دون التقليل من وزن وثقل بقية المكونات السياسية والاجتماعية فقد جاء موعد جلاء القوات البريطانيه واعلان استقلال الدوله الجنوبيه في الثلاثين من نوفمبر 1967م كان الواقع ينطق دون جدال بان كلاً من جبهه التحرير، والجبهة القومية هما المكونان الرئيسيان والفاعلان بالمجتمع والحائزان على غالبية مطلقه من الشعبيه في عموم الولايات والمقاطعات حينها ويمتلكان تاثير واسع على غاليية القطاعات السكانيه من عسكريين وموظفين وشخصيات اجتماعيه وقبليه....الخ. واليوم اظننا امام حقيقة لا يستطيع اي مجادل ان ينفيها تسببت بنكبة الجمهورية الوليدة ارضا وانسانا. حقيقة تبناها نظام وحكومة الاستقلال التي سيطرت عليه الجبهة القومية او تسلمته من الانجليز لتعلن بوضوح عن قرارا وقانونا لاوطني ولاعقلاني بموجبه يتم اقصاء جبهة التحرير وعدم اشراكها في ادارة البلد او حتى السماح لقياداتها واعضاءها بل وكثير من مناصريها بالعيش كمعارضين معترف بهم مثلهم كمثل ما تم منحه لمكونيين صغيرين (منظمة السلفي ومنظمة حزب البعث ). نعم مع الاسف استطيع ان اجزم بان ذلك الاقصاء هو اللغم الذي فجرمن الايام الاولى مسيرة البلد والجمهوريه الوليده وبسببه توالت النكبات. ان هذا هو جذر مشكلة الجنوب الاولى ولو ان هناك قرارا وطنيا عاقلا للجبهه القوميه ولو لم يكن الا فقط بالتعامل الانساني العادي مع قيادات وعناصر ومناصري جبهة التحرير لكانت التجربه برمتها قد سارت في طريق آخر على الاقل في اسؤا الاحوال ليس بهذا المستوى الحالي من الكارثية . ان ماجعل دوي انفجار اللغم (ضخما) وجعل ارتداداته اكثر كارثيه هو القرار الذي اتخذ منذ الساعات الاولى اعتماد سياسه الاقصاء لتستخدم لتنفيذه وسائل اتحفض حقيقة عن اعطائه التوصيف الحقيقي من السؤ حيث انطلق مسلسل بشع من بعض التصفيات والسحل والمطاردة والتشريد والاعتقالات وحجب حق الوظيفة ..... الخ من الافعال التعسفية كاتب الاسطر عضو بالجبهه القوميه ثم بالحزب الاشتراكي ولا اقول الحقيقه ان ادعّيت باني على معرفة بذلك مبكراً. والعكس صحيح تماما فقد اخضع الكثير لديماغوجية الشعار. - كل الشعب جبهة قومية- واليوم يبقى السؤال :- هل من معتبر ؟؟؟ .