لاحظت ان قضية مقتل الشاب اليافع عمر باطويل قد اخذت منحنى رأي عام, لكن للاسف ان هذا التناول كله كان من جانب العاطفة وردة الفعل دون الوقوف على اصل المسالة ومنشأها, لذا احبب ان اضع بين يدي القارئ الكريم هذا الموضوع والذي اتناوله من عدة جهات بعيد عن العاطفة ومنها: اولا القتلة: لا نعرف لكم دين او عقل يقر لكم بما تفعلونه من قتل للابرياء تزعمون انكم تقتلون مرتد هنا وهناك تلبسون ثياب النساء وتتشبهون بهن خلاف لشريعة محمد عليه الصلاة والسلام, فليس لاحد ان يقيم الحدود غير ولي الامر الشرعي بعد ان يقدم بلاغا مع الادلة وهناك من ينظر فيها ويقرر. ام انكم لا ترون في ان هناك حاكما شرعيا وترون ان المجامع الذي تعيشون فيه كافر, فعليكم باللجوء الى الشعاب مع اغنامكم هربا من الفتن بدلا من قتل الناس بالشبهة. ثانيا ولاة امور الشباب: الاباء والامهات, شبابنا واطفالنا هم امانة في اعناقنا, لا تنسون ان الاباء رعية ابنائهم وانهم مسؤولون عن رعيتهم هل حفظوها ام خانوها. وهنا اقول اين دور الاباء في البحث وراء شاب في سن خطرة (سن المراهقة) لم يتعلم اصول دينه ولم ينشأ على عقيدة راسخة تمنع انجراره وراء الشبهات او ان يتأثر بكلام الفلاسفة من ماركس الى نيشته او فيثاغورس وجوته و ... حيث ر عن الفلاسفة الشك والطعن بكل يقين بمسمى بحثا عن الحقيقة وتهاووا بين القيل والقال. وتركنا اولادنا تتشرب ذلك المنهج باسم التثقيف والحضارة. لا يوجد شيء افضل من القراءة والاطلاع, لكن لابد ان يعرف ماذا يقرا وكيف يقرا ولمن يقرا. فالسم مدسوس في العسل. كل شبابنا عمر. فيجب الاخذ بالحيطة والحذر حتى لا ندري الا ونشأ جيل لا عقيدة عنده ولا مبدأ ولا دين. ثالثا المجتمع: المجتمع له دور في قتل هذا الشاب ومن نحا نحوه من ابنائنا, كيف لا وهناك من يتساهل في التعاطي مع معطيات الفرق الموجودة بالساحة رغم من ينبه على هذا الامر. وجود الجماعات التكفيرية والمتطرفة والتي تقدم صورة الاسلام على انه دين دم لا دين سماحة وخلق عدى الى المعاملة الحسنة والعدل والصفح والعفو وغيرها من خصال الخير, كما ان الاغترار بما يفعله غير المسلمين من الاعمال الخيرية انتشر كثيرا بين اوساط شبابنا وكأنهم لا يرون المجازر الجماعية ضد المسلمين في الجانب الاخر, كما انهم لا يعرفون الاعمال الخيرية للمسلمين في افريقيا وغيرها من البلدان جعل صورة الاسلام قاتمة بسبب تعامل ابناءه. اخيرا الى الشباب المغرر بهم لا تنظروا الى اعمال الناس فهم ليسوا حجة على الاسلام بل الاسلام حجة بنفسه وحجة على غيره فلابد لنا من معرفة ديننا من منبعه الصافي الذي اثرى الحضارة الانسانية بمجتمع كان الفلاسفة انفسهم لم يحلموا بمجتمع مثله.