هناك أمور و أصول وحقوق و حريات ، تستلزم من المجتمع الدفاع عنها ، أو حتى على الأقل أن لم يكن كل المجتمع ، من غالبية فئات المجتمع و مؤسساته المدنية و العسكرية ، و لا يجب أمامها الانبطاح من المجتمع كافته ، كالدفاع عن الدين الإسلامي، وعن عرض المجتمع و عن حقوقه و حرياته . للأسف الشديد أن مجتمع (صنعاء) قد تكررت منه انبطاحات كثيرة ، أمام أحداث ومتغيرات هامة جدا ، وهذا سيضر به ضررا كبيرا في دينه و حاله ، كما إنها ستشكل أيضا ضررا على حال المجتمعات المجاورة له . ويجب أمام ( انبطاحات مجتمع صنعاء) التي تكررت في أوقات زمنية متقاربة و قصيرة ، وخاصة أمام طائفة الحوثي الشيعية ، والاستسلام لها و على ظلمها و أفعالها، من كل مجتمع صنعاء . يجب أن يكون هناك أهتمام استراتيجي بدراسات تحليلية تبين اسباب انبطاحات صنعاء المجتمعية أمام كل تلك الأحداث والتغييرات السياسية والأنقلابات والأعمال المزيفة للتاريخ ، والمغيرة أصول العقيدة و مبادئ الشريعة الإسلامية ، و أنتهاك للحقوق والحريات ، التي حصلت في صنعاء ، و لا يجب السكوت عن تلك (الانبطاحات) في تبيين حقيقتها و أسبابها ، لكون تأثيرها و خطرها لا يبقى مقتصرا على (مجتمع صنعاء فقط) و أنما شرها سيمتد إلى المجتمعات المجاورة لصنعاء. لأنه من غير المعقول أن يكون الفرقاء السياسين ، و المتصارعين العسكريين ، و مؤسسات المجتمع المدني ، و النشطاء و المفكريين، و فئات الشعب في صنعاء ، و برغم ما يكون بينهم من خصومات ، و ما يقع عليهم من ظلم في حقوقهم و حرياتهم و عقيدتهم ، يكون الانبطاح و الاستسلام منهم جميعا ، و كأنهم جميعا في انبطاحهم على كلمة سواء، و لا يكون فيهم و لا حتى طائفة تنكر ذلك ، و يكون أنكارها فعلي و على الأرض حتى يصدق أنكارها . ففي صنعاء مع (صالح) خرج الشعب بمهرجان مليوني ، و مع (الأصلاح) خرج فيها أيضا بمظاهرة مليونية ، و مع (الحوثي) خرج معه أيضا في أحتفالية مليونية . مجتمع وشعب (اليمن) ، ليس سهلا إلى درجة يصل به إلى ذلك الضعف والانبطاح المهين ، فهو كبير في عدد سكانه، ولديه مؤسسات ووحدات عسكرية كثيرة و قوية ، ويمتلك فئة التجار من العيار الثقيل ، وفيه قبائل لها شهرتها، و أكثر أفراده عندهم مهن وحرف ، و يوجد فيه من المحللين والكتاب و السياسيين و النشطاء ، الكثير من لم تستطيع أن تقنعه أو تهزمه في المجادلة و النقاش لطلاقة لسانه و تفننه في لحن القول ، أكان بحق أو على باطل ، يعني شعب قادر على قول كلمة الحق في وجوه الطغاة ، قوي في أعتماده على نفسه ، ولكن لا ندري لماذا يتعمد الانبطاح أمام الطغاة !!!. فبعد حرب 94م في زمن نظام (صالح) لم يكن لشعب (الشمال) أي دور في مناصرة شعب (الجنوب) فيما كان يتعرض له من طغيان نظام (صالح ) بمن فيهم طائفة (الحوثي) بل أن جميعهم عادهم كانوا سند لطغيان صالح منبطحين له ، وهو ينكل بالجنوبيين ، على خلاف الجنوبيون الذين كان لهم صوت وفعل في مقارعة ذلك الطغيان ، بعد ما اتضح لهم ، أن ما كان من أجماع وتحالف مجتمع صنعاء ضدهم ، و تحريضهم على القتال ، و إصدار فتاوي التكفير ،إلا (انبطاح مجتمعي) مؤيدا طغيان نظام (صالح) وتحقيق رغبتم في أن يكون الجنوب مشروع فيد فقط في أيديهم و لا يمت بتاتا إلى حاجة اسمها (الوحدة ) . تسليم علي محسن و الأصلاح صنعاء للحوثي و هروبهم منها يعتبر (انبطاح ) ، لجوء (صالح ) للحوثي و التحالف معه يعتبر أيضا (انبطاح) ، عدم إحراز أي نصر من قبل جيشهم الوطني في أي جبهة (انبطاح) ، السكوت عن قتل الحوثيين (صالح)، وتركه وحيدا في مواجهتهم ، يعتبر (انبطاح) من شعب المؤتمر الشعبي العام ، و مايسمى بقوات صالح الموالية له ، سيطرة الحوثي على صنعأء دون أي ردات فعل تجاهه ، يعتبر هو الانبطاح الاكبر (انبطاح مجتمع صنعاء كافة) . لهذه الانبطاحات لا يجب التساهل أمامها ، وعلى دول التحالف العربي أن تحرص، حتى لايقع كل مجتمع صنعاء منبطحا لأيران .