كتبت مقال الاسبوع الماضي في صحيفة عدن الغد بعنوان ( لماذا يتمنى الشعب عودة النظام السابق ) وبينت أسباب فشل النظام الحالي في تحقيق نظام الدولة وقد نعذر هذا النظام لأنه عائش بين فكي كماشة مليشيات . إضافة إلى دول أخرى تغذي هذه المليشيات لإفشال تحقيق الدولة . فالدولة غائبة ومنذ أكثر من ست سنوات سواء فشلت أو أفشلت . سنة تلو الأخرى ونحن منتظرين هذه الدولة والعيش تحت مظلتها ولكن للأسف طالت المدة وتفاقمت معها الأوضاع المعيشية وأصبح حلم الدولة يتلاشى. وهو ما جعل الشعب يندب حظه في أضاعت تلك الدولة من بين يديه أضعنا الدولة وهيبتها أضعنا النظام والقانون أضعنا وطن بأكمله . اليوم لا يجد الشعب سواء البكاء على إطلال الدولة التي كان يعيشها إبان نظام صالح. صالح كان حاكم دولة لها هيبتها ولها نظام من حديد كما يقال . الذي كان أن يفترض قبل حلول هذه النكبة التي اصابتنا أن نطالب بتغيير صالح اذا كان هو فاسد . ونبقى على ذلك النظام والقانون. لكن اسقطنا النظام وسقطت معه الدولة التي نندبها ونبكي عليها اليوم . كيف لا ابكي تلك الدولة وانا عشت أيام فيها أصبحت عندي اليوم حلم أن أعيش جزء بسيط منها . كيف لا ابكي واعظ انامل الندم عندما استذكر الجيش الجرار الذي كان يهز العرض في ميدان السبعين . واستذكر السفر من صعدة الى عدن دون أن أظهر بطاقتي لأحد لمعرفة منطقتي من أجل الاستفزاز والعنصرية . كيف لا ابكي وانا لم اسمع خبر قط على الراتب في الصحف والمواقع وكان يأتي بكل شهر دون الانتظار ثمانية أشهر لذلك. كلما نستذكر شي عن الدولة التي كنا نعيشها يصيبني ما أصاب الجاهليين في شعرهم عندما كانوا يبكون على إطلال بقايا المنازل متأسفين على رحيل اقوامها . فنحن اليوم نبكي حسرة وألم على إطلال دولة كنا نعيشها ونستذكر ذكرياتنا معها.. فمن يمسح دموع الحسرة من على اوجاننا بإعادة لنا الدولة مثل ما كانت سابقآ. حلم ننتظره بفارق الصبر