أمي......الحبيبة أكتب أليكما أجمل الكلمات وأكتبها بروحي وفؤادي وعقلي وبقطرات من دمي ، وأحكيها بأنواع من الزهور وأسقيها حبا وشوقا وترحما. فالأم أعظم سمة في الوجود كرمها الله بها... وأحتفال العالم اليوم بالأم يعد تقديرا وتكريما بسيطا لها ولأمومتها ، فالأم مثل الإيثار والتضحية والعطاء والفداء. الأم نبع من حنان صادق معطاء لاينقطع ألا بأنقطاع الحياة . وقد أوصى الله الأنسان بالأحسان الى والديه ولم يذكر من الأسباب الا ماتعانيه الأم أشارة الى عظم حقها في قوله تعالى : «ووصينا الأنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلى المصير».. «الأية14 سورة لقمان».. وكرر رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الأم ثلاثا ثم أتبعه بعد ذلك بحق الأب...«جاء رجل الى رسول الله..فقال : يارسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من؟ قال : أمك ، قال ثم من؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال : أبوك»...حديث متفق عليه... لقد قالوا في الأم كثيرا فمهما قالوا فلن يقدروا على أعطاءها حقها وأن أعظم ماقيل هو كلام الله عز وجل في الأية الكريمة : «وقضى ربك ألا تعبدوا ألا أياه وبالوالدين أحسانا » وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الجنة تحت أقدام الأمهات»...... فحب أمي ورضاها من حب الله ، فهي الحب والحنان والأمان ، حبها ليس له حدود ، هي الوفاء والعطاء الذي يملئ كل الوجود ، فهي مصدر الحب الكبير ، فقلبها لازال يخفق في وجداني ، وروحها دواء لكل ألامي وبسمتك ياأمي عاشت تقتل كل أحزاني ، وحضنك الدافئ أبعد عني كل الخوف وحماني ، وطيفك يراودني عشية وضحاها..... أمي يامصدر ألهامي فأنت معجزتي وقد عجزت طوال حياتي كيف أجازيك وبماذا ... كل يوم يمر أذكرك وأذكر والدي الرجل التقي والجليل والقدوة الحسنة لي في الحياة والعمل والكفاح ، فقد زرعتم فينا أنا وأخوتي الامانة والشرف والنزاهة والاستقامة وأحترام الكبير ومراعاة الصغير ومناصرة الضعيف والمظلوم ومساعدة المسكين والتوكل على الله والاعتماد عليه وعلى الصبر وحب الناس والاكتفاء بالمقسوم وبما كتبه الله لنا من رزق ، ...فليرحمكم الله ويغفر لكم ويسكنكم فسيح جنانه..... وفي عيد الأم وفي سائر الايام أذكرك دوما وأدعوا لك . فدعيني ياأمي أناديك بكل الكلمات أنادي المولى والرحمن وأدعوا لك ولوالدي وفي هذه الليلة المباركة من شهر رجب بالرحمة والمغفرة فخذيني معك للجنة فالجنة تحت قدميك أماه ياهمس القلوب، يابسمة الحب الرطيب ، أماه ياقيثارة الأنغام في الزمن الرتيب ، عيناك حانيتان دافئتان مشرقتان بالسحر العجيب ، تاهت بذكراكم الشجون ، وأورقت احلامي الخضراء في أحلى خصيب ، أماه ياهبة السماء ، يانعمة ضاء الوجود بها ، وأضحى في هنا ، كفاك ترعاها السماء بكل أصناف العطاء ، فما أحلى ترانيم النداء فقد ربيتينا ورضعتينا وزرعتي أحلامنا... وقد قيل عن الام عبر التاريخ الكثير ، بأنه ليس في الدنيا فرح يعدل فرحها حين يحالف أبناءها التوفيق والنجاح ، وأنه لاتوجد وساده في العالم أنعم من حضن الأم ولا وردة أجمل من ثغرها ، وقيل أن الرجال من صنع أمهاتهم ، وأفضل ماقيل في الشعر هو : الأم مدرسة أذا أعدتتها أعددت شعبا طيب الاعراق ولعلى أفضل من جسد الوطن بالأم الشاعرالعربي شاعر القضية الفلسطينية الراحل محمود درويش حين قال : أحن الى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي وتكبر في الطفولة يوما على صدر يوما وأعشق عمري لاني أذا مت أخجل من دمع أمي ومات درويش شاعر القضية الفلسطينية...ولم ترجع أمه فلسطين وختاما أجد نفسي في مقولة جبران خليل جبران «بعد والدتي...فقدت يدا حانية كنت أجفف بها عرق المسير» فألف رحمة ونور على قبر أمي وأبي وعلى كل أم نفتقدها وخير مانملكه هو الدعاء لوالدينا بالرحمة والمغفرة... وتهانينا لكل أم بذكرى 21 مارس