ركب الجميع السفينة وركب الأب الصالح ومعه ابنائه عدا من تخلف منهم وركب الناس والدوآب من كل زوجين اثنين. كانت هذه فرصة لنجاة عندما مد الاب يده لأبنه يا بني اركب معنا ، ولكن الأبن ظن أن هذه الفرصة مثل غيرها من الفرص في التعويض والتكرار فقال لابيه سآوي الى جبل يعصمني من الماء. "وكانت النتيجة لا عاصم اليوم من امر الله" إن التخاذل في الامور الحاسمة سبب لهلاكنا المحتم وسبب وقوعنا في ما نحن فيه اليوم بل وسبب في ما سنكون عليه غداً. وإن تاجيلنا للأعمال التي لابد ان نقوم بها في اقرب وقت لا مبرر لها الا الفشل والفرص التي تمر علينا باليوم الواحد هي من يجب ان نودعها لانها قد لا تعود ابداً. لطالما الحياة منحتنا الفرص على المشاركة والخوض فيها ،وكم كنا اغبياء فعلاً عندما ضيعنا تلك الفرص التي لا تعوض ولا تتكرر. كم كنا مقفلين حيناها عندما لم ندرك أن فُرص هذه الحياة ممنوحة لنا ويستحيل رفضها من عاقل. نعم العقلا فقط من يدركون ان كل ساعة تمر عليهم هي فرصة ثمينة يستحيل تضييعها. تجدهم يسابقون الزمن بدون كللٍ او ملل واعيُنهم دائمة النظر في ساعاتهم. تجدههم لا يقفون في مجالاً واحد ولا ينظرون الى الامور من زاوية واحدة ولا يستصعبون البعيد ولا يستهينون القريب. فأن إفناء حياتهم بطريقة واحدة وأسلوب واحد سيحرمهم الفرص والتحديات التي تثري رحلتهم. وكم منا اليوم من يسوف ويضيع الفرص الثمينة من بين يديه ولسان حالنا يقول سنآوي الى جبل يعصمنا من الماء