تتواصل ردود الافعال الجنوبية هذه الايام عن ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي من المزمع عقده في صنعاء خلال الأشهر القادمة . ففي حين تواصل جماهير الحراك الجنوبي السلمي مظاهراتها السلمية في عموم المدن الجنوبية بشكل شبه يومي مؤكدين على رفضهم الدخول في هذا الحوار إطلاقاً إلا عبر أسس وشروط مسبقة تكفل لهم حق تقرير المصير واستعادة الدولة ، والمتمثلة بحوار الند للند (جنوب وشمال) وفي عاصمة دولة محايدة وتحت إشراف وضمانات دولية وعلى قاعدة التحرير والاستقلال . في الوقت نفسه نجد بعض القوى الانتهازية المؤيدة لثورة الشعب في الشمال تسعى وبكل قواها إلى صناعة مكونات وتشكيلات وهمية وبأسماء حتى وإن كانت جنوبية لكنها من ذات الصنف الذي أرتمى في أحضان سلطات صنعاء وترعرع فوق موائدها ، كل ذلك من أجل إيهام العالم واقناعهم بأن الجنوبيين سيشاركون في الحوار الوطني كقوى تمثل الحراك السلمي الجنوبي دون أي ذرة من خجل أو ضمير أو مسئولية وبكل وقاحة وصلف وعنجهية ..!! يا هؤلاء .. الجنوب كل الجنوب قد قال كلمته فيما يخص هذا الموضوع وإن لم يصل صداه إلى مسامعكم فعليكم أن تحشدوا وسائلكم الاعلامية صوب الجنوب لتنقل لكم عن قرب ومن قلب الحدث فعاليات الرفض الجنوبي التي تدوي في كل أرجاء الجنوب رافضين حوار الطرشان ومؤكدين أن لا خيار غير التحرير والاستقلال ..!!
ليعلم الجميع أن محاولات يائسة وبائسة كتلك التي يحاولون تمريرها لتمثيل أبناء الجنوب لن تجدي لهم نفعاً غير مزيداً من توسع الهوة السحيقة التي تربط بينهم وبين أبناء الجنوب الأحرار .. لن تفيدهم بشيء بقدر استمرار غليان الشعب ضد سياساتهم البدائية العقيمة التي عفا عليها الزمن وصارت مفضوحة ومكشوفة ولن تنطلي على أحداً في وقتنا الحاضر ، فالمتغيرات الطارئة في الحياة السياسية قد فعلت فعلها وعلمت الناس دروساً قاسية جعلتهم يدركون حقائق الأوضاع ، وتقلبات الأيام أستوعبها الشارع الجنوبي جيداً وبات يدرك ماله وما عليه .. وعلى هذا الأساس زحفت الجماهير نحو ساحات التحرير والاستقلال بعد اقتناع تام باستحالة التغيير فالعقلية القبلية المتحجرة قد أتت أوكلها وعشعشت في عقول معظم قيادات القبيلة اليمنية – أقصد – السلطة اليمنية ، وصار من المستحيل إخراجها من بوتقة الهمجية التي جبلت عليها بعد كل هذه السنين من الممارسات اليومية والسلوكيات المتأصلة ..!
لا نحذر أي طرف من مغبة تمثيل الجنوبيين في مسرحية هزلية كهذه التي يتم الاعداد لها في صنعاء ، لأننا متيقنون أنهم سوف يعملونها ويجمعون بضاعتهم من المأجورين واذيالهم في الجنوب للمشاركة تحت اسم ( ابناء الجنوب ) .. لكننا هنا نؤكد لهم أن تلك الخطوة لن تزيد ثورة الشعب الجنوبي السلمية التحررية إلا مزيداً من الاشتعال والغليان وستلهب ألسنة الغضب الجنوبية في طريقهم ولن يفلحوا بعدها بأي حل لإيقافها غير عض أصابع الندم .. في وقت لا ينفع الندم حينها..!!