لقد بات واضحا للعيان أن حضرموت تعيش صحوةَ وعيٍ غير مسبوقة، وخاصة عند فئة الشباب، وهذه أخطر الصحوات على أي مخالف لتوجههم، فالشباب يملكون من الطاقة ما يحركون بحرا راكدا كي تنقلب الطاولة على خصومهم.
وأكثر ما يعجب الناظر اليوم أن هؤلاء الشباب استطاعوا أن يسحبوا البساط في مجال تغيير القناعات وتحويلها من تحت كثير من النخب، بخلاف ما كانت عليه مرحلة الستينات، حينما لعبوا بعواطف الناس ودغدغوا مشاعرهم بخطابات القومية العربية ووحدة الأرض والإنسان.
إن هذه الصحوة الحضرمية ينبغي أن نقف عندها وقفات، فهي ليست مجرد عواطف جياشة طافت بأولئك الفتية فحركت كوامنهم وفجرت رغباتهم، وعما قريب ستعود لجحورها وخدورها وتمر الزوبعة دون أي أثر يذكر، هكذا يظنون.! ولكن الواقع يحكي حكاية النضال الحضرمي الذي أسمع العالمَ صوته، وبات يكتسح الساحة الحضرمية وعما قريب بإذن الله سيكون هو الصوت المسموع في الساحة والمهيمن عليها.
لاغرابة أن نجد فئة من الناس تقلل من هذه الصحوة الحضرمية، وفريق آخر يشكك فيها ويرميها بكل ما يشينها ويشوهها، فنحن أمام صراع المشاريع، التي لطالما سَلبت بعضُ المشاريع المستوردة حرية حضرموت وصيّرتها تابعة ومنقادة لها.
ومما لاشك فيه أننا أمام حقبة من الشأن الحضرمي لاتقدر بثمن، وإن كان قد فاتت علينا فرص ثمينة كالهبة الحضرمية وحلف حضرموت، إلا أنهما بمثابة القداحة التي أشعلت نار النهوض الحضرمي وأججت المطالبة بالحقوق ورفع الصوت عاليا دون خوف أو خجل.
إن حضرموت في طريقها للتعافي بهؤلاء الشباب الناضج الواعي، فهي اليوم أكثر إصرار من ذي قبل من عدم العودة للوراء، وعلى كل من رهن نفسه لأي مشروع غير مشروع حضرموت، أن يعيد حساباته، وينظر في قناعاته، وينظم للركب الحضرمي قبل أن يفوته القطار ويصير من النادمين.
إن #حضرموت_تطالب_بتقرير_المصير هو مواصلة المسير على خطى الهبة الحضرمية، واجتثاث رواسب دويلة الرفاق التي لازلنا نعاني منها إلى اليوم، وبأذن الله سيتم تخطي آخر رواسب هذا الماضي النكد، لنصل لتحقيق رغبة أبناء حضرموت الأحرار في أن تكون #حضرموت_وطن_مستقل