ضمن مشروعها التدميري سعت المليشيا الحوثية وعلى مدى 5 سنوات من انقلابهم المشؤوم إلى تدمير الهوية الوطنية وطمس الإرث الثقافي والحضاري للدولة اليمنية، بل وعملت ولا زالت على ترسيخ الطريقة الايرانية، وبالذات الخمينية في تجريف الحياة الاجتماعية والثقافية لليمن وحضارتها وإرثها التاريخي. فلقد عمدت مليشيا الحوثي الانقلابية مبكّرًا على تغيير كثير من الأفكار وسياسة الدولة، فكانت العملية التعليمية في صدارة استهدافها.. فعملت على استقطاب وإغراء البعض بالمال والبعض بالقوة والسلاح للعمل في صفها وتحت إدارتها ليتسنى لها تمرير مشاريعها الخبيثة.. حيث عملت على زرع الفكر الحوثي والأفكار الخمينية في عقول الطلاب والناشئة، لأنهم التربة الأخصب لتلقي المعلومات وغرس الأفكار ، فكان أن أقامت هذه المليشيا العديد من الدورات الثقافية والإعلامية وهي في صميمها دورات أيديولوجية بحتة، تُلزم أتباعها بقراءة ملازم سيئهم الهالك حسين الحوثي، والفكر الخميني وملازم قُم وكتب الشيعة، بل وصل بهم القبح إلى إلزام عقال الحارات وموظفي المؤسسات الحكومية للالتحاق بهذه الدورات، في محاولة منها لتغيير هوية الشعب اليمني واعتزازه بوطنه وعقيدته بالمنهج الخميني الفارسي .. كذلك استغلت المنابر الإعلامية والمدارس والجامعات والمساجد لغرس أفكارها، وأقامت العديد من المراكز الصيفية لحشو أدمغة الطلاب والمغرر بهم بأفكار الخرافة والولاية والغدير والحق الإلهي وأفضليّة الحاكم واصطفائه.. ما قامت وتقوم به هذه المليشيا الارهابية هو تجريف متعمّدٌ لإرث اليمن الحضاري ومحاولة منها لتشييع اليمن، وتفكيك النسيج المجتمعي ومحو الهوية اليمنية الثقافية وارتباطها بمحيطها العربي وجعلها ولاية فارسية خمينية تتبع نظام ولاية الفقيه.. وهذا ما فعلته هذا الجماعة أخيرًا بعهر سياسي، باستقبال مندوب إيران، حيث عينت إيران سفيرًا لها في صنعاء، بل حاكما عسكريا يدير ولاية اليمن. عملت مليشيا الحوثي منذ اجتياحها صنعاء على إغلاق كل وسائل الإعلام والمؤسسات الإعلامية وصادرت الصحف ودور النشر ، وكل ما له صلةٌ بالفكر والثقافة والإبداع، بل وأحدثت تغييرًا كبيرًا في المناهج التعليمية، وذلك حين أسندت وزارة التربية والتعليم ليحيى الحوثي شقيق السيء عبد الملك الحوثي، لإفراغ التعليم من محتواه الوطني وطمس الهوية اليمنية والذات اليمنية. حيث استبدلت المناهج الوطنية بمناهج طائفية ذات صبغة سلالية تمجدُ الحرب وثقافة الدم والسلام، وتنسف وتشوّه كل تاريخ اليمن القديم والحديث، بل وتطعن في رجالات اليمن ومفكريه وأحراره، ورموز النضال الوطني، وأن ثورة 26 سبتمبر كانت مجرد انقلاب على الإمام ولا يجوز الخروج عليه، ظنًّا منها أنها ستقضي على هوية اليمن الحضارية وإرثها الثقافي، وتستبدله بفكر مشبّع برائحة الدم واحتقار الآخرين، وتقسيمهم لسادة وعبيد. وما تفعله إيران في اليمن، عبر مليشياتها الإرهابية التي تريد أن تطمس الهوية اليمنية لصالح العمامة الفارسية..يأتي في سياق طمس الهوية اليمنية. صحيح أن هذا هو واقعنا المؤلم، وما يحدث فعلًا، ولكن.. سيخرج من صميم اليأس جيل مريد البأس جبارٌ عنيدُ يقايض ما يكون بما يُرجّى ويعطفُ ما يُرادُ لما يريدُ .. كما قال شاعر العراق محمد الجواهري ستنهض اليمن من جديد وستكنس عصابة الحوثي وسلالتها وفكرها القذر إلى مزبلة التاريخ..