تغاريد حرة .. صرنا غنيمة حرب    تحديد موعد أولى جلسات محاكمة الصحفي محمد المياحي    دبلوماسي امريكي: لن ننتظر إذن تل أبيب لمنع اطلاق النار على سفننا    عيد ميلاد صبري يوسف التاسع والستين .. احتفال بإبداع فنان تشكيلي وأديب يجسد تجارب الاغتراب والهوية    عيد ميلاد صبري يوسف التاسع والستين .. احتفال بإبداع فنان تشكيلي وأديب يجسد تجارب الاغتراب والهوية    عيد ميلاد صبري يوسف التاسع والستين .. احتفال بإبداع فنان تشكيلي وأديب يجسد تجارب الاغتراب والهوية    وكالة: الطائرات اليمنية التي دمرتها إسرائيل بمطار صنعاء لم يكن مؤمنا عليها    أرقام تاريخية بلا ألقاب.. هل يكتب الكلاسيكو نهاية مختلفة لموسم مبابي؟    أرقام تاريخية بلا ألقاب.. هل يكتب الكلاسيكو نهاية مختلفة لموسم مبابي؟    السعودية تقر عقوبات مالية ضد من يطلب إصدار تأشيرة لشخص يحج دون تصريح    تعيين نواب لخمسة وزراء في حكومة ابن بريك    صنعاء.. عيون انطفأت بعد طول الانتظار وقلوب انكسرت خلف القضبان    وسط فوضى أمنية.. مقتل وإصابة 140 شخصا في إب خلال 4 أشهر    رئاسة المجلس الانتقالي تقف أمام مستجدات الأوضاع الإنسانية والسياسية على الساحتين المحلية والإقليمية    ضمن تصاعد العنف الأسري في مناطق سيطرة الحوثي.. شاب في ريمة يقتل والده وزوجته    السامعي يتفقد اعمال إعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي    وزير الاقتصاد ورئيس مؤسسة الإسمنت يشاركان في مراسم تشييع الشهيد الذيفاني    انفجارات عنيفة تهز مطار جامو في كشمير وسط توتر باكستاني هندي    سيول الامطار تجرف شخصين وتلحق اضرار في إب    الرئيس : الرد على العدوان الإسرائيلي سيكون مزلزلًا    *- شبوة برس – متابعات خاصة    القضاء ينتصر للأكاديمي الكاف ضد قمع وفساد جامعة عدن    السيد القائد: فضيحة سقوط مقاتلات F-18 كشفت تأثير عملياتنا    تكريم طواقم السفن الراسية بميناء الحديدة    صنعاء .. شركة النفط تعلن انتهاء أزمة المشتقات النفطية    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    مطار صنعاء "خارج الخدمة".. خسائر تناهز 500 مليون دولار    السعودية: "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة ل"جولف السيدات"    المرتزقة يستهدفون مزرعة في الجراحي    لوموند الفرنسية: الهجمات اليمنية على إسرائيل ستستمر    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    بعد "إسقاط رافال".. هذه أبرز منظومات الدفاع الجوي الباكستاني    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية نورس.. المخرج الفنان خفيف الظل / علي سبيت
نشر في عدن الغد يوم 08 - 02 - 2019

في حياتنا الكئيبة نمر جميعا كمسافرين في قطار الذكريات الذي يطوي المسافات
بسرعة كبيرة لكنه يتوقف مرغما عند بعض المحطات التي لا تنسى من المواقف
الجميلة بأصحابها الذين مازالوا يعيشون فينا ومن المهم أن نتذكرهم لأنهم
يضيفون البهجة إلى حياتنا بعد أن عاشوا الكثير من لحظات التحدي و مواقف الألم
والانكسار لكنهم واصلوا رحلتهم بعزيمة كبيرة للوصول الى شواطئ الأمان لذا
وجب أن نحكي هذه الحكاية لعلها للبعض تفيد .
هو فنان عاش حياة متعبة و ظروف قاهرة متمسكا بالأمل رغم قتامه المشهد
وسريان الإحباط الذي يطوق المكان والزمان فكانت رحلته محفوفة بمخاطر
التهميش والإلغاء وطريقه مرصوفا بالجمر وسماءه ملبدة بالغيوم لكنه لم يضعف
وله نرفع القبعات احتراما وتقديرا لإنسان طوت مدينته الصغيرة الجحود والنسيان
و عاش معدما يتيما فقيرا في ريف منسي ومهمل بعيدا عن المدينة ومزاياها لكنه
صمم على الوصول إلى الأضواء عشق النوارس الأبدي ليحقق أحلامه رغم كل
العثرات والمصاعب وتمكن بعد جهد كبير وسنينا طويلة ذاق فيها مرارة العلقم
وهوان السنين العجاف فحجز لنفسه مقعدا ثابتا بين الكبار من جهابذة المسرح
اليمني ومازال حتى اليوم واحدا منهم يعتلى وبجدارة فيه اكبر المناصب المرتبطة
با ابوالفنون ومازال مع أقرانه المبدعين يمضي في طريقه الذي اختار عن حب
وشغف يزرع الحب والأمل في النفوس المحطمة المنسية في خضم معمعة الحياة
التي احتوت كل شئ وتسلل منها اليأس إلى أغوار النفوس فنالت من شريحة
كبيرة من المبدعين ونخبة المثقفين الذين لاحول لهم ولا قوة في زمننا المحبط
هذا.
جاء من الريف الأوسط في محافظة أبين وتحديدا من مدينة لودر حاضرة العواذل
المنسية وهو احد أعلامها وتوجه مرارا في شبابه إلى المدن الكبيرة لينثر جمال
ودائعه التي حفظها عن ظهر قلب من قلائد المسرح الرائعة التي مارسها إبداعا
وموهبة وصقلها علما وتجربه وأدلى بدلوه مع الجميع و لكل مجتهد نصيب كما
يقال في عالم لايرحم الضعفاء وقليلي الحيلة يصفق لمن يثبت جدارته رغم النفاق
المزري في لعبة الثلاث ورقات التي لايستطيع البعض خوض غمارها فكانت
التجربة الطويلة من المعاناة ومحصلة سنوات الجمر وتكبد عناء الطريق والمرور

2

عبر محطات صعبة وكثيرة اختلط فيها العرق بالدم والدموع للوصول إلى مبتغاه
حيث لاحول هنا لأحد ليس له درع أو سند في زمن الشدة والانكسار ويمضي فيه
كل دخيل الى المسرح المنسي بقلب قوي وصبر اشد وإيمان راسخ لا توانى فيه أو
ضعف رغم الحاجة والفاقة لاولائك الذين يعولون اسر كثيرة العدد بالمحصول
القليل من راتب بسيط لايسد رمق أطفالهم الجياع وحياتهم التي على الهامش رغم
حصولهم على درجات علمية عالية في العلوم المسرحية نالوا فيه الثناء والتقدير
الرفيع خارج وطنهم فقط وهذا حظ النوارس في رحلتها التي اختارت فيه أن
تمضي إلى قدر مجهول يصعب فيه تحديد بوصلتها نظرا لاضطراب الموج الشديد
وهبوب الرياح العاتية في محيط هادر مزمجر لايرحم ولا يكترث فيه لأحد مهما
وكيفما كان لكنه خاض النزال بقلب جسور ووصل إلى ماهو فيه ومازال رقما
صعب في عالم المسرح اليمني يحظى بتقدير الجميع ولكنه يعيش في الظل تواضعا
وبعيدا عن الأعلام المنمق للبعض والمقربين بالصفة أو المال أو المنصب .
حفظ الكثير من أبيات الشعر العربي قديمه وحديثه وأحب عن كل ذلك شعر أبو
الفوارس الجاهلي عنترة العبسي عن كر وفر الفرسان وطعنهم وعشقهم للحبيب
ورددها كثيرا في مجالس الأصدقاء بلغة عربية فصيحة أبدع في إخراج ألفاظها
الرائعة وخاصة عند اعتلائه خشبة المسرح في الاحتفالات المدرسية والوطنية
بمدن لودر وزنجبار وعدن وصنعاء وعلم الكثير من الأجيال مفردات هذه اللغة
الجميلة كونه عمل في البدايات ولفترة طويلة أستاذا في اللغة العربية و تربويا
يحظى بالاحترام وإنسانا لطيفا خفيف الدم محبوبا من كافة الناس وطاف في
مدارس مديرية لودر و زاره ونواحيها وظل يعلم الأجيال التي مازالت تتذكره حتى
اليوم وهي ارض الكثير من الشهداء والمناضلين حاضرة العواذل ومقر سلاطينها
في تلك الأيام ومازالت شواهق الحصون الخاوية عن عروشها تعتلي بكبرياء جبل
زاره لتحكي الكثير من القصص عن أبنائها الذين رحلوا عنها وكذا عن تاريخ
الذين سطروا بدمائهم تاريخا مشرفا في تاريخ الثورة وبناء الدولة في لحظات
فارقة من تاريخنا اليمني المعاصر عالقا في الذاكرة لاينسى وكانت غنية بماشيتها
وحقولها الخضراء من الفواكه المتعددة والحمضيات بأنواعها ألليم السكري أبو
صرة واليوسفي وليمون الماندرين والحبوب والخضروات التي زرعت فيها
بكميات هائلة وجودة كبيرة وصدرت إلى مدينة عدن لأن مناخها وتربتها ناسبت
ذلك ولكن في ذلك الزمان والأيام الخوالي الذي ولى واندثر وبقيت بعض شواهده
أطلالا ومزارا لمن أراد .

3

عاش نورسنا المبدع خفيف الدم والظل علي سبيت شظف العيش وكفافه وقلة
المردود مع اسرتة الكبيرة الكريمة الطيبة وعانى معهم الكثير من الظروف
الصعبة المحبطة التي نالت منهم جميعا وذاقوا فيها ألوانا من العذاب في خضم
المعاناة والفقر والجوع في زمهرير برد الشتاء القارس الذي كان يحتوي ودون
رحمة المناطق المرتفعة للهضبة الوسطى أسفل وأعلى سلسلة جبال الظاهر
الشاهقة حيث هناك في أعلاها يترائى لك في ظلام الليل انك تشاهد النجوم تتحرك
وهو تأثير أنوار كشافات السيارات الهابطة من أعلى قمة أفعوان عقبة شامخ ثرة
المرعبة التي أودت بحياة الكثير من المسافرين سقوطا في هاويتها المخيفة
ومازالت طريق لودر ثرة مكيراس امتحانا صعبا للسائقين المحترفين وتحديا كبيرا
لقدراتهم حتى اليوم .
كان نورسنا يتمتع بشخصية مختلفة فيها الكثير من الصفات الجميلة التي لفت فيها
الأنظار إليه لتواضعه وخفة دمه أحبة الجميع حيثما حل من أهل القرى المحيطة
بلودر وكل من التقاه عن قرب من ساكني المدينة والتي كانت في يوما ما حقولها
أرضا خضراء جميلة لم تتسلل إليها بعد خرسانات الاسمنت ومكعباتها التي غزتها
لتتحول تلك المساحات إلى أراضي بور تباع أمتارها في المزاد وتنمو وترتفع في
أرجائها المنازل بدلا عن حقول الفاكهة وحبوب القمح والخضروات ومراعي
الماشية وكان منزلهم يقع في شرق المدينة أعلى الهضبة المطلة على الطريق
الممتد من لودر إلى مثلث القرى الكبيرة الشعة النجدة و زغينة التي تراها من
هناك وعلى بعد نظر الأفق وقد زارها مبدعنا وعمل في مدارسها مربيا فاضلا
وشخصا محبا للجميع وبادلوه ذلك أيضا لأنه تمتع بكل ماهو جميل في العلاقات
الإنسانية وهو راقي في أحساسة واخلاقة وتعامله مع الآخرين لا تستطيع إلا أن
تحترمه وهذه هي أجمل خصاله وذو ثقافة عالية والماما واسع بالأدب العربي
والعالمي وأحب القيام بحركات مسرحية وإلقاء أبيات الشعر أمام المقربين منه في
سهراته علي نواصي شوارع لودر الترابية كما كان يحدثهم عن حضارة الإغريق
وفلاسفتهم وقصة اوديب ملكا وعن عبقرية مسرح شكسبير وقصة خيانة
بروتوس ليوليوس قيصر والزير المهلهل سالم وحرب البسوس وغيرها من
قصص تاريخ العرب الجميلة, كان يمارس شغفة واحلامة ويبهر الجميع في تلك
الأيام العجاف وتمسك بأمله وقاتل من اجله وكان له ما أراد , وللعلم فبين ثنايا
قرى الريف اليمني هناك الكثير من المبدعين الذين دفنت مواهبهم بفعل الظروف
المحيطة القاسية ويحتاجون إلى من يبقى معهم لتتطور وهذا من اختصاص
أصحاب الشأن,

4

أحب كرة القدم ولعب في دوري الأحياء الشعبية بلودر وأثار جميع المشجعين
بحركاته وتمثيله حتى في الملعب أثناء وجود الكرة معه وأضحكهم واسعد الجميع
وكان وظل ومازال حتى الآن احد شخصيات المدينة التي تحظى بالحب والاحترام
والتقدير لم يتكبر أو يميل إليه الغرور في يوما ما وظل محتفظا بمكانته ومابرح
حتى اليوم يمضي في ذلك الطريق وهذا مايعنيه الفنان الإنسان في حياتنا الذي لا
يتأثر بتقلبات الحياة وأهوائها لأن الوصول إلى القمة أسهل من البقاء فيها .
قدم مع فرقة لودر الفنية إعمالا مسرحية مختلفة شارك فيها في النشاطات الفنية
في زنجبار وعدن وتعز وصنعاء أثناء أحياء المناسبات الفنية ممثلا ومخرجا
وكان له نشاط مكثف مع شباب مديريات المنطقة الوسطى في هذا المجال واتسم
بالاتزان في تعامله و خفة الدم العالية التي تمتع بها وساعدته في تقديم
شخصيات مختلفة لاتنسى وكذا كونه يمتلك قدرة عالية في حفظ أدوارة الفنية
لتقديمها على الخشبة التي كان يقيس بالكلمات مسافات حركة الميزانتسين.
غادر في بداية الثمانينات إلى دولة الكويت للدراسة الجامعية في الإخراج
المسرحي ودرس هناك مع مجموعة من كبار فناني المسرح اليمني منهم محمد
الرخم وعمر مكرم والريدي وصفوت الغشم وغيرهم من الذين وضعوا بصمتهم
وباقتدار مشهود من الجميع وإخوتنا في الكويت لهم باع طويل في تقديم المسرح
الراقي وعلومه عن بقية دول الخليج والى يومنا هذا , وبعد إكمال دراسته
وتخرجه والعودة مع زملائه إلى الوطن شارك في تقديم الكثير من الأعمال
المسرحية الرائعة ممثلا ومخرجا وفي الدراما المرئية والمسموعة وشارك في
المهرجانات الداخلية والخارجية ونال الكثير من الجوائز تقديرا لمشواره الطويل
وموهبته الفذة وتكريما لجهوده التي نالت استحسان المشاهدين ومازال يواصل
رسالته التي اختار فيها خوض طريقا شائكة لتقديم عصارة جهده المضني و سهر
الليالي بعد حصوله على الشهادة التي افرح بها أحب الناس إليه ومازال المخرج
والفنان الكبير علي سبيت يواصل رحلته بقلب مفعم بالأمل رغم وحشة المكان
وظلام الطريق وظروف الحرب التي دمرت النفوس والحجر مع الشجر قبل البشر
. قدم رسالته إلى الأجيال المتعاقبة بحب وثقة عالية وطاف بمسرحة الجاد نواحي
الوطن وأصقاعه اللامتناهية وعلى الخشبة وفي المهرجانات والمناسبات الوطنية
والليالي الثقافية و قدم أعمالا جليلة لاتنسى وكان حاضرا في الدراما اليمنية في
رمضان وعلى أثير البرنامج الثاني كما قام بتوظيف القريض من الشعر والقصيدة
في مسرحه وعالجها على الخشبة والتصق بقضايا المواطن المطحون والمغلوب
على أمره وانتصر للإبداع والإنسانية ونذر زيته لفتيل الوطن وشاركه افراحة

5

واتراحة ورسم الابتسامة على شفاه الجميع وحفر بموهبته الصخر وأبقى
لنفسه معلما في الذاكرة مازالت شواهده طاهرة للجميع .
لم يترجل الفارس بعد ولم يقدم كل ما في جعبته لكن جسده الضعيف لم يعد قادرا
على الركض فقد ترك الزمن بصماته عليه وعلى وتقاسيم وجهه الذي احتلته
الندوب والتجاعيد بفعل عقودا ستة من عمرة الذي مضى كخيط دخان في مهب
الريح وعليه وجب تكريم هذا الفنان وأمثاله من قبل الدولة عرفانا بما قدموه في
حياتهم لهذا الوطن كما انه لم يكون أو يرث أي ثروة وبالكاد يستطيع راتبه
البسيط تغطية ثلث الشهر ولا يمتلك إلا كتبة الكثيرة المرصوصة على الأرض
في إحدى زوايا غرف منزلة البسيط المستأجر والتي كانت له سندا أثناء وقوفه
على الخشبة مواصلا مشواره في مكابدة الحياة رغم امتلاكه كل مايؤهله للعيش
في حياة كريمة من ثقافة عالية في الأدب والشعر وموهبة وخبرة وشهادة علمية
في الإخراج المسرحي لكنه في بلد مثقفوها يعانون ومثله كثير لأنهم من اليمن
ارض السعيدة التي لطالما على خشبة مسرحهم دافعوا عنها بنواجذهم وقالوا فيها
أجمل الكلام لكنه لم ييأس ومعه كثيرين و مازال على الطريق يمضي حتى
مايشاء الله ونتمنى من أهل العقد والربط في ثقافة اليمن أن تنظر في أوضاع
هولاء الذين افنوا عمرا لرسم الابتسامة على شفاه المساكين والفقراء والمهتمين
ودافعوا عن وطنهم بالكلمة والموقف وكل مالديهم رغم قلته.
هو الان في بداية الستينات و في لحظات كثيرة يلازمه الوهن والضعف لتقدمة في
السن وظروفه الأسرية الصعبة ولكنه يرفض الاستسلام لتلك الأوضاع المجحفة و
اختار النورس مواصلة التحليق وأن يمضي في رحلته التي أحب حتى النهاية
ليصل إلى شواطئه مهما كانت التحديات وفي لحظات نادرة يتذكر الذين أحبهم
ورحلوا إلى الدنيا الفانية وتنساب من إحدى مقلتيه دمعه رحمة بهم ومعها يدعوا
الله ان يغفر لهم ذنوبهم ويسكنهم إلى جواره مع الصالحين , إذن هي الحياة وكلنا
زائلون لكن مانحن فيه الآن أن النورس مازال يمضي في نفس الطريق ومحلقا في
نفس الأجواء التي اعتادها وهكذا مرت حياته بين بدايات ونهايات مختلفة لاحصر
لها في الفضاء المسكون بالأحزان ودورات الرحيل الى المجهول وفي مسرحة كان
كان يبحث عن الحقيقة التي غادرت كل شئ .
إلى أبين العطاء والإبداع و أهل المنطقة الوسطى ولودر وما حولها سهلا وجبل
اهديهم هذه الحكاية تقديرا لنورسهم الجميل الذي كان مثالا رائعا لأهلة ووطنه
حيثما حل وارتحل وهنا وصلت حكاية النورس الذي غادر ريفه يوما ما ليحقق

6

أحلامه في ذلك الزمن الجميل إلى مشارف خاتمتها على أمل أن نحكي لاحقا حكاية
نورس أخرى و نقدم بطاقته التعريفية وحصاد أعماله الفنية.

البطاقة الشخصية

الاسم / علي سالم سبيت
- مواليد 1958 / مدينة لودر/ محافظة أبين،
-عضو نقابة الفنانيين للمهن التمثيلية ومديرا لدائرة المسرح .
- المهنة / ممثل ومخرج مسرحي.
الوظيفة الحكومية / مدير الفرقة الوطنية للمسرح منذ عام 1995م، وزارة
الثقافة، وعمل نائباً للمدير العام لشؤون الفرق الوطنية عام 2001م
الشهادات العلمية الحاصل عليها:
- شهادة الثانوية العامة- ثانوية زنجبار عام 1979م.
- شهادة البكالوريوس- تمثيل وإخراج- المعهد العالي للفنون المسرحية- دولة
الكويت- مايو 1986م.
- شهادة دبلوم الدراسات العليا- تخصص تمثيل وإخراج، المعهد العالي للفنون
المسرحية، أكاديمية الفنون، القاهرة يونيو2005م.
الأعمال الفنية

التمثيل:
 مسلسل تلفزيون عبر العصور.
 مسلسل حكاية سعدية.
 مسلسل الإعصار.
 مسلسل عندما تبتسم الأحزان.
 مسلسل أشواق وأشواك.
 مسلسل قبل الفوات.
 مسلسل حي الحكمة.
 مسرحية أبوذر الغفاري.
 مسرحية موت وحياة.
مسرحية أحمد بن سعيد

7

مسابقات رمضانية تلفزيونية متنوعة ومسلسلات اذاعية متنوعة
الاخراج:
أخرج العديد من المسرحيات ومن أهمها على سبيل المثال وليس الحصر مايلي:
- القلاصات/ للمؤلف عبدا لكريم الرازحي، قدمت عام 93م وحصلت على أفضل
نص في المهرجان الثاني للمسرح اليمني وقدمت أكثر من 48 عرضاً مسرحياً في
عموم محافظات الجمهورية.
-قطعة العملة/ من تأليف فرحان بلبل، قدمت عام 95م ،وحصلت على جائزة أفضل
عمل مسرحي متكامل في المهرجان الثالث للمسرح اليمني(باكثير)، كما قدمت
على مسرح الجمعية الأردنية في عمان ثم في منتدى الفيينق الأردن أيام مهرجان
الفوانيس.
- طائر الخرافة/ للمؤلف رياض عصمت، عام 95م، حصلت على جائزة خاصة
لفرقة لودر المسرحية في المهرجان الثالث للمسرح اليمني باكثير
- الهوية المفقودة/ للمؤلف عبدربه الهيثمي، عام 96م، شاركت في مهرجان
القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الثامن.
- مغناة المواسم/ عمل غنائي لمجموعة شعراء، 96م، قدمت بمناسبة يوم الوحدة
اليمنية 22 مايو كعمل استعراضي غنائي.
-العرس اللودري/ للمؤلف محمد قاسم المرافعي، 96م، قدمت في مهرجان
الأعراس 21/7/1996م وعرضت على التلفزيون اليمني، لفرقة لودر المسرحية.
-البكاء بين يدي زرقاء اليمامة /تأليف أمل دنقل، 97م، قدمت بمناسبة يوم
المسرح العالمي 27/مارس 1997م.
- ميلاد النور /تأليف محمد اسماعيل الأبارة،97م ، احتفالية دينية بمناسبة
الإسراء والمعراج27 رجب 27/نوفمبر/1997م.
- اجتماع طارئ للحشرات /عبدا لله البر ودني ،89م،قدمت بمناسبة يوم المسرح
العالمي 27مارس 1998م.
- سهيل اليماني/ تأليف علي السياني ومحمد الأبارة، 99م قدمت بمناسبة
الانتخابات الرئاسية واحتفالات الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1999م وعرضت على
التلفزيون اليمني.
-خيلت براقاً لمع/ تأليف عباس الديلمي، 2000م، عمل ميداني استعراضي قدم
في ميدان السبعين وعرض مباشرة على التلفزيون اليمني بمناسبة الذكرى
العاشرة للوحدة اليمنية.
-فلسطين الانتفاضة والاستمرار/ تأليف محمد الشرفي،2001م، قدمت بمناسبة

8

مؤتمر البرلمانيين العرب المنعقد في صنعاء 2001م وعرضت على التلفزيون
اليمني.
-الملك والثأر/ تأليف عبد ربه الهيثمي، 2002م، شاركت في مهرجان القاهرة
الدولي للمسرح التجريبي(14)، كما شاركت في الأسبوع الثقافي اليمني في
سلطنة عمان 2002م، وشاركت في فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية
2004م، وأيضاً قدمت على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية القاهرة.
-حوارية السيف والقلم/ تأليف أبو أحمد عباس الديلمي، 2003م،عمل ميداني
استعراضي قدم في ملعب الثورة ونقل للتلفزيون اليمني وتم عرضه في 17 يوليو
2007 .
-الجلف/ تأليف تشيخوف، 2004م، قدمت على مسرح المعهد العالي للفنون
المسرحية القاهرة كمشروع تخرج للدبلوم العالي.
-الليل جزار/ تأليف عبدالفتاح قلعجي، 2005م، قدمت على مسرح المعهد العالي
للفنون المسرحية كمشروع تخرج للدبلوم العالي.
-عيشة/ تأليف محمد حسين هيثم، 2006م، قدمت في مدينة لورد ثم في محافظة
أبين لفرقة لودر المسرحية.
-رسالة إلى غزاة لا يقرؤون/تأليف سميح القاسم، 2006م، قدمت على خشبة
المركز الثقافي صنعاء دعماً للحرب اللبنانية ضد اسرائيل وتضامناً مع القضية
الفلسطينية.
- المشاركات الخارجية:
مشاركات في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.
- مشاركات في مهرجان بغداد للمسرح العربي.
- مشاركات في مهرجان المسرح الأردني( الدورة العربية)
- مشاركات في مهرجان المسرح العماني.
- مشاركات في ندوات علمية وفنية ( المسرح المدرسي).
- مشاركات في الأسابيع الثقافية اليمنية في الخارج.
الجوائز والشهادات التقديرية:
- جائزة أفضل ممثل عام الثقافة 1981م عدن.
- جائزة أفضل نص وإخراج، المهرجان الثاني للمسرح اليمني 1993م.
- جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل، المهرجان الثالث للمسرح / باكثير 95م
- جائزة خاصة عن مسرحية(طائر الخرافة) لفرقة لودر المسرحية 1995م.

9

-حائز على وسام الواجب بمناسبة الذكرى العاشرة لقيام الوحدة اليمنية 2000م.
- شهادات تقديرية من الإذاعة المركزية، صنعاء.
- شهادات تقديرية من التلفزيون اليمني، صنعاء ومن وزارة التربية والتعليم
ومؤسسات ثقافية مختلفة وكذا من الأندية الرياضية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.