قالها سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم: ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وفي هذا القول الكريم تأكيد على عدم الاعتداء حتى وإن كان المستهدف من الاعتداء هم الكفار أو من كان بيننا وبينهم عداوة.. فأين رجال الدين وعلماء الأمة من يدَّعون الإصلاح بين الناس، أو ممن ينضوون في صفوف حزب الإخوان المسلمين حماة الدين والعقيدة، الذين نراهم ونسمعهم من على منابر المساجد وهم يحرّضون على الاعتداء على رجال الأمن وأفراد القوات المسلحة.. بل يذهبون إلى إطلاق مفردات التكفير بحقهم وإظهارهم وكأنهم أعداء للدين وأبناء الشعب، وأعداء للوطن الذين هم حماته ودرعه الحصين؟!. إن الله لا يحب المعتدين ليس خدعة ولكنها حقيقة إلهية أوضحها الله بيِّنة في كتابه الكريم كدرس ينبغي العمل به وعدم مخالفته.. فما بالنا برجال الدين وفقهاء الأمة في حزب الإصلاح يعملون عكس ما قال الله؛ ونراهم يدفعون بمجاميعهم وعناصرهم المسلحة باتجاه الاعتداء على رجال القوات المسلحة والأمن والمواطنين المسالمين الأبرياء الذين يختلفون معهم في الرأي والتوجه؟!. ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين آية بيِّنة واضحة جلية.. فما الهدف إذاً من هذه الاعتداءات المتكررة التي يحرّض عليها علماء الدين في حزب الإخوان المسلمين ضد أفراد القوات المسلحة والأمن، ومن الذي أفتى باستباحة دماء الجيش ونشر الفوضى في البلاد؟!. أليس وراء ذلك مخطط لتعميم الخراب في البلاد، والسعي وراء جعل البلد ساحة للمواجهات والصدامات الدموية بين أبناء البلد أنفسهم؟!. اتقوا الله ما لكم كيف تحكمون.. وما بال هؤلاء يحوِّلون الدين إلى سلعة للمتاجرة، وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب.. وإشعال الحرائق وتدمير كل شيء في الوطن؟!. ما ذنب هؤلاء الأبرياء الذين يتساقطون موتى من وراء تلك الاعتداءات الإجرامية التي حرمها الله وقالها صريحة في كتابه الكريم: «ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين»؟!. آية واضحة لا لبس فيها، فهل وصل العناد والمكابرة إلى حدود الله التي قال سبحانه وتعالى في محكم آياته عنها: «تلك حدود الله فلا تعتدوها»؟!. لقد جاء قوله تعالى: «ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» كتوجيه إلهي للمسلمين بأن يكفّوا الاعتداء عمن كف يده عنهم.. ولا يقاتلوا من لا يقاتلهم.. والقصد هنا مقاتلة المشركين. فما بال إخواننا وأبناء قومنا يحرّضون على الاعتداء على إخوانهم من أفراد القوات المسلحة والأمن ومن المدنيين المخالفين لهم في الرأي والقول والفعل.. بل يذهبون إلى حد الإفتاء بجواز استباحة دمائهم؛ وقول ذلك بصريح العبارة من على منابر المساجد؟!. وفي آية أخرى وكتأكيد على السلم والجنوح له يقول الله تعالى: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها» ويتبدى هذا الجنوح بالدعوات المتكررة للحوار ومناقشة كل قضايا الاختلاف بعيداً عن الحروب والاعتداءات وبعيداً عن الإضرار بأمن واستقرار البلد والإضرار أيضاً بأبناء الشعب. وفي هذا تفسير للحالة اليمنية التي نعيشها اليوم ونحن أبناء بلد واحد؛ وكلنا مؤمنون بالله رباً لا شريك له وبكتابه الكريم الذي هو عزّنا والداعي إلى عيش أرغدي!. يقيناً لن تحل قضايانا الخلافية بإثارة الحروب والفتن وبالاعتداءات المتكررة بعضنا ضد بعض، وإنما بالعودة إلى الله وتحكيم كتابه الكريم، والكف عن التفسيرات والادعاءات المليئة بالعناد والمكابرة، والتي تهدف أساساً إلى إيجاد المبررات الواهية لإثارة الفتنة والإضرار بالوطن وأبناء الشعب!. ولا شك أن مثل هذه الاعتداءات التي يرفضها أبناء الشعب من أية جهة كانت لن تؤدي إلى أية نتيجة وإنما ستعمل على توسيع دائرة العنف وإقلاق السكينة العامة للمواطنين أكثر، وستسهم في زيادة الجرائم والعبث بأمن واستقرار الوطن. دعونا نستغل هذا الشهر الفضيل بالتذكير بالقيم الدينية العظيمة والاستفادة من دروس التاريخ؛ والرجوع إلى كتاب الله وتحكيمه للخروج مما نحن فيه من خلافات وإشكالات ستقود لا محالة إن طغى العناد والمكابرة إلى ما لا تحمد عقباه. [email protected]