يبدو لنا أن بناء حامل سياسي متماسك وقوي يحظى بدعم شعبي من عدن إلى المهرة ، يجب أن يبنى على منهجية مؤسسية صلبة ومنضبطة لأن أي محاولات فردية ومتسرعة ستقود إلى فشل واضح . وواضح أن بناء مثل هذا الحامل المنتظم يتم محاربته من كثيرين في الداخل والخارج لأنه سيكون ملتزم لقواعده الشعبية ويتحرك تحت مراقبتها ، ومع ذلك فلابد من تشكيله . إن أول خطوة لتشكيل هذا الحامل تأتي من القناعة بأنه يجب أن يتم (انتخابه) ديمقراطيا وليس عبر (التعيين) ولا عبر (التزكية) لأن التعيين والتزكية تفتح باب المحاصصة والصفقات والتدخلات مما يؤدي إلى ظهور قيادة غير متجانسة ومهزوزة بل وربما أن بعضها يكون ضد هدف قيام الحامل المطلوب ... والهدف هو فقط الاستقلال ولا شئ غير الاستقلال . ويمكن أن تتم الآلية فقط عبر (مؤتمر جنوبي) يضم شرفاء هدف الاستقلال من عدن إلى المهرة وذلك حسب الآلية المتعارف عليها في كل العالم الناجح .. فيتم مثلا وعبر تشاور واسع تحديد عدد أعضاء المؤتمر الجنوبي الذي يجب أن يعقد في عدن ( مثلا ب 2000 عضو) يشترط فيهم أولا أنهم من دعاة الاستقلال (وهذا شرط اساسي) ثم يتم تشكيلهم على أسس ومعايير موحدة ( مثلا بنسبة 50 % من شخصيات انخرطت في النضال الجنوبي قبل 2007 والبقية ممن انخرط بعد هذا التاريخ). ثم في هذا المؤتمر الجنوبي يتم بالانتخاب السري الحر المباشر، انتخاب قيادة مستوى ثالث (تتكون مثلا من 300 عضو)، ثم قيادة المستوى الثالث هذه تجتمع وتنتخب بالانتخاب السري الحر المباشر قيادة مستوى ثاني (تتكون مثلا من 35 عضو) ، ثم قيادة المستوى الثاني تنتخب بالانتخاب السري الحر المباشر قيادة مستوى أول (تتكون مثلا من رئيس ونائبين و 4 أعضاء)، وبهذا نحصل على قيادة تخضع للأطر التي انتخبتها وتحاسب أمامها بل وممكن أن يتم عزلها من قبلها إذا خالفت هدف شعب الجنوب . وفي ضؤ هذه العملية المنضبطة سيتم في التشاور الواسع مثلا ضبط نسب المحافظات وغيرها (مثلا تمثيل الفئات الشعبية من عسكريين وقيادات تاريخية وأكاديميين وغيرها) في عضوية المؤتمر الجنوبي، وسيتم في المؤتمر الجنوبي ضبط عمليات جانبية (مثلا نسب تمثيل المحافظات في المستويات القيادية المختلفة وغيرها). إننا نرى أنه فقط عبر عملية واسعة ومدروسة كهذه، يمكن بناء حامل سياسي جنوبي ذو مصداقية يقود شعب الجنوب نحو الاستقلال ... والاستقلال فقط . ونجدها فرصة هنا لنجدد تأكيدنا أن الجنوب هو لكل أبنائه ، ولهذا فإننا ندعو المكونات الجنوبية والقيادات الجنوبية إلى دعم هذا الخيار المستند إلى رغبة شعب الجنوب في الاستقلال لأن أي مشاريع (وحدوية) مؤقتة أو دائمة ستفشل بكل تأكيد وستكون نتائجها مع الأسف عبارة عن (خلافات) متواصلة بين الجنوبيين، وكذلك حروب متواصلة بين الدولتين الشقيقتين ... الجنوب والشمال .