52 سنة من السنين الخوالي .. مضت على رحيل والدي .. ومنذ رحيله ..وأنا احمل اقراضي على ظهري ..فما برحت وتعلمت ابجديات المشي ..إلا ووجدت نفسي ..ممن رمة بهم الاقدار ..لمعترك الحياة اليومية… لحالما حملتني أمي مسئولية رعاية اخواني الأيتام ..من خلال التسوق والفلاحة ورعي الاغنام ... ومنذ أيام فارطة .. شعرت بسئم وملل واكتئاب .. ظل يلازمني .. في حلي وترحالي… ولست ادري فلربما يعود ذلك الى عامل السن… وعلى مايجري في وطني الحبيب .. من مآس وحروب وعدم الاستقرار النفسي حتى على المدى البعيييد ولاتلوموني على تمنياتي .... وعليه فقد قررت ..التنحي وترك المسؤولية ..على عاتق صغيري حسان… فسلمته القيادة وسلمته البطائق العسكرية ... بعدما كنت استلم مرتباتهم ..والتي تحولت جراء الخصومات ..إلى مايساوي اعانات شهرية ... وقد لامتني قبلما اقدم على هذه الخطوة أم الحسين… حيث اتهمتني بالخيانة… وشف من خان لا كان ياحبيبي من خان لا كان… ثم زدت وتنازلت عن مشاهرتي ..ليتم تصريفها في شئون واقراض البيت… فشعرت بعدها برغبة في البكاء رغم أنني تحررت بعد عمر طويل من لوازم ومتطلبات الدار… فعكفت لكتابة المذكرات وهذا ما يحلو لي وقرأت الكتب ..والتأمل في مواطى السنين العابرات… لقد تذكرت حينما رحلت من البادية .. فلازلت احبها ..وحبي في القلب راسخ… والجبال الشوامخ… ذي تربية فيها .. حان الوفاء حان… سافرت الى قريتي ..موطني وموطن الذكريات ..فاغلقت هاتفي وتقوقعت على نفسي ..وانا اتامل… فوجدت الدار وتذكرت الحبائب ..والحبائب شجن داري ودار الحبايب ...تذكرت الشباب وعنفوانه ..فوقفت محاذيا لدار فجاشت مدامعي لمئات الذكريات… أيامنا انا وأم الحسين في دارنا القدييم… ولاتسأل الدار عمن كان يسكنه… الباب يخبر أن القوم قد رحلوا .. ما ابلغ الصمت لما جئت اسأله .. صمت يعاتب من خانوه وارتحلوا .. ثم لويت عنقي ولوحت بيدي لزمن ولى وشاخ من عمري ..وعطفت راجعا الى موطني الثاني مودية الحبيبة وانا اواسي نفسي مرة اخرى ..على امل العودة الى الريف قائلا ..عود ليهم عود عد لتلك المراعي والجبال السود… بقلم محمد صائل مقط ..