وأنا أتابع الأحداث والتطورات الأخيرة المتلاحقة في العراق العظيم في مختلف المحافظات والمدن وفي مقدمتها بالتأكيد العاصمة بغداد قلعة الأسود لفت انتباهي تصريحات زعماء الدولة بدءاََ من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ورئيس مجلس النواب الحلبوسي وكذلك السيد مقتدى الصدر وغيره من كبار المسئولين في الدولة وما يلفت الانتباه فيها تركيز الجميع على تمجيد المرجعية الدينية وتقديس ما يصدر عنها حتى وصل الأمر بالسيد رئيس الوزراء أن يصف المرجعية بكونها صمام الأمان الحقيقي للعراق؟؟!!!!!. العراق السني الشيعي الكردي المسيحي المتنوع والمتعدد القوميات والديانات لا يمكنه أبداََ الخضوع والتسليم للمرجعية الشيعية التي لم تكن ولن تكون أبداََ مهما طال الزمان لا مرجعاََ عاماََ مقبولاََ به ولا صماماََ لأمن العراق بل إن العراق في أمس الحاجة إلى الارتكاز على دستور وطني وضعي ينظم له شئون دولته ونظامه ومجتمعه على أسس راسخة من المواطنة المتساوية والحرية والعدل والكرامة. ليس من شأن هذه المرجعية التي يمجدها قادة الدولة ونظام الفساد إن تقدم أي شئ يكون من شأنه معالجة الأوضاع المتردية والمخزية في جميع شئون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بل هي من أهم أسباب هذا الفساد والتردي وأن تمجيدها من قبل قيادات الدولة والنظام ليس إلا محاولة للهروب من واقع الأمر ومعطياته وهي أي تلك المرجعية سبب وعامل رئيسي في غربة العراق عن ذاته وثقافته وحضارته وعروبته ومحيطه العربي. أن محاولة التلطي خلف المرجعية الشيعية وتقديسها ليس إلا تهديداََ لجماهير الشعب وأجيال الشباب والفتية الذين خرجوا إلى الشارع بعد ما فاض بهم الصبر وتجاوزاََ لكل هرطقات المذهبية والطائفية الدينية التي يعتمد عليها النظام الطائفي اللا وطني أقول ليس إلا تهديداََ وترهيباََ لثورة الشعب وتحويلها إلى حرب مذهبية وطائفية تحت جناح المرجعية اياه. ومالم تخلق الثورة الشعبية برنامجها وتحدد أهدافها وتفرز قياداتها العابرة للمذاهب والطوائف والاديان والقوميات فإن ليل العراق سيكون طويلاََ ومؤلما في ظل التحالف الغير مقدس بل والدنس بين النظام ومرجعيته المذهبية الطائفية.