حصد الارواح تحت مسميات النضال وظيفة من لا وظيفة له وتجارة من لا تجارة له وتحت الف مسمى من مسمياتهم الرنانة تموت اضعافها من الارواح بدون حول ولا قوة وتتيتم براءة الاطفال وتتارمل احاسيس النساء وتخور قوى وعزائم تلك العجوز حتى الموت ، ولم يبقى على قيد الحياة إلى المزمجر تحت ضلال وسادته الذي مازالت مصالحه على قيد هذه المسميات الرنانه. اما عن اولئك فقد ذهبوا ودموع امهاتهم على تلك الخدود الطاهرة والعبرات لم تتجاوز حناجرهن ، تركوا انغام اصوات اطفالهم ليستمعوا الى اصوات طبول المدافع والدبابات ، تركوا دفئ احضان زوجاتهم ليحتضنوا جحيم الحروب وويلاتها انطلقوا خلف تلك الشعارات والمسميات الزائفة ولعلهم يظنون أنها سياحة أو أن من دعاهم سيقدم لهم باقات ورد حمراء أو جوائز قيمة تليق بتلك الدماء التي ستراق اليوم أو غداً. انطلقوا مخلفين بعدهم الحسرات والاهات والدموع والويلات حاملين في طياتهم الموت وليس هناك إلا الموت ، لم يتمهل الواحد منهم وينظر إلى الخلف قليلاً ، ولو أنهم فعلوا وتأملوا بعين العقل لما سمح الواحد منهم أن يراق دمه مقابل أن يبقى كرسي وعرش فلان ومصالح ذاك الذي اخبرهم بأن افضل ما نقدمه للواطن ارواحنا حتى ماتوا جميعاً ولم تبقى إلا روحه. اما بين شواهد البنادق وشواهد القبور نسمع ونشاهد قصصهم وحكايتهم واكفاننا بايدينا كل واحد منا ينتظر دوره هذا إن تركوا لنا كفناً تحت اللحود ، فكلنا مستدهف من قبل هؤلاء المستهترين بأرواحنا وارواح اولادناء ولكن اذا وجد من يعي ويفهم بل ويغرس في اوساط المجتمع حقيقة هؤلاء وما يعبثون به في بلادنا بشعاراتهم ومسمياتهم الزائفة ليعلم الصغير قبل الكبير أن الفتنة لا تميز أحد والضحية غير محدودة والبلاد على كفة شيطان ، والله من وراء القصد.