دعونا نرجع قليلاً الى صفحات في ذاكرة في ماضي جنوب السودان نجد ان مشكلة جنوب السودان بدأت في 1955 اي قبل أربعة أشهر من خروج الإنجليز من السودان اي تقريباً قبل 57 عام أذ ان كل الحلول و كل المحاولات و كل الاتفاقيات فشلت فشلاً ذريعاً في انفصال جنوب السودان...!
واليوم نفس الطريقة يوجهها شعبنا الجنوبي العظيم المناضل الذين ضحوا بأرواحهم وبماء الورد وبماء الكرامة لهذا الوطن الغالي العظيم ، وفي نهاية الثمانينات كان الشعب الجنوبي يريد اتحاد فيدرالي ولكن الشماليين أصروا بالاندماج الوحدوي طمعاً لثروات الجنوب ولكن هنا السؤال كيف حقق جنوب السودان طموحاتهم الانفصالية؟ وهنا السر يكمن في هذا الجواب : أذ ان جنوب السودان لم استطاع تحقيق الانفصال الا بعد الاعلان بالتطبيع مع إسرائيل لذا انا اقول يجب لشعبنا وشبابنا الجنوبي ان يستفيدوا من الخبرة السودانية العظيمة في استغلال الإعلان بالتطبيع مع إسرائيل لتحقيق الانفصال حتى ان الرئيس الأمريكي أوباما زار دولة إسرائيل في الايام القليلة الماضية أذ أعتبر باراك أوباما اسرائيل المحطة الاولى بالنسبة له، لان دولة لها سيادتها واحترامها أكثر من الدول الأخرى من هذا الاعتبار يجب على الشعب الجنوبي اليمني ان يعتبر هذا الاعتبار بالتطبيع مع اليهود لكي تحترم أمريكا سيادة الشعب الجنوبي طالما ان الدول العربية ذاتها لن تستجيب نداء الجنوب ولم تحترم وتقدر سيادة الشعب الجنوبي
والجدير بالذكر بأن الخلافات بين العرب واليهود خلافات دينية وليس خلافات سياسية ولقد تنازلت إسرائيل عقب تدخل الاممالمتحدة على بعض الأرضي المحتلة للفلسطينيين (غزة وأريحة) وإعطائهم التمتع بالحكم الذاتي للسيادة الفلسطينية
فالقضية الفلسطينية ليست قضية عالمية فما ذنب الشعوب العربية من عدم الاستفادة من التطبيع!؟ حيث لا يستطيع الشاب الجنوبي الزواج من فتاة يمنية نظراً لنقص الامكانيات وأزمة السكن ورفع المهور والبطالة ولكن بالتطبيع يستطيع ان يتحقق طموح الفتى بالذهاب الى اسرائيل والبحث عن عمل والاستفادة من خبراتهم وكتبهم العلمية والعملية و كذا من أنتاج فكرهم الحر والزواج من فتاه إسرائيلية جميلة!!
اذا لم تتم التطبيع للشباب الجنوبي وقام بالسفر او الهروب والفرار من موطنه الجنوبي الى اسرائيل وعقد العمل هناك وتزوج فتاه يهودية ومن ثم اذ عاد الى وطنة سوف تتهمه الحكومة اليمنية بالتجسس و بالكفر كونه تزوج من أهل الكتاب هم في الحقيقة ليسوا أهل كتاب هم أهل كتب كل الكتب العلمية القيمة التي بين أيدينا هي كتبهم، ولكن عند التطبيع سيُخفف من قسوة الحكم. الكاتب الصحفي/ اسحاق قاسم غلام. [email protected]