لا تزال المنظمات الإنسانية تنتظر تأكيدا بشأن استئناف الرحلات الجوية لتوصيل مساعداتها في اليمن. وقال منسق الإغاثة التابع للأمم المتحدة، جيمي ماكغولدريك، لبي بي سي إنه يأمل أن يحصل على الترخيص في الساعات المقبلة. وقد أغلق التحالف الذي تقوده السعودية الحدود اليمنية بعدما أطلق الحوثيون صاروخا على الرياض. ولكن منظمة الأممالمتحدة حذرت من أن هذه القيود الجوية قد تتسبب في "أكبر مجاعة شهدها العالم منذ عقود". ويستورد اليمن 80 في المئة من حاجياته الغذائية، ويشهد أكبر نقصا كبيرا في الغذاء من قبل غلق الحدود تماما. وأعلن التحالف "غلقا مؤقتا" لحدود اليمن الجوية والبرية والبحرية يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد يومين من إطلاق صاروخ باليستي من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. واتهم ولي العهد، محمد بن سلمان، طهران بتوفير الصاروخ، ولكن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، نفى أن بلاده تسلح الحوثيين. وعلى الرغم من أن التحالف وعد بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية، فإن الموانئ التي تسيطر عليها الحكومة لم تفتح لسبعة أيام. وأعلن التحالف الأربعاء مراجعة إجراءات الرقابة على شحنات الإغاثة بهدف منع تهريب السلاح إلى مناطق سيطرة الحوثيين، وعليه تقرر فتح ميناء الحديدة على البحر الأحمر، لاستقبال مساعدات الطوارئ، ومطار العاصمة صنعاء لطائرات الأممالمتحدة التي تحمل المساعدات الغذائية ومعدات الإغاثة بداية من منتصف نهار الخميس. مصدر الصورةREUTERSImage captionمطار صنعاء الدولي وقال ماكغولدريك لبي بي سي: "هناك نظام نطلب من خلاله من التحالف الطريق الجوي والوقت لطائراتنا، ونتفاوض معهم على الموانئ أيضا، وفعلنا ذلك ونحن نتظر، ونتوقع ردا بالنفي أو بالإيجاب". وقالت الأممالمتحدة الأربعاء إن لديها 145 طنا من المساعدات الغذائية تنتظر في ميناء بجيبوتي و18 طنا من معدات الإغاثة جاهزة للشحن. ولا تتوقع اللجنة الدولية للصليب الأحمر أي ترخيص الخميس. ووصفت المتحدثة باسم اللجنة، لولاندا جاكمي، قرار التحالف بفتح الموانئ والمطارات على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بأنها خطوة إيجابية، ولكنها عبرت عن "قلقها بشأن استئناف دخول المساعدات إلى اليمن". وقالت: "إن المساعدات وحدها ليست كافية لتوفير الأساسيات لنحو 27 مليون من اليمنيين، وهو بحاجة إلى أكثر من ذلك لتجاوز الأزمة وتجنب المجاعة". وقالت الأممالمتحدة الأسبوع الماضي إن "آلاف الأبرياء" سيموتون في مناطق سيطرة الحوثيين ما لم تصلهم المساعدات الإنسانية. ويحتاج 20 مليون شخص في اليمن، من بينهم 11 مليون طفل، إلى مساعدات إنسانية طارئة. ويهدد سوء التغذية الحاد حياة 400 ألف طفل في اليمن. ولا يحصل 14،8 مليون شخص على الرعاية الصحية الأساسية في اليمن الذي شهد أكبر انتشار لوباء الكوليرا في العالم، إذ هناك 913 ألف حالة مشتبه فيها، وقضى الوباء على 2196 شخصا. وتسببت المعارك في مقتل 8670 شخصا، وإصابة 49960 آخرين منذ بدأ تدخل قوات التحالف في الحرب بين القوات المالية للرئيس المعترف به دوليا، عبد ربه منصور هادي، والحوثيين عام 2015، حسب إحصائيات الأممالمتحدة.