لم تخلو عبارة لكاتب أو خطيب أو قائد سياسي أو مذيع .. الخ من اليمن من الإشارة إلى أن ( إعادة تحقيق وحدة اليمن ) تمثل أعظم منجز تاريخي جرى تحقيقه في القرن العشرين، أما شعبنا في الجنوب فلم يرى في تاريخه أسوأ مما راءه وعاشه واقعاً منذ نكبته في 22 مايو 90م ، وهنا الفارق الذي يؤكد عدم التجانس بين الشعبين في الجنوب العربي وما يسمى اليمن. فحيث ما لمست تمجيد ومناصرة وفرحة تعم اليمن فأعلم أن نقيضها يوجد في الجنوب العربي بل خذ قاعدة ( الشيء ونقيضه ) وطبّقها حرفياً على كل شيء مرتبط بالإنسان في اليمن أو الجنوب العربي أو قل حضرموت الكبرى وهي التسمية المناسبة للجنوب كما أرى ، أنتم كمن يحرث في البحر أيها المهوسون بالنعمة التي جنيتموها من الجنوب وحرمتم أهلها منها ، لقد تماديتم في نهب خيراتنا.
لن نصغي لمواعظكم وخطاباتكم ومختلف أجهزة أعلامكم ، فكل كلمة تخرج من أفواهكم وأجهزة أعلامكم لن نسمعها ولن نأخذ إلا العمل بنقيضها ، أنتم جعلتم من كوارثنا أعياد لكم ، وجعلتم من مآسينا وأحزاننا مواسم أفراح لكم ، وجعلتم من فقرنا وشظف حياتنا نعمة ورفاهية في حياتكم ، إن الصلة الرابطة بين الشي ونقيضة هي الرابط الذي سيظل قائم بيننا وبينكم حتى نفك عرى تلك العلاقة المفروضة علينا بقوتكم.
أعلموا أن عوامل القوة تتغير بين وقت وآخر ، وشواهد التاريخ كثيرة إن أردتم الاتعاظ بها، فلا توغلوا في إيذاءنا فنحن بشر نحس ونتأثر لكننا لا نذهب الى فكرة الانتقام لأننا قد غادرنا حياة الغابة التي لا زلتم فيها ، نحن نكتفي بالفعل الذي نستعيد به حريتنا وكرامتنا ، ونحذّركم من الوقوف في وجوهنا للحيلولة دون تحقيق هدفنا ، وننصح بعدم تكرار تذكيرنا بعظمة كوارثنا المتمثلة في عظمة إنجازاتكم الوهمية ، نعلم أنكم تسخرون من كتاباتنا التي نستعرض فيها آلامنا لأنكم غير عابئين بمعاناتنا.
أعلموا أنكم لم تخلقوا لتقودوننا ولم نخلق أتباع لكم ، وإن حقدكم علينا هو عقدة نقصكم أمامنا، تعلمون أنكم لا تستطيعون إذلالنا مهما امتلكتم من مصادر قوّة فقد فقدتم الحكمة التي لا يقاد الإنسان بغيرها ، واخترتم من لا يقول لا ليكون قريناً لكم فبئس لكم ولقرينكم ، نحن ماضون في سبيل تحقيق انعتاقنا بعد أن وصلنا الى زمن يحكم فيه العبد على سيده .