انكب بابا الفاتيكان فرنسيس الأول جاثياََ على ركبتيه مقبلاََ أقدام رئيس جنوب السودان ومرافقيه من قادة المعارضة والموالاة متوسلاََ اياهم احترام هدنة وقعوا عليها واتفقوا من خلالها على تشكيل حكومة وحدة وطنية الشهر المقبل وخاطبهم قبل ركوعه لتقبيل أقدامهم واحداََ واحداََ : ((أطالبكم كأخ بأن تحافظوا على السلم أسألكم ذلك من قلبي لنمضي ونتقدم دعونا ننجح بحل المشاكل)) يحدث ذلك في تظافر عجيب ومخلص بين القادة السياسيين والدينيين لنصرة إخوانهم في دولة فتية حديثة العهد في أفريقيا في أرض كانت إلى أمس القريب أرض عربية في حين يدفعون بنفس الأخلاص الشعوب والحكام العرب إلى الأقتتال والفتن وتأجيج الأنقسامات والصراعات فأين هم عقلاء العرب من أهل السياسة والدين أين هو شيخ الأزهر والقادة الروحانيين والنخب المثقفة من الذين يتوجون أعمارهم الطويلة بفتاوى القتل والتدمير لقادتهم ودولهم والحج إلى الكونجرس الأمريكي (قلعة الصهاينة) للتحريض على قادتهم ودولهم العجيب هو منظر قادة جنوب السودان وهم يتلقون قبلات البابا على جزماتهم واحداََ بعد الآخر بكل رضى ودون أي تمنع وكأنه طقس واجب ومفروض لهم على رأس الكنيسة الكاثوليكية وهو تجسيد لجلافة أولئك القادة وجهلهم وتوحشهم. فيما يتسابق الناس في بلداننا على تبجيل رجال الدين وتقبيل اياديهم وتجنب غضباتهم اللهم ارفع عنا البلاء اللهم ارحمنا اللهم لا تؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. الجمعة 12/ابريل/2019م