لا اعلم لماذا لم تقم السلطة بعد ان تم تحرير عدن والمحافظات الجنوبية بتطبيع كامل للأوضاع في جميع المناطق المحررة وتسهيل عودة كل موظفي الدولة الى إعمالهم ، لكون معظم المرافق الحكومية وبشكل خاص في عدن لم تنهب وتتضرر بشكل كبير خلال فترة الحرب ، وصحيح بعد انتهاء الحرب حدث ان وقعت إعمال نهب بسيطة لبعض المرافق الحكومية ، ومن الواضح انها تمت بضوء اخضر من بعض المسؤولين في حكومة الشرعية لتكون حجة لتعطيل مسألة العودة واستئناف العمل وتمهيد لبقاء الموظفين في منازلهم ، بعد ان حتمت عليهم ظروف الحرب الجائرة بالبقاء دون عمل لفترة ليس بقصيرة حين احتلت مناطقهم ومرافق عملهم من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح ومن بين تلك المرافق أجهزة ووسائل الاعلام الرسمي في عدن من إذاعة وتلفزيون ومؤسسة 14 اكتوبر ووكالة انباء عدن ، وفي الواقع بعد النصر والتحرير حكم على هذه المرافق الحيوية بالحجر وذلك لغاية ومصلحة خفية للسلطة ، دفع في سبيلها ولازال يدفع المئات من الموظفين عناء مستمر في جانبين الاول نفسي حيث احبطوا من تبعات بقاءهم في المنازل دون ممارسة لحقهم في العمل والعطاء ، والجانب الثاني مادي حيث انهم حرموا من العلاوات المالية الشهرية التي تمثل بالنسبة لهم رافد مهم وداعم اساسي الى جانب الراتب ، وبالذات العاملين في المرافق التي لم تتحصل على هيكل خاص ومتميز بالاجور والمرتبات ، وبقيت رواتبهم متدنية فكان لتلك العلاوات ضرورة هامة ، فصبروا وتحملوا اعباء المعيشة الصعبة بالراتب الضئيل وظل يحذوهم الامل بعودة المياه الى مجاريها وحدوث انفراج قريب ، ولكن في نهاية المطاف يفاجأ الغالبية العظمى من موظفي الدولة مدنيين وعسكريين بتوقف صرف رواتبهم وذلك لعدم توفر السيولة لدى البنك المركزي !! فالسيولة والانهيار المالي لا يمكن لهما الحدوث بين يوم وليلة ولكن من المؤكد ان الحكومة كانت على علم بذلك منذ وقت طويل ولم تعمل التدابير والمعالجات اللازمة والضرورية لتفادي هذه الازمة الخطيرة والكارثة الحقيقية التي حلت فوق رؤوس الالاف من المواطنين، مع ادراك الحكومة ووعيها الكامل للاهمية البالغة للرواتب بالنسبة لشريحة واسعة من المجتمع فهو يمثل المصدر الوحيد للدخل وتوقف صرفه يعني حرمانهم سبل العيش من مأكل ومشرب ومسكن ، ولكنها حكومة عجيبة تسعى للحفاظ على كراسيها ولا تسعى لاداء واجباتها نحو شعبها الذي يتالم بصمت من الانفلات الامني ومن الضعف الكبير في كثير من الخدمات والبلوغ الى كارثة قطع لقمة العيش بتوقف صرف الرواتب والمعاشات .
حقيقةً يراود المواطن شعور واحساس قوي ان كثير من الازمات والخطوب التي تواجهها البلاد ويعاني منها الشعب تحدث برضى السلطة بل تتعمد السلطة في كثير من الاحيان على ان لا تضع حلول بيدها مفاتيحها وقادرة عليها وذلك لحاجة في نفس يعقوب .