نجح مسلسل "حكاية بنت إسمها ذات" الذي تقوم ببطولته الفنانة نيللي كريم في أن يعبر بصدق عن التحولات التي شهدها المجتمع المصري بدرجة كبيرة من الواقعية، برغم إستعراض نحو 3 عقود من الزمان في 9 حلقات فقط. "ذات" التي قدمت دورها نيللي كريم هي محور أحداث المسلسل، هي فتاة من خلال حياتها نشاهد ما يحدث في المجتمع المصري، فيما كانت نيللي في افضل حالتها التمثيلية حيث أجادت تقديم الدور بشكل لافت وظهر أدائها مقنعاً، فهي تعرضت للختان في طفولتها، بسبب قناعات والدتها البائدة، عاشت مرحلة تردد خلال دراستها الجامعية، لم يكن لها موقف سياسي، لم تطلع على كتب سياسية، ووافقت على الارتباط بأول شخص تقدم لخطوبتها بعدما وصلت لعمر ال21 عاماً من دون أن ترتبط، في الوقت الذي ارتبطت فيه زميلاتها.
الصورة المختلفة التي قدمتها مديرة التصوير نانسي عبدالفتاح تحت إدارة المخرجة كاملة ابو ذكرى، عكست التطورات التي شهدها المجتمع المصري على جميع المستويات سواء السياسية او الاجتماعية، فخلال حلقات العمل توقف المسلسل أمام العديد من الاحداث الهامة، وبرغم استعراض بعضها سريعاً لكن ما يحسب لفريق العمل هو عكس التنوع في الاراء من خلال اسرة "ذات" وأصدقائها، ففي المرحلة الجامعية على سبيل المثال كان الشباب يترقّب حرب تحرير سيناء من الاحتلال.
مزجت الصورة الدرامية المختلفة ما بين المشاهد التي تم تصويرها لأبطال المسلسل ومشاهد الفيديو الارشيفية التي قدمت مجموعة لقطات ارشيفية لكافة الاحداث الهامة، حيث عرضت لقطات ارشيفية لرفع علم اسرائيل على سفارتها بالقاهرة حيث ظهرت سيدة وهي تقف في شرفة منزلها تبكي في الوقت الذي يحتفل فيه الاسرائيليين برفع العلم في القاهرة، وغيرها من اللقطات لانتفاضة 1977 ضد غلاء الاسعار والتظاهرات الطلابية والبانورامية للمجتمع المصري في تلك الفترة.
الاحداث الهامة التي توقفت عندها السيناريست مريم نعوم في كتابتها لم تكن أحداث سياسية فحسب، ولكنها اهتمت أيضاً بالأحداث التي اثرت في المجتمع، فلم تغفل وفاة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، أو جنازة العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ وما أصاب المجتمع المصري من حالة حزن عامة.
لم يغفل فريق عمل المسلسل التعبير عما كان يدور في المجتمع من تأثر بالفن، فبطلة الاحداث "ذات" قامت بشراء باروكة ميرفت امين في بداية السبيعنات حيث ظلت ترتديها عدة سنوات في الاحداث، بينما ظهر حديث زوجها عبدالسلام – يجسد دوره باسم سمره - وهو يطلق سوالفه بنفس الطريقة التي اطلق بها الشباب في تلك الفترة سوالفهم، كذلك حديثه المازج بين العربية وبعض الكلمات التي يحفظها بالانجليزية.
عبدالسلام الذي ظل في الحلقات يبحث عن إنجاب الولد من زوجته "ذات" ليحمل اسمه عبر عن طبيعة الرجل المصري في تلك الفترة الذي يبحث عن الولد باستمرار ويحمل زوجته مسؤولية عدم إنجابه، فيما كانت ملابس "ذات" تعبير عن التغيير الذي طرأ على ملابس المراة المصرية، حيث كان ترتدي الملابس القصيرة في بداية السبيعنات ومع بداية الثمانيات بدأت بإرتداء الملابس الطويلة.
واظهرت المعالجة الدرامية للرواية انتشار الحجاب في تلك الفترة من خلال زوج بدرية طلبة التي قدمت دور موظفة مونتاج في ماسبيرو وزميلة ذات في العمل، حيث عاد زوجها من الخليج وقام بشراء مجموعة من أغطية الرأس لها وطلب منها ارتداءها لأن شعر المراة عورة، وهي الاحداث التي وقعت بالفعل في هذه المرحلة.