كانت تقول لي لا.. لن أحبك بخوف كما تفعل الأخريات لن أرضخ لعادات هذا البلد، ولن تحطمني أعرافه الساذجة لن أكتفي برسائك ليلاً، ولن أجعل ذروة حبنا مكالمة هاتفية.. لا يمكنني أن أحبك بعادية بل يستحيل عليّ فعل ذلك.. لست جبانة بالشكل الذي يجعلني أضع كلمة سر خاصة لاحاديثك، ولا حمقاء لأهاتفك بأسم صديقة لي، بل سأهاتفك بحرية، سأهاتفك بجوار امي وشقيقتي الكبرى، بجوار والدي المسن وأخي العشريني، سأهاتفك بجانب الأصدقاء و أي غريب عابر سأهاتفك دون أن تهتز خصلات شعري التي ستبعثرها يوماً بأناملك... سأهاتفك بالحرية المطلقة وسأهمس "أحبك" في نهاية كل مكالمة نُجريها.. سيكون أسمك في سجل هاتفي "حبيبي" وبجانبه قلب أحمر يحرسك سأزين بروفايلي بصورتك التي أحبها، سأنام على تسجيلك الصوتي وأصحو على ذلك.. سأحبك كما أشتهي سأعقد معك موعداً غرامياً، موعداً يكون لأجلك أنت موعداً لا اتذرع فيه لن اتذرع بمحاضرة جامعية لأقابلك لن أشرك صديقة لي بالخروج لن أكذب لأنال معك ما أريده بل سأتي إليك بصفة العشيقة وليعلم الجميع أيها العالم هناك حب ينتظرني! وسأقابلك.. سأقابلك بلا صديقة تراقب المكان، بلا صديقة تتحرأ مجيء أي بشر لن يخيفني أي شرطي ولن أحضنك بعد أن أضع في جيبة مبلغاً بسيطاً..بل سأحضنك أمام هذا العالم، وسأقبلك حيث أشاء، في الزقاق المؤدي لحي الفقراء، في طاولة مطعم بلا ستار، سأقبلك امام مبنى كلية الحقوق، أمام أشجار البرتقال، أمام بائع الايسكريم، أمام نظرات المارة، أمام ضحكات الأطفال، أمام المراهقين وكبار السن لن يجتمع الرعب وحبك في قلبي اما حبك أو حبك لا مجال فيه ليستوعب غير ذلك، لأنّي سأحبك حتى آخر رمق لي، حتى تنفذ الدماء من الاوردة، حتى يعلن القلب آخر نبضة، حتى ترفع الحياة رايتها البيضاء، حتى يعم الضباب الأرض، حتى تُشعل نار عدن، حتى ينسل المجرمون من كل واد ولكني كنتُ أجيبها؟! لا تتهوري فأنتِ تعرفين أننا في اليمن...!! نسيم_الصناعي