في العدد( 193) من صحيفة عدن الغد الصادر بتاريخ 28/ا/2013م تناولت موضوعا بعنوان "قطر في دائرة الشبهات " وفيه أشرت الى التحرك الحثيث الذي يبديه قادة هذه الدويلة الصغيرة مع كبار العالم وكأنهم يحملون وكالة شرعية عن القادة والشعوب العربية ,وأشرت فيه الى الاداء القطري اللافت والغير مسبوق في الدول التي شهدت ما افترضناه مجازا ربيعا عربيا , وبعد ذلك ايضا , مع ان كل هذه الدول اليوم تعيش حاله قلقل لم تشهدها مطلقا من قبل , والأبرز كانت في اشارة الى ان تم مخطط لسايكس بيكو جديدة تلوح في الأفق العربي والدور القطري الجلي في مثل هذا المخطط. اليوم المحروسة مصر تشتعل , ومن يشعل الحرائق في أرض الكنانة هم الإخوان المسلمون بعد ازاحتهم من السلطة التي فشلوا في ادارتها تماما ,وقد جاء اقصائهم عبر خروج شعبي لم تشهده المحروسة مطلقا.
ولكن الأكثر اثارة في الأمر هو الحضور القطري البارز والداعم للإخوان المسلمين الذي يتبث كل تاريخهم وسلوكهم على الرقعة المصرية ,اليوم انهم يصرون على قيادة مصر الى المجهول ,وبحسب السيناريو الذي خطة اسموا مشروع الشرق الأوسط الجديد بالأمس ,وهؤلاء تفضح نواياهم السوداء تصريحاتهم السمحة والسخيفة تجاه الأحداث المتصاعدة في أرض الكنانة كما نلاحظ جميعا ..
خلال هذه الأحداث المصرية الأخيرة تابعت وباهتمام كبير تصريحات ولقاءات متلفزة مع طلائع النخبة المصرية ,وبني هؤلاء الخبراء والاكاديميين والاعلاميين البارزين وكبار العسكريين والامنيين المصريين وسواهم, ولفت انتباهي انه نادرا ما فاتت أحدهم الإشارة الى دويلة قطر ودورها المشبوه والمدمر الذي تلعبه في هذه الأحداث المصرية المأساوية , بل وبكل غضب وحرارة تطرقوا الى بعض تفاصيل الادوارالقذرة التي تلعها في هذا السيناريو الأسود الذي يمكن ان يقسم ظهر مصر العروبة وشعبها !
لقد عودتنا المحروسة مصر بشعبها البسيط وجيشها ونخبها وقادتها انها جدار منيع على الاختراق , وانها الصخرة التي تتكسر تحت أقدامها كل المؤامرات والدسائس, بل واوضحت وبصوت عال هذه الدويلة النشاز" قطر" وما تفعله في جسم أمتنا العربية والإسلامية ,وهذا أمر اكثر من خطير ولاشك من دولة عربية !
لماذا تلعب قطر مثل هذا الدور المشين والخياني بحق اشقاءها ؟وماذا تستفيد من وراء ذلك اصلا؟ أو هل بالفعل لأجل الدين والاسلام كما تدعي قطر عبر دعمها مرتدي عباءة الاسلام زورا بل واتبتث كل ممارساته انه مجرد أداة مطواعة لأعداء العروبة والاسلام ! حتى وان أدعي بعض منتسبي هذا التيار ان لا صلة لهم مطلقا بالخارج فأن رؤوس الافاعي فيه مرهونين لهذا الخارج شاءوا أم ابوا .. وما يجري على أرض المحروسة مصر يتبث كل ذلك كما نعايش جميعاّ. اليوم مصر تتأجج , وتونس تصطلي رويداّ رويداّ , وليبيا تندد بالانفجار , ونحن هنا في قائمة الانتظار , اما سوريا فقد ولجت ابواب الجحيم من واسعها ,فلاهي طالت ازاحة نظام عدته دكتاتورياّ, ولا هي تنعمت بالأمة والاستقرار , بل ومع مرور الأيام يزداد الأفق السوري سوادا., وكل التقارير والشواهد وتصريحات الاختصاصيين تشير صراحة الى مثلث الدمار الذي تمثل دويلة قطر أحد اضلاعه, وتركيا الضلع الأخر ,ويأتي الضلع الثالث في الدوائر الكبرى التي رسمت لسيناريو قلاقل الرعب والقتل والفتنة الطائفية في جسد أمتنا العربية والاسلامية لتمزيقها .
اللافت ان هذه الدويلة المشبوهة "قطر" تولي رعاية وعناية غير اعتياديه بإحدى الاحزاب الفاعلة في رقعتنا الجغرافية هذه , مجمعيات هذا الحزب ومؤسساته وقياداته تتلقى الأموال الطائلة من خزانة الموت هذه , ناهيك عن .المدد.. المادي وأشكال الدعم التي تتلقاها جمعياته للأنفاق على بؤساء هذه الأرض ومن جانب اخر لشراء ذممهم وولاءهم لهذا الحزب ولننتظر ما سوف يجيئنا من وراء هذه الدويلة التي غرقت في مستنقع الفضيحة من رأسها حتى اخص قدميها ولننتظر دورنا وحسب !