي عدن لا سواها والجنوب بشكل عام وطني لا سواه. انني اطالب الجهات المعنية وبالأخص محافظ محافظة عدن ان يقيموا تجربة هذا الرجل وسرعة التوجيه بإعادته الى عمله ودرء أي مسببات لعرقلة عودته والله من وراء القصد وهو اعلم بالنوايا وخفايا القلوب..