وصلني عبر الواتس مقالاً عجيباً تم التقديم له بالقول انه مقال قاسي .. لكن ... الحقيقة قد تكون مؤلمة. ولا اعلم اين تكمن الحقيقة المؤلمة بالنسبة للدكتورة ان لم تكن في تحاملها على أطيب بقاع الارض ونعتها للمعتمرين ولغيرهم من المسلمين بلفظة نابية لا تمت لخلق المسلم الحق بصلة. المهم تمت العنونة له ب(اليس هذا هو الأستحمار؟!! عمرة في رمضان تعدل حجة معي ) بقلم : الدكتورة المتقاعدة فاطمه بنت سالم الخريجي أم صهيب والتي تم التعريف بأنها مدير عام التربية الخاصة . بدأت الدكتورة مقالها بالتهكم اللاذع بقولها : (نحن بحاجة الى فهم الدين قبل تطبيقه هل يكفي هذا الحديث لحمل كل هؤلاء الناس من كافة أنحاء العالم الإسلامي لأداء عمرة رمضان فمكة في هذه الأيام تزدحم بالمعتمرين وكأن الناس لأول مرة تكتشف الكعبة !!. او كأن الناس لأول مرة يتعرفون على البيت الحرام !!.) مؤكد انه لن يقول هذا القول الا مريض ومختل او حاقد يقتل الغيض نفسه لدرجة أنني قد شككت إن كانت الشخصية حقيقية او وهمية او مدسوسة لما تبطن من عجائب الافكار ربما لانهالم توفق لعمرة رمضانية تستشعر فيها حلاوة الايمان وعذوبة المكان . وتمادت في غيها وتهكمها بقولها::(هل هذا هو صورة من صور الاستحمار الديني الذي تكلم عنه د. شريعتي في كتابه المشهور (النباهة والاستحمار). ولا نعلم من يكون هذا الشريعتي الذي ربما وافق تفكيره مذهبها فاتخذت منه القدوة وسارت على نهجه تشتم وتسخر بالحديث النبوي وتقول هل يكفي ذاك القول لتعج مكة بالمعتمرين نقول لها نعم يكفي ذاك الحديث لذلك التجمع والاحتشاد في رحاب مكة وكيف لا والقائل من امنا برسالته وصدقناه ونسعى لنيل شفاعته والشرب من حوضه . مؤسف ان تنعت الاعتمار بالاستحمار وتريد الدكتورة الاستدراج الشيطاني الذي سولته لها نفسها الامارة بالسوء بغية الاقناع بصحة منهجها والترويج لمذهبها. حيث تمضي في غيها بقولها : (استحمار جعل من قيمة إيجار الغرفة في فندق مجاور للحرم : بعشرة آلاف لليلة الواحدة في العشرة الأولى من رمضان ولتصل إلى أكثر من سبعين الف ريال لليلة الواحدة في العشر الأواخر). حقيقة ان كانت اسعار الايجارات كما ذكرت فهي باهضة حقاً وربما خيالية لكن في الوقت نفسه ان كانت تذهب لاصلاحات وتوسعات بالحرم فلا يراها من يدفعها انها فاحشة الغلاء وهي من مال الله الذي يعود لينفق لبيت الله . ونية صاحبها الذي ينفقها هي من تسبقه . وليتها تعلم ان لم تكن يمنية ان في اليمن برنامج اتحداك في نصف ساعة وصل فيه ثمن حبة لحوح الى الف ريال في حين انها لا تساوي خمسين ريالاً والدفع ليس حباً في اللحوح ولكن النيات سبقت فهذا يريد لأخيه ان يربح الجائزة وذاك بهدف التصوير وثالث لعلمه ان المردود للجمعيات الخيرية ولكل منهم مانوى. وربما لا تعلم الدكتورة انه ليس جميع الاسر المعتمرة عليها ان ترتاد فنادق الحرم بل هناك غيرها وايضاً ربما لا تعلم ان اسر كثيرة ربما كانت قد عجزت عن دفع الايجارات كانت تنام برحاب الحرم بسلام طوال مدة عمرها ولم تتعرض لمضايقات. ثم تردف بقولها: ( أليس هو استحمار عندما يدفع إنسان الف ريال لحجز مكان له في الصف الأول في الحرم لأداء صلاة التراويح ؟!.) وهذه اكاذيب وافتراءات ما انزل الله بها من سلطان وكل من اعتمر يدحض ما تقول . ويطيب للمرأة الاستشهاد بقول د. اعده بالنسبة لي وربما للكثيرين غيري نكرة . ماذا يا ترى قال د . شريعتي عن الاستحمار في كتابه : ( فالاستحمار قد لا يدعوك إلى القبائح والانحراف بشكل دائم ، بل - وعلى العكس - قد يدعوك إلى المحاسن ، ليصرفك عن الحقيقة التي يشعر هو بخطرها ، كيلا تفكر فيها فتنبهك أنت والناس ) ثم تأتي بفقرة اخرى تذكر انها للغزالي بحسب قولها ليس بالضرورة أن يدعوك من يريد أن يستحمرك الى فعل القبائح والمنكرات فيكفيه أن تنقلب عندك الأولويات فتصير كل الخيرات من جملة الشرور كما يقول الشيخ محمد الغزالي : ( عدم ترتيب الخيرات من جملة الشرور ) وكم نطنطن بالتوحيد ( وقل هو الله أحد .. نقرأها عشرات المرات في اليوم الواحد ) وكأن العدل المفقود عندنا وبيننا ليس هو من أصول ديننا. وهاهي تؤكد شكنا في مذهبها واعتناقها الحق للاسلام بزلات تتمادئ فيها فمنذ متى كان التوحيد للمسلم مجرد طنطنة وتنقم على من يقرأ سورة الاخلاص عشرات المرات وتشطح الدكتورة بعبارة تزعم انها تفتش عبرها عن العدل الغائب فما علاقة هذا بذاك سيما وان التوحيد وسورة الاخلاص ليس وليد لحظة انية وانما يعود لزمن الرسول ونشدان العدالة في زمن الاسياد والعبيد وما سمعنا من نعت ذلك بطنطنة او اخرس لسانه عن تلاوة سورة الاخلاص لغياب العدل آنذاك وبلال بن رباح خير دليل. وتمضي المسكينة في تخبطها باحثة عن مسوغ لفكرتها المتخبطة بقولها أليس هو نفس النبي الذي قال عن فضل العمرة في رمضان ، قد قال : ( النظافة من الإيمان ) فما بالنا نرضى بكل هذا القبح في ازقّتنا ومدننا هل نحرص على إيماننا بالنظافة بقدر حرصنا على إيماننا بأداء العمرة ؟!!. ونحن نقول نعم يا دكتورة كان عليهم ان يتفرغوا لتنظيف الشوارع والازقة في رمضان بدلاً عن الاعتمار وما وسمتينه بالاستحمار اذ لن يتم التنظيف الا ان قعد المعتمر وكأن الشوارع والازقة قد خلت من ساكنيها ولا حول ولا قوة الا بالله. وتتخبط بحديث كافل اليتيم وكأن اليتيم لن يكفل مادامت هناك عمرات ولننظر الى قولها الذي يدفعني للاشفاق عليها فما تزعم انها تحذر منه قد وقعت فيه حيث تظهر حبها لفعل الخيرات من نظافة وكفالة وتبطن كرهاً لبيت الله وبقاعه الطاهرة حيث تقول: ألم يقل النبي : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا) فهل صارت صحبة النبي في العمرة أهم عندنا من صحبته في الجنة ؟؟! ايضاً من النقاط التي اثارتها الدكتورة والتي تدور في فلك العمرة أليس هو من الاستحمار أن تتكفل أوربا بأستقبال وكفالة 5000 يتيم مسلم ثم تنصرهم ونحن ندفع عشرة آلاف دولار ثمن لغرفة تطل على الحرم وكأن الله قد نقل عرشه إلى الحرم ليستمتع المعتمر بالنظر إليه من شباك غرفته المطلة على الحرم !!. وفي العبارة السابقة قد اوضحنا النية التي تدفع لاجلها المبالغ . ومما يؤسف له ايضاً تطاولها علئ ربنا تبارك وتعالى وكأن الله قد نقل عرشه... لينظر المعتمر من شرفة غرفته. .. كلام اراه في منتهى الاضطراب بل واقرب الى الجنون . وتمضي الدكتورة لدس السم في العسل والتباكي تارة حباً لليتيم وتارة بالحرص علئ التعاون والتواد بين المسلمين وكأن المعتمر لا نصيب له من ذلك. وتقول :ألم يقل : ( رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَن قَضَى لأخِيهِ المسلمِ حاجةً،كان له من الأجرِ كمَن حَجَّ واعْتَمَرَ ). وقريب من الختام لمقالها توضيح تام لما ظلت حوله تلف وتدور ويفضح كل الذي اضمرت من حقد واعتراض عن تإدية عمرة في رمضان وذلك نستشفه من قولها" (هل عندنا همة للتعاون فيما بيننا كما هي همتنا لأداء عمرة رمضان ؟!.أليس من الاستحمار أن نظن بأننا نستطيع أن نستغفل الله بعمرة رمضانية ليدخلنا جنته ونحن على ما عليه من أخلاق سيئة وكأن النبي لم يقل : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) لا تعلم الاخت ان باب التوبة مفتوح وان ربنا يبسط يديه بالليل والنهار ليتوب المسيئ وجعل الاعمال بالخواتيم ولعل الفاسد والسيئ قد تاب الى الله فعلاً واخلص النية ثم انها الاعمال بالنيات ومن ذا يحول بين توبة العبد وربه . وتقول زاعمة الحرص على الصالحات (هل هي نباهة دينية أو استحمار ديني أن نقبل على الله بتدين مملوء إلى آخره بالعبادات وتدين فارغ إلى آخره من الأعمال الصالحة ؟!. أليس هو هذا الإمتلاء الديني الزائف الذي يجعل الشيطان يرقص ويغني فرحا ؟!.) ونحن نقرأ المضحك في مقالها التحذير من مزالق الشيطان مع انها كما يبدو تدور في فلكه بقولها :( لا بل ربما نجد الشيطان يدفعنا للمزيد من هذه العبادات الشكلية حتى يطمئن بأن نومتنا ستمتد حتى موتنا ) . وكم هو مؤسف ان تصف تأدية الشعائر الدينية بالعبادات الشكلية وتستشهدالدكتورة بآية من سورة الكهف ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) . الاخت لم تتم القراءة للاية التالية اولئك الذين كفروا.... وذكرتني بالكتفاء بويل للمصلين وعدم التتمة مؤكد انه مكر ودهاء ومن اللعجيب ايضاً ما نراه من نقمتها على تكلفة الافطار فالناس قد تفاوتت في الارزاق وكل ينفق من سعته وبحسب امكانيته وباب التكافل مفتوح حيث تقول : (من الاستحمار إنسان يصوم لعدة ساعات ليفطر بطعام يكلفه ما يقارب الخمسمائة ريال صوم لساعات وافطار بطعام يكفي لعدة أيام. ونحن نقول ربنا قد حذر من الاسراف والتبذير ليس قاعدة تطلق للعموم. وتذكر الكندي بقولها : ( في مقابل كل هذا نجد رئيس الوزراء الكندي (الكافر !!) يصوم رمضان للسنة الثانية مشاركة لمواطنيه من المسلمين ومن ثم يجمع ما يوفره من مال في صومه ليتبرع به للجمعيات الخيرية) ولا اعلم كيف وسمته بالكافر وهي تشهد له بالحرص على الصيام والتبرع للجمعيات الخيرية ومن يدري لعله اسلم فعلاً ويؤدي الشعائر الدينية بعد ان هداه الله ان كان ما نقلت عنه صحيحا.ً وتخلص بقولها: (فيا ترى من هو الحمار ومن هو الإنسان ؟؟؟ ) وهنا اترك السؤال لها علها تهتدي لإجابته بعد ان تؤدي عمرة رمضانية وتتنفس هناك عبق الروحانية التي لم تذق حلاوتها. في الاخير المعذرة على الاطالة والتحية لكل القراء ولا تنسوا الصلاة على سيد المرسلين وخاتم الانبياء.