بعد الوحدة ، وضمن خطةٍ مبرمجةٍ وكان غايتها تجفيف جنوبنا من كل الثراء الذي كان يتميّزُ به عن الشمال ، فقام أباطرة الشمال ولصوصه بنهب أرشيف كل موروثنا الغنائي الإذاعي والتلفزيوني ، والحجة كانت لتجديدهِ في استوديوهات عُمان ، ولكن كل هذا الأرشيف الثّري رُمي في مستودعاتٍ مهجورةٍ في صنعاء مبعثراً متناثراً مُهملاً ، وبحيث لايمكن إعادة جمعهِ كما كان شفتوا الحقد ! لقد نادينا كثيراً في كتاباتنا في الصحف بإعادة جمع موروثنا الغنائي من المهتمين ، ولأنّ إرشيفنا اختفى في دهاليز الخبيثة صنعاء .. ولكن .. ووسط هذا الضياع ، نجدُ اليوم عدنياً جنوبياً متفرداً أسمه (( محمد جبر )) ، وهذا المبدعُ يحتكم على تسجيلاتٍ نادرة لكثيرٍ من ذهبيات غنائنا الجنوبي النادر والذي إندثر تماماً ، وهو يعرضها في اليوتيوب ، وهي لقائمةٍ طويلة من الروائع المعدومة ، منها لمحمد عبده زيدي واحمد قاسم والمرشدي ومحمد سعد وابوبكر فارع وياسين فارع والعزاني و .. و .. إذا .. هل ستهتم قيادة مجلسنا الإنتقالي الجنوبي ( الدائرة الثقافية ) بمثل هذا الأمر ومثل هذا الشخص - محمد جبر - أو ستتعامل على أن الموضوع ليس ذا شأن ؟ وهذه بدايةٌ كارثية ولاشك .. كما ونعرف أن الموروث الثقافي والفني والأدبي و .. و .. هو جزءٌ أصيل من الهوية والمعبر عنها في أصدق صورها وتجلياتها ، ولولا ذلك لما كلّف عفاش كلابه بنهبه ودفنهِ في بالوعةٍ لايعرف إلا الله وهم موقعها .. اليس كذلك ؟