حنين جارف للعودة إلى ممارسة مهنة عشقها لعقود واخلص لها فكتبت اسمه في ذاكرة المدينة ومتذوقي الطعام. الحاج/ عبدالله أحمد عبده حسن صاحب مطعم القرن، أشهر مطعم في مدينة عدن والذي اصبح معلما من معالمها الكثيرة، حجز له مساحة في ذاكرة المكان وشجن وشوق بذاكرة كل من تذوق مأكولاته. كان مطعم القرن واحد من الامكان التي يحرص كل من مر من مدينة عدن أن يتذوقه، بل كان الزبائن يقصدونه من جميع المحافظات، حتى الانجليز كانوا يفضلون أكلاته عن باقي مطاعم المدينة. الشيف القرن.. خبرة أكثر من نصف قرن في الخمسينيات كانت البداية .. حيث وقف الفتى اليافع عبدالله والى جواره اخاه أمام المحكمة السابقة في مديرية صيرة ليبيعان ما يصنعانه من وجبات ، غير أن القدر اختار أن يواصل عبدالله مسيرته وحيدا بعد ان توفي اخاه. لم يكن يمتلك وثائق واوراقا رسمية لذا ترك المكان، وانتقل بعدها إلى المكان الاشهر في عدن ، سوق كريتر وهو المكان الذي ظل وفيا له لعقود حتى اصيب بجلطة اقعدته في منزله وبعدها توفئ الله يرحمه. لكن المشوار لم ينتهي هنا ، لقد استلم ابنه عادل الدفة واستمر في مسيرة جديدة فقد كان يجيد فن الطهي التي اكتسبها عن والده. مرة اخرى ابت الاقدار إلا ان تضع حدا لمشوار القرن ، فاغلق المطعم واتجه عادل للعمل في احدى المطاعم ك شيف بعد ان كان صاحب مطعم بسبب الغلاء وارتفاع الاسعار. عروض كثيرة حصل عليها عادل داخل البلاد وخارجها لكنه فضل العمل هنا حفاظا على اسم وتاريخ المهنة والمطعم الاشهر في المدينة. لقد اكتفى بما يحصل عليه مقابل عمله يكفيه واسرته ويأمن لهم حياة جيدة. القرن ظل يستخدم نفس اواني وادوات الطهي " المقلاه" شولة تسمى "بم" تعمل بمادة الغاز.. إنه يعتقد بأن هذه الاواني والطرق يمنح الطعام رائحة ومذاق متميز .