ضاقت الارض بما رحبت، وضجت الصحف ومواقع الاعلام ومنابر الخطابة... وتحركت المنتديات السياسية والثقافية ،وعقدت الندوات ،وكتب الادباء والشعراء.....! وتدخلت الاقلام المأجورة وقوى الشر لتصطاد في المياة العكرة،وايقاظ الفتنة النائمة،التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الفتنة نائمة..لعن الله من أيقظها)....
كل ذلك بسبب الاجراءات والتدابير الامنية التي اتخذتها قيادة السلطة المحلية بمحافظة عدن ،لترتيب الاوضاع الامنية وضبط المخالفين والخارجين عن القانون، والذين يسعون لزعزعة امن واستقرار الوطن والمواطن...! هذه التدابير التي لم يسلك منفذوها (مسلكاً عادلاً)عند تطبيقها(كما يشاع)..! فما هكذا تورد الابل ايها الناس...؟! فكل مخلص ومحب لهذا الوطن المثخن بالجراحات والاقتتال والتشريد ،وقلة ما في اليد يتمنى ويحلم ان يرى وطنه ينعم بالامن والامان والسكينة والهدوء...!
وجميعنا يقف مع اي اجراء يقود الى تثبيت الامن وإيقاف نزيف الدم الذي يراق في كل شارع وحارة على امتداد الوطن اليمني. ولكن: يجب احترام آدمية المواطن وصون كرامته وعدم إهانته،وعدم تجاوز القوانين النافذة عند عملية ضبط المخالفين، واتباع قاعدة( المتهم بريء حتى تثبت إدانته) ..! وان يتجنب من وكلوا لضبط الامن في عدن وغيرها من المحافظات اليمنية ،الوقوع في التمييز والتفرقة العنصرية والمناطقية المقيتة بين ابناء الوطن .... فالكل امام القوانين سواسية كأسنان المشط... فلا فرق بين القاتل الجنوبي والقاتل الشمالي فكلاهما(قاتل) ولافرق كذلك بين المخالف الشمالي والمخالف الجنوبي فكلاهما (مخالف) فنتمنى ونرجو ان تطبق القوانين على الجميع دون تمييز ولاانتقاء...
اما الذين ينفخون بكل الطرق والوسائل لأشعال فتيل الفتنة من خلال كتاباتهم ومنابرهم الاعلامية والخطابية ،فنقول لهم: اتقوا الله في هذا الشعب، واتقوه فيما تقولون وفيما تكتبون ...! فالضحية هو ذلك المواطن المسكين سواءً الشمالي او الجنوبي... فلتخرس السنتكم ولتتوقف اقلامكم التي تحولت محابرها الى سموم تنفثوها لإيقاظ الفتنة،واشعال الحروب التي وقودها المواطن الذي لاحول له ولاقوة...! وتجنبوا الخوض في كل ما من شأنه تأجيج الصراعات وإثارة النعرات المناطقية...! فإن لم يكف اولئك المبلبلون والساعون لاشعال الفتن وانتشارها فقد تشملهم اللعنات وتلاحقهم الى قبورهم.