ثلاث ساعات من القتل الوحشي خاضتها فرقة آمون التي يقودها "رمسيس الثاني" أمام جحافل "الحيثيين" في معركة لا يعرف إلا الله إلام تنتهي إذا لم تلمع فجأة عند الأفق اعلام فرقة بتاح، فوجد الحيثيون أنفسهم محاصرين من جميع الجهات، فبدأوا يرتدون إلى ما وراء الأسوار المنيعة لمدينة "قادش"، ووسط آلاف الجثث للرجال والخيول وأنين الجرحى يسمم سكون الليل تنهدت توطئة لأن أقول لرمسيس: -أتكلم، ولا أتكتم؟ -ففتح إحدى عينيه المغمضتين من التعب، وقال: -أتكلم... وتكلمت، ولأول مرة أخذ برأيي، وعدنا في الصباح ولم ينس رمسيس أن يربط جماعة من الأسرى إلى عربته ليكونوا عند عودتنا برهانا على نصرنا العظيم. -الكاهن: موش قلت لك يا مولانا إن آمون ح ينصرك؟ -أيوه.... فعلا ضروري ابني له معبد. فرمقه الكاهن عاتبا: -معبد واحد يا مولاي؟ -فلم يجبه رمسيس والتفت إلي قائلا: -كتبت تقريرك؟ -أيوه يا مولاي، ونشرت ورقة البردي ورحت اقرأ عليه وصف المعركة حتى وصلت إلى الفقرة التي تقول: -وقد كانت شجاعة جلالته هي التي أنقذت جيشه واستطاع بفرقة آمون وحدها أن ينتصر على ألف عربة من عربات الحيثيين، وذلك بأنه. . . . -وقاطعني رمسيس قائلا في استياء: -ألف عربة؟ انته بتخرف بتقول إيه؟ -آمال كام يا مولاي؟ -أنا عادهم ألفين بالراحة! -نخليهم ألفين.. -حتى يمكن أكتر! .. -نخليهم ألفين وخمسمائة؟ -يادوب. . . وتفكر لحظة ثم قال: -وإيه حكاية "فرقة آمون" دي؟ هي الفرقة عملت حاجة؟ أنا اللي غلبت الحيثيين لوحدي، هو انته ماكنتش معانا ولا إيه يا حضرة المؤرخ؟ وأصارحك القول بأنني اغتظت. . . وقلت: -تحب جلالتك اكتب أنك فتحت قادش كمان!!؟ فنظر إلي نظرة منكرة نصحتني أن انصرف من فوري لكي أعد التقرير.