دعا المحامي الغريب إلى إجراء تقييم موضوعي دقيق وعميق، لصورة عدن والقضية الجنوبية في الإعلام والمواقع الاجتماعية التي تنوعت وانتشرت بطريقه عجيبة، لمعالجة الاختلال في بنية المحتوى الإعلامي ، لمواجهة آلة التطرف السياسي، المدفوع والمسنود بماكِنةٍ سياسيةٍ غير اخلاقية والمحمّل على مواقع إعلامية ًمناطقية جبارة. وأكد المحامي الغريب أن "عدن بين ايدينا بفضل الله ثم بفضل الرئيس هادي والحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية والتحالف العربي ، وأن الصراع الذي أعاده الجهله اليها ، مهما طال إلى زوال، وأننا لن نعترف بهذه الثقافة(ثقافة الصراع) التي قتلت وشردت أهلنا ودمرت البيوت والميناء والتجارة وشتت شملنا، ولن نسلّم لها مهما طال الزمن، مؤمنين إيمانا راسخا بأن عدن لمن يبنيها وليس لمن يزرع فيها الفتن وليس لمن يدمرها. وحيا المحامي الغريب، "الصَّامدين من اجل التسامح والتعايش والمرابطين من اجل بناء عدن والمدافعين عن اهداف وثقافة الحراك الجنوبي السلمي ، والذين يذودون عن القيم النبيلة التي سقط من اجلها آلاف الشهداء والجرحى ، ويتصدون دوماً لمحاولات زرع الفتن بين ابناء الجنوب بغض النظر عن انتماءاتهم ، ثابتين في وجه كل تلك المحاولات". وقال المحامي الغريب ثلاث سنوات مضت على أكبر جريمة ارتكبت في العصر الحديث حيث لاحقت مليشيات الحوثي وصالح الرئيس هادي الى عدن والى كل شبر في الجنوب حل فيه ، ولم تسمح له ان يمرر قرار بسيط على ضابط صغير ، عبدالحافظ السقاف قائد الامن المركزي في عدن ، قبل ان يعطي الرئيس هادي الإشارة للحراك الجنوبي السلمي للتخلص منه ، عندما قامت تلك المليشيات بمساعدة ودعم دولة ايران وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع بملاحقة الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي واعتقاله في أرضه ووطن أجداده لتقيم تلك المليشيات دولة القهر والعنصرية على أنقاض مشروع الرئيس الذي بدأ بخلع قيادات الطاغية صالح العسكرية والمدنية في صنعاء ورحب بالحراك الجنوبي السلمي ، وأمر باستيراد السلاح والذخائر ووصلت عدن قبل ايام من الحرب . وكانت المخزون الذي انطلقت منه المقاومة الجنوبية ، ووجه اللجان الشعبية بالتوجه الى عدن لحماية الموانىء والمطار والمرتفعات الاقتصادية وبدأت عدن والجنوب عامة تشعر بالحرية والنصر. تمر السنوات وما تزال تلك الايام القاسية التي جمعت الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية بالرئيس هادي والتحالف العربي ماثلة في وجدان وقلب كل حر في عدن ، وحتماً سيتوارثها الأحرار جيلا بعد جيل مصممين على حماية التسامح والتصالح ومتمسكين ب بناء عدن ثم البناء ثم البناء ... منتظرين ساعة الخلاص من اصوات الرصاص التي حصدت جيلين من ابناء الجنوب بسبب شعارات وهرطقات وأكاذيب ، ونوعدكم ان الصحوة ستكون قريبة بإذن الله. إن عدن هي السلام والمدنية وأن التدمير الذي يجرى لها اليوم مهما طال إلى زوال، وأننا لن نعترف بالتطرف الذي يوعدنا بانه سيعيد الجنوب ، لن نعترف بالتطرف السياسي الذي قتل شبابنا وشرد أهلنا ودمر بيوتنا وشتت الشمل، ولن نسلّم له مهما طال الزمن، مؤمنين إيمانا راسخا بأن عدن هي الميناء التي تتوسط تجارة العالم ، وهي ارض المدنية وحقوقها لن تسقط بالتقادم. ونحيي الصَّامدين المرابطين والمدافعين عن عدن وروحها ومدنيتها ، والذين يذودون عنها كي لا تقع من جديد بيد التطرف السياسي والارهاب، ويتصدون دوماً لمحاولات "عصابات الشعارات" السَّاعية لتهجيرنا وإبعادنا من جديد، وسنظل ثابتين في وجه كل تلك المحاولات. إن إمعان قوى التطرف والتشدد في ممارسة كافة أشكال التفرقة بين ابناء الجنوب والهمجية والعنصرية ضد شعبنا الصابر الصامد، من استيلاء واغتصاب لاراضي عدن وتقسيمها الى مربعات قبلية ومناطقية ، ورفع شعار "عدن حقي والجنوب حقي" إلى استمرار حصار ابناءها الصامدين ، حيث اصبحت عدن بدون ميناء ، وموظفيها بدون رواتب ، واهلها بدون كهرباء ولا خدمات وأسرها بدون امن ولا امان ، لن يطفئ جذوة المقاومة والتمسك بالسلام والتعايش بين كافة ابناء عدن ، وان الإرادة وعدالة القضية سيبقيان حق التعايش وليس حق الصراع الذي لن ينسى أو يباع. ويدعو المحامي الغريب ابناء وأهالي عدن إلى إحياء ذكرى التسامح والتصالح بما يليق بها، محمّلين الافكار المتطرفة والأنظمة السابقة مسؤولية الهوان الذي نعيشه ، والذي أوغلت في حياته تصرفات بعض التيارات الدموية التي وصلت جذوتها بخلق اعداء جنوبيين وهميين حتى يشتد الصراع وتتمزق الأمة. ويدعو المحامي الغريب إلى إجراء تقييم موضوعي دقيق وعميق، لصورة عدن والقضية الجنوبية في الإعلام والمواقع الاجتماعية ، لمعالجة الاختلال في بنية المحتوى الإعلامي ، ولمواجهة آلة التشدد والتطرف ، المدفوع والمسنود بماكِنةٍ سياسيةٍ وامنية غير اخلاقية ، والمحمّل على مواقع إعلامية متخلفة وجبارة، أقنعتنا في غفلة منا بكل واقع خلقته. كفى خمسون عام من التيه والضياع ، خمسون عام مفقودة من حياتنا .. خمسون عام دمرنا بها مدنا وقرانا وسمعتنا. وستبقى ثقافة التعايش والسلام هي المنتصرة وفجر بناء عدن قادم لا محالة.