في اللقاء الذي جمع بين السائل والمجيب في الرياض (( هادي وبن لزرق)) كانت الاسئلة والإجابات في غاية الروعة والاهمية بن لزرق طرح أسئلة ومحاذيره كصحفي مهني بارع وهادي أجاب بأسلوبه الشعبي المألوف وصراحته وهدوئه المشهود .فكانت المقابلة مثار الاهتمام الداخل و الخارج بغض النظر عمن رضي بما قاله هادي ومن لم يرضى بما قال. فقد كانت الإجابات عصارة جهده الذي بذله خلال 5 سنوات وأكد فيها النجاحات التي تحققت وكذا الاخفاقات والمعوقات التي حصلت خلال هذه الفترة ومن المأخذ التي طرحها البعض عن حديث الرئيس إنه وصف معارضيه " بالمزايدين " وربما كان التعبير غير منصف لكن هذا هو أسلوب هادي المتعارف عليه ليس فيه دبلوماسية زائدة ولا يقدم على شيء هو غير مقتنع فيه. وهادي كرئيس لليمن كله لا بد له أن يفرض عليه هذا الواقع ان يكون رئيس للجميع على الاقل خلال هذه الفترة التي يتخذ فيها الحوثي ومن يقف خلفه كا إيران والغرب وبالتالي لابد أن تكون قراراته وسياساته تلبي هذا الموقع الذي وضعه القدر فيه في هذا الضرف المعقد الذي تعيشه اليمن شمالها وجنوبها بعد الانقلاب المشؤوم على الدولة في 21/سبتمبر 2014م من قبل العصابة الطائفية الحوثية . ومع ذلك يجب أن لا تصنف المقاومة الجنوبية التي أوصلت الرئيس هادي وكل من معه أفراد حكومته إلى السلطة بعد أن قدموا الالاف من الشهداء والجرحى والمعوقين حتى تم طرد الحوثة ازلام المشروع الفارسي الخبيث بأنهم مزايدين. ففي الوقت التي تم اعتقال هادي بل وتم قتل العديد من حراسته وطرد وسجن أفراد حكومته في صنعاء حتى تمكن من الفرار من صنعاء إلى عدن. فقد كانت المقاومة الجنوبية التي بيدها مفتاح كل المدن الجنوبية حينها خير سند لاستقبال هادي وحكومته ومكنتهم من العودة الى القيادة مرة اخرى ومن عدن ام المدن الحضرية المسالمة . وهنا يدرك الجميع أن الكل قد تنازل للكل من أجل المصلحة الوطنية ومن اجل اعاده الدولة وهيبتها ولو بحدها الادنى. ومن هذا المنطلق لا أحد يمن على الاخر بما قدم فاذا كان هادي وفريقة يشعر انه قدم ما يمكن تقديمه من جهد وعمل من أجل استعادة الدولة في المناطق المحررة وعلى الأخص مدينة عدن , فان الفريق الاخر يقدم ايضا رؤيته للأمور بطريقته فيقول انه لولا تضحيات المقاومة الجنوبية في عدن وغيرها من مدن المقاومة الجنوبية حتى وصولها الى المخا والحديدة وصعده لكانت الحكومة وأفرادها ومن ركب السفينة بعد الانتهاء الذي تحقق عام 2015م في قائمة المشردين في بلدان العالم أو في سجون الحوثي. ومن هذا المنطلق يشعر الفريقان المتنافسان ربما تنافسا وديا لصالح الوطن ان كل فريق قدم عرضا افضل من الاخر , لكن الحقيقة ان التعادل هو الأرجح بين الفريقين. ففريق الحكومة وهادي على رأسها يشعر أن فريقه قدم عرضا مشرفا حسب ما يعتقد . كما ان الفريق الاخر يشعر انه قدم عرضا طيبا بل وشجاعا لاستعادة مكانته كفريق منافس قوي في الساحة وله باع طويل في خوض مباريات قوية مع من سبق هذا الفريق (( فريق عفاش )) ابتداء من عام 2007م وحتى يومنا هذا 2019م . والمصلحة النهائية تؤكد ان الجميع في سفينة واحدة وعلى كل من فيها بما فيهم من إخلاص ونواقص لابد أن يتكاتفوا لجعل السفينة تسير بأمان حتى تصل الى المكان المقرر لرسوها وعند نجاح الرحلة بصفة تامة يمكن لمن كان فيها أن يتحاور بصدق وإخلاص على كيفية رسم خارطة طريق مستقبلهم جميعا بحيث لا يستأثر أي طرف بكل شيء ويشعر من كان معه في السفينة أنه في الهامش بعد كل هذا الجهد الذي بدله في هذه الرحلة الشاقة والتي اشترك فيها الجميع كلن بجهده وخلاصة تجاربه ومعارفه.