اثارحديث الرئيس هادي الى صحيفه القدس العربي موجه من التعليقات الساخنه مابين مؤيدا ومباركا الى المستغرب والمستهجن ,لماحملته من مضمون في كيمياء تركيبتها المشفره ,والصوره الذي اردوا ايصال من خلالها رسائل الى من يهمه الامر . وقبل تناول محتوى كلام الرئيس هادي ,لابد لي من التوقف امام ملاحظتين كانت لافته في حديث الرئيس هادي . الملاحظه الاولى هو اختياره لجريده القدس العربي المموله قطريا لايصال صوته عبر الصحفي الاخواني حاليا والمؤتمري سابقا محمد جميح الزبون الدائم لقناه الجزيره القطريه ,في الوقت التي تستعر فيه حموه العداوه بين السعوديه وقطر . الملاحظه الثانيه تكمن في التزامن بين اطلاله الرئيس هادي والظهور الاعلامي لنائب الرئيس علي محسن الاحمر ,وتصريحات الوزير المخلافي ,هل كل هذه الامور لها ان تحدث من باب الصدفه .؟ من الصعب علينا الاجابه هذه التساؤلات وفك شفرتها السريه في وقت لايزال الغموض هو سيد الموقف ,ولكن ماسنحاول رصده وتحليله بناء على مايرتسم امامنا من معطيات ووقائع ,وهي شعور الرئيس هادي وحلفائه بان هناك طبخه كبيره يجري اعدادها ستتم على حسابه وستخرجه من المشهد ,وان اوراق اللعبه قد تغيرت ,وانه بداء يستشعر ان في الاجواء رائحه تفاهمات كبرى تحاك ضده ,وان هناك معادلات جديده يجري صياغتها ولكن رئيس الشرعيه لايعلم سرها ويجهل تفاصيلها بعد ,ويمكن متابعه ذلك من خلال التحركات المكثفه للاعبون الاقليميون والدوليين ومن ابرزها زياره الوزير الروسي لافروف الى الرياض ولقاءه بالمسوؤلين السعوديين مما يوحي باننا اصبحنا في الربع الساعه الاخيره من التسويه الكبرى لازمات المنطقه . هذا المعطى ربما كان هو العامل الحاسم الذي دفع الرئيس هادي لترتيب هذا الظهور الاعلامي وبتلك الطريقه ومن على المنبر القطري الذي يبدوا كما لو انه محاوله تحدي واستفزاز للاراده السعوديه المقيم على ارضيها . اما في فحوى كلام الرئيس هادي فقد حمل فيه الكثير والكثير من المعاني والدلالات ,لست بوارد الاستفاضه بالتعقيب عليها نظرا لطولها ,وساكتفي بالتعليق على الجزئيه الخاصه بالجنوب والمجلس الانتقالي ,حيث اشار الرئيس هادي بان المجلس الانتقالي في حكم المنتهي .وان القضيه الجنوبيه نحن من انصفها انتهى الاقتباس . وواقع الحال ان الرئيس هادي لم يضيف جديدا في تصريحاته المتداوله ,فهو كما كان دائما صريحا في معاداته للجنوب وقضيته العادله ومخلصا لقضيه الشمال الذي تربطه بها علاقه عضويه لايمكن ان تنفصم عراها ,ولفهم هذه العلاقه الغرائزيه لاتحتاج منا الى عبقريه او معجزه لاكتشافها ,فالذاكره الجنوبيه تحتفظ من السجل التاريخي لسيره الرئيس هادي امثله لاتعد ولاتحصى ابتداء من مشاركته المباشره مع جحافل الاحتلال الشمالي باجتياح العاصمه عدن في صيف العام 94 والذي على اثرها تم ترفيعه الى منصب وزير دفاع ولاحقا نائب للرئيس كتكريما له على استباحته الجنوب .الى مغادرته العاصمه عدن وفراره الى الرياض بعد وصول قوات الحوثي الغازيه ليترك شعب الجنوب يواجه مصيره وجها لوجه في وجه الاحتلال الشمالي الثاني . ليس لدينا اي رغبه في نبش ملفات الماضي الاليمه والغوص في صفحاتها السوداء ,ولكن الحقيقه الذي لابد لها ان تقال ,وهي ان شعب الجنوب هو وحده من يحقه له تقرير مصيره ,ولايحق لا احد ان يصدر احكامه من قبيل من هو في حكم المنتهي ؟ ما لايريد رئيس الشرعيه وحلفائه السابقين واللاحقين .الواقعيين والافتراضيين ,هو ,ان الجنوب قد غدى حقيقه ثابته رائعه جميله ,واذا لم تستطيعوا فهم هذه الثابته واستيعابها فهي مصيبه كبرى بالنسبه لكم ولامثالكم .فصرخه الجنوب تتردد اصدائها في ارجاء الارض الجنوبيه وسماءها الصافيه ,وان الانتصار الجنوبي بات امرا مفروغ ومساله وقت فقط . هذا النصر الجنوبي لايمكن لنا فهمه من المنظور العقلاني المنطقي لاننا سنضيع في تفاصيله المتداخله ,ان النصر الجنوبي هو حصيله ونتاج حكمه الهيه لعداله السماء ,يصعب على العقل البشري ايجاد تفسير ذهني بشري لها ,من سيخالفنا في هذا الاستنتاج نقول له ,كيف لمجموعه صغيره محدوده الامكانيات بالمقارنه مع جبروت سلطات صنعاء بمنظومتها العسكريه والامنيه الضاربه التي كانت تسيطر على مفاصل الحياه في الجنوب ,,هذه المجموعه القليله الذي اسست جمعيه المتقاعدين العسكريين الجنوبيين في العام 2007 وبفضلها انطلق الحراك الجنوبي السلمي المبارك . هذا الحرك الوطني استطاع هز اركان نظام عصابه 7 يوليو وافقده صوابه ,ومن كان يتصور وفقا للمعطيات والمؤشرات القائمه على الارض ان يتمكن هذا الحراك المتواضع من الحاق الهزيمه بمنظومه الاحتلال الشمالي القويه ,الذي حكم الجنوب بترسانه عسكريه مدججه بالسلاح مايقارب اكثر من 48 لواء عسكري مدعم ومعزز . ,امر يصعب تفسيره بلغه العقل والمنطق نظرا لاختلال موازين القوى الهائل في غير مصلحه الجنوب ,لكنها قدره الخالق عز وجل الذي نصر وازر شعب الجنوب المظلوم والمقهور, هي من اعدت وهيئت ظروف وشروط الانتصار الحتمي ,وهي التي سهلت لقيام معادلات جيو استراتيجيه جديده في الشمال والجنوب ,واصبح معها الجنوب ومجلسه الانتقالي لاعب محلي واقليمي يقارع الكبار ورقم صعب يستحيل تجاوزه ,وهذا هو سر وسبب تهجم الرئيس هادي على المجلس الانتقالي الذي يحاول ويبذل كل الجهود لشطبه من الخريطه السياسيه ,لانه قبل تفويض الشعب الجنوبي للمجلس الانتقالي ,كانت الشرعيه برئاسه الرئيس هادي هي من يحتكر حصرا التمثيل الجنوبي ,وهو مارايناه في ماعرف بمخرجات الحوار الوطني والذي انتدبت الشرعيه ممثلين للجنوب على مقاسها وذوقها ليتحدثوا باسم الجنوب ونيابه عنه . ولكن الحال اختلف بعد اشهار المجلس الانتقالي وفي ضؤ تنامي دوره المتعاظم والمتصاعد في الاقليم والعالم وهو مايشكل مصدر قلق وازعاج للشرعيه لانه افقدها الورقه الذهبيه التي لطالما كانت تستخدمها بذريعه عدم وجود ممثلين شرعيين لشعب الجنوب وهو مايعكس صراخ وعويل الرئيسس هادي تجاه المجلس الانتقالي . وخلاصه الكلام ايها الساده هو ان الجنوب بات اصدق وابلغ واقعا من اي تعبير او تصريح او تحليل من هنا وهناك .. وان اعداء الجنوب وفي مقدمتهم رموز منظومه 7 يوليو ,باتوا منتوج في حكم المنتهي الصلاحيه . انظروا الى مصيرهم ؟ انظروا اين اصبحوا ؟انظروا الى نهايتهم المحتومه ؟فالرئيس السابق صالح اصبح محاصرا في صنعاء بعد ان كان سيدها المطلق .اما الجنرال علي محسن فقد طاردته لعنات شعب الجنوب ,حيث ولى هاربا فارا الى فنادق الرياض من بطش الحوثي بعدما ترك جيشه وقبائله واهله ,لم يحترم فيها حتى الشرف العسكري الذي ينتمي اليه ,انها نهايه مخزيه وعارا لحق بالجنرال العجوز ,بعد ان كان احد صقور صنعاء الاشاوس . اما الرئيس هادي فالمصير الذي وصل اليه لايختلف عن مصير اخوته من حلفاء الامس ,فهو مقيم في الرياض بعد ان لفظته صنعاء واما عدن فهو ممنوع من الاقامه فيها لاسباب لانعلمها ,ولكن مانعلمه وندركه يقينا ان هذا الثلاثي الذي اجتاح الجنوب ونقصد به الرئيس السابق عفاش والنائب علي محسن ومابينهما الرئيس هادي فقد نال كلا منهما مايستحقه من جزاء ,انها عداله رب السماء والارض انها حكمه التاريخ الذي لايمكن شرحها بالعقل والمنطق الحسي ..