عزيزتي الغالية على قلبي وقلب كل جنوبي منذ فتره طويلة وانا اكتب إليك وانقضت الأيام ومرت الساعات وشوقي يزداد لنورك الذي ننتظره بفارغ الصبر فهل لك عودة ألينا؟ فنحن مازلنا بالانتظار لنستقبلك بمكيفات هوائنا التي عودناها بان تكون للديكور فقط ليس ألا.
فهل لك رجعه؟ حتى نرمي المروحة الكرتونية التي طبعت آثارها بأيدينا هل لك رجعة ؟لنقول حللت أهلا ونزلت سهلا هل لك ان تقولي متى العودة؟
قد سأمنا التصريحات والوعود حياتنا دمرت بسبب العقود والاتفاقات ولاشى لحد الآن .
أحب ان اجلس وارى طلتك البهية علينا تنير لنا كل ركن في بيتنا ولكن حتى أمانينا بالكهرباء أصبحت ثقلا على أفكارنا فبأي مكان أنت لنأتي إليك نقبل أياديك ورجليك ونلعن من أخترعك.
أتى الصيف واتت شمسه المحرقة أتى وهو يحمل لنا حرارته النارية ورطوبته العالية أتى بعد ان غاب عنى لمدة قصيرة أتى لتعود لنا ألامنا وآهاتنا اتى لنعود نبحث في أسواقنا عن شيا يدخل السرور على قلوبنا في نار لهيبه المحرقة .
(ماطور ، بترول مروحة كرتون )كلمات يكثر استخدامها في الجنوب وخصوصا في هذا الفصل الذي يجعل من الجنوبيين كالمجانين القسم يبحث عن الطاقة الشمسية وملحقاتها من بطاريات ومحولات ومولدات وقسم يبحث عن بترول لماطورة الصغيرة الذي يريد ان يشغل عليها مروحته وجهاز التلفزيون حتى يتابع ما قد يحصل في الكهرباء إما القسم الذي يبحث عن مروحة اليد فهو القسم الذي قد غضب الله والحكومة عليه في آن واحد حتى أصبح لا يريد في صيفه المحرق غير كرتون الهواء التي تعمل على الطاقة اليدوية وليس النووية حتى يحصل على هواء حتى وان كان حار ولكن اسمه هواء .
هكذا انقسم الشعب الجنوبي بسبب حر الصيف وغياب الكهرباء وقد حاول الكثير أن يضع خطط من اجل المصالحة بينهم فلم يستطع احد فعل ذلك حتى وان كانوا متشابهين بالأهداف والقيم والمبادئ وقد اتخذوا من الحرية طريق لهم والديمقراطية عنوان لعملهم لكن لم تتم المصالحة فأصبحوا متفككين تجاه كبرياء كهربائهم التي اعتقدوا في بادئ الأمر بأنهم لن ولم يدنوا الهامات لها وان يعيشوا أعزاء في بلدهم وقد اثبتوا لها عكس ما أرادوا .
يوجد حلم لدينا نحلم به دائما بأننا عندما ندخل إلى إي مكان نصل إليه نجده باردا صيفا ودافئ شتاء ولكن لم ولن يتحقق هذا الحلم المجنون.
وصلتني رسالة من صديق عنوانها وكهرباء فتحتها واطلعت على فحواها تلك الرسالة يريد عبرها ان يجمع حملة توقيعات من اجل الكهرباء وقبل ان أضيف اسمي ضحكت كثيرا وبعدها ضفت اسمي معه تضامنا لا أكثر ولا اقل من ذلك فقلت له في قلبي (فأسمعت لو ناديت حيا) وأغلقت جهازي لان الشحن قد انتهى والماطور قد انطفئ منذ ساعات وانأ اكتب بيد وامسح عرقي بيد أخرى وعدت إلى مروحتي الكرتونية لكي اقضي ليلي على هذه الشاكلة بانتظار رحمة الله عز وجل بحلول موسم الشتاء .