كشف الدكتور عبدالله الشليف رئيس منظمة رقيب لحقوق الانسان ان ضحايا الالغام الفردية وبقايا المواد الغير منفجرة بلغ 39 حالة منها 6 حالات موت بينها طفل وامرأة و33 حالة اصابة وتشويه واعافة، جاء ذلك في حفل اشهار تقرير رقيب للالغام في مناطق ارحب ، نهم وبني جرموز الذي اقيم اليوم في العاصمة صنعاء ، حيث ذكر الشليف بالارقام عدد الإعاقات الناجمة عن الالغام الفردية من الاطفال والذين بلغ عددهم 7 بينهم قتيل و 3حالات تشوه و3 إعاقات دائمة. كما ذكر ان النساء هم الفئة الثانية الاكثر تعرضا لانفجارات الالغام تنيجة خروجهن المستمر لرعى المواشي وجلب الماء والحطب والمساعدة في الاعمال الزراعية حيث ان عدد الضحايا قد بلغ 3 حالات منها حالة موت واحدة وحالة تشوه واحدة بالاضافة الى اعافة دائمة, واضاف الى ان هناك 3 حالات اخرى مؤكدة لنساء اصبن بالالغام الا انه لم يتم توثيقها ، بالاضافة الى تلف المزارع وهجرانها وخطورة الطرقات المليئة بالالغام. وعبر رئيس المنظمة في كلمته عن حجم المعاناة التي تعيشها مناطق ارحب ونهم وبنى جرموز جراء وجود الالغام الفردية وبقايا القذائف الغير منفجرة وما سببته من مأسي في حياة المواطنين وخاصة الاطفال والنساء. مشيرا الى ان الحرب والنزاع قد انتهى في تلك المناطق الا ان الالغام مازالت تحصد ارواح واطراف المدنين.
وقام الشليف باستعراض مواد التقرير والمنهجية التي اتبعتها منطمة رقيب في صياغة تقرير الالغام من مقابلات وزيارات ميدانية للضحايا واسرهم وشهود العيان من ابناء تلك المناطق. منوها الى ان الاحصائيات والارقام المذكورة في التقرير موثقة لدى المنظمة وان هناك حالات اخرى لم تذكر في التقرير لعدم الحصول على الوثائق لاثبات الحالات. وأكد رئيس المنظمة ان المصابين من ضحايا الالغام لم يتلقوا أي رعاية رسمية سوى بعض الإعانات من منظمات محلية لا تكاد تفي بالغرض فيما يعاني المصابون من حالات نفسية وشعور بالنقص وعدم دمجهم بالمجتمع وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم ونوه الى ان معظم أولئك الضحايا كان يُعتبر العائل الوحيد لأسرته وهو ما يضيف عبئاً كبيراً لهذه الأسر المطحونة بالظروف المعيشية أصلاً.
وكشف الشليف عن عزم المنظمة تشكيل لجنة قضائية لرفع دعاوى لمحاسبة المتسببين وتعويض الضحايا ودعا الجميع لمساعدة المنظمة للقيام بحملة مناصرة لنزع الألغام الفردية من تلك المناطق كما دعا الحكومة -التي هي من الدول الموقعة على اتفاقية حظر الألغام الفردية بحسب قوله والتي التزمت سلفاً بخلو اليمن من هذه الألغام-دعاها للكشف عن خرائط زراعة الألغام ونزعها وتخصيص مساحات آمنة للأطفال والمواطنين، وتوفير الاحتياجات الضرورية للمصابين والمعاقين والمتضررين.
وشكرت السيدة دينا المأمون مسئول برنامج دعم حقوق الانسان في المرحلة الانتقالية التابع للبرنامج الانمائي للامم المتحدة (UNDP) منظمة رقيب على الجهود الكبيرة التي تبذلها في مجال حقوق الانسان بشكل عام وبالاخص في موضوع الالغام ، وعبرت المأمون عن تقدير برنامج دعم حقوق الانسان في المرحلة الانتقالية جهود المنظمة في اصدار مثل هذا التقرير الذي يساعد في نظرها على كشف الحقائق والوصول الى مثل هذه الارقام والاحصائيات التي لم تكن لتظهر لولا جهود منظمات المجتمع المدني في كشفها.
وأكد المدير التنفيذي في منظمة رقيب المهندس عارف الصبري على سعي المنظمة منذ إنشائها الى رصد انتهاكات حقوق الانسان خاصة في المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة دموية مثل مناطق ارحب ونهم وبني جرموز التي اندلعت فيها نزاعات مسلحة بين قوات النظام السابق والقبائل بعد أشهر قليلة من اندلاع ثورة الشباب الشعبية السلمية ومنها رصد حالات لضحايا الالغام التي لا زالت تحصد أرواح وأطراف الكثير من المدنين حتى اليوم .
وأضاف الصبري أن فريق المنظمة الراصد صادف الكثير من الضحايا الذين سقطوا نتيجة الالغام الفردية وبقايا المواد التي لم تنفجر والأدهى في الأمر بحسب قولة أن المدنين لا يزالون يعانون من تبعات وأثار تلك الالغام التي زرعت على الطرقات وفي المزارع القريبة من المعسكرات خاصة مع بقاء تلك الالغام المزروعة على ما هي عليه دون قيام الجهات المختصة بإزالتها ، وأكد انه ومع ازدياد أعداد الضحايا الذين تم رصد حالاتهم ومتابعتها من خلال فريق المنظمة في مناطق ارحب ونهم وبني جرموز وغيرها من المناطق في بعض المحافظات الأخرى ارتأت المنظمة إنشاء قسم خاص برصد وتوثيق ومتابعة جميع الحالات الخاصة بضحايا الالغام وفي جميع محافظات الجمهورية وتكليف فريق خاص بالمنظمة لرصد تلك الحالات وإيفاء المنظمة بها أولا بأول ، كما دعا المدير التنفيذي الجهات المختصة الى التفاعل مع تلك الأرقام التي تعرضها المنظمة سوآءا في هذا التقرير أو في غيره من التقارير من خلال العمل الجاد على إزالة تلك الالغام الفردية وبقايا المواد الغير منفجرة وتفعيل دور اللجنة المكلفة من قبل وزارة الدفاع بالتحقيق في مزاعم استخدام الألغام وتحديدمناطق زراعتها، وإرسال فريقها إلى تلك المناطق للقيام بعمل تقييم شامل.
وتخلل الحفل عرض ريبورتاج قصير حول مأساة المواطنين في مناطق ارحب ونهم وبني جرموز مع الالغام الفردية وبقايا المواد التي لم تنفجر ومعاناة بعض الضحايا في تلك المناطق الذين فقدوا اطرافهم نتيجة تلك الالغام ، كما تم في نهاية الحفل فتح باب النقاش امام الحاضرين من الباحثين والاكاديمين والاعلاميين ومن منظمات المجتمع المدني بالاضافة الى بعض ضحايا الالغام الذبن قدموا من تلك المناطق لعرض مأساتهم على الجميع والمشاركة بأرائهم في الحفل,