استضافت صحيفة ( الأمناء ) حلقة نقاش عن القضية الجنوبية شارك فيها كلاً من الصحفية الأمريكية لورا كازينوف مراسلة صحيفة ( نيويورك تايمز ) في صنعاء والخبر المكسيكي فرناندو منسق مشروع حل الصراع والنزاع في اليمن بحضور الأستاذ أحمد حرمل الناشط السياسي المعروف ورئيس تحرير صحيفة ( وفاق ) . وقد تحدث الزميل عدنان الأعجم رئيس التحرير بمداخلة رحب فيها بالضيوف الحاضرين قائلاً إن الحراك الجنوبي يناضل سلميا لكن الغرب لا يتعامل معه بينما يتعامل مع القوى القبلية العسكرية في الشمال باعتبارهم قوى تسيطر على الارض عسكريا.. محذراً من أن هذا سيدفع الجنوبيين الى خيارات اخرى ستجبر الغرب على التعامل مع الجنوبيون وهذه وقائع افرزتها الانتخابات والمبادرة الخليجية فحتى الغرب يعتبرون الجنوب الفرع والشمال الاصل. وأشار الأعجم إلى أن هناك ممارسات لا إنسانية ارتكبت بحق الجنوبيون من قتل وسحل وبطش ولم يتحدث احد عن هذه الجرائم اذا ان امريكا هي مع مصالحها ولا تحترم ارادة الشعوب ، فمن تعرض للظلم في الجنوب يمكنه ان يلجأ الى أي خيار متاح بعد شعوره بانه هناك من لا يستمع اليه. من جانبه قال الزميل أحمد حرمل إن الحراك الجنوبي لم يكن وليد اللحظة ولا هو نبتة شيطانية وإنما تعبير صادق لرفض شعب الجنوب للوضع الذي انتجته حرب 1994م العدوانية الظالمة التي حولت الوحدة الى احتلال وهو عبارة عن نضال تراكمي لشعب الجنوب بداء من موج الى حركة حتم واللجان الشعبية وملتقى ابناء الجنوب في صنعاء الى تيار اصلاح مسار الوحدة الى تاج وحركة المتقاعدين الى ان وصل الى وضعه الحالي. وأضاف حرمل : " نعرب عن اسفنا الشديد للموقف السلبي للادارة الامريكية والحكومة البريطانية من القضية الجنوبية ونؤكد لهم ان هذا الموقف مآله الفشلة " ، مستدلً بالموقف الامريكي والسعودي المعادي للحوثيين بأنه لم يستطيع ان يحدا من تمدد الحوثيين ولا تحقيق انتصارات، قائلاً ان شعب الجنوب لم يخرج الى الشارع ليستبدل طربوش علي عبدالله صالح بطربوش عبدربه منصور ولم يقدم شهداء لكي ترضى عنه الولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا ولكنه خرج الى الشارع في ثورة سلمية هي الاولى في الوطن العربي وقدم التضحيات من اجل استعادة الدولة . وأكد حرمل أنه لا يمكن لاي قوة على هذه الارض ان تفرض على شعب الجنوب الوحدة بالقوة فالقضية الجنوبية ستنتصر بقوة الحق والوحدة لن تستمر بحق القوة.. مشيراً إلى ان تطورات الاحداث التي شهدتها الساحة الجنوبية اثبتت صعوبة هيمنة الشمال على الجنوب وان هناك خيارين امام المجتمع الدولي في الجنوب، اما حراك واما قاعدة وعليه ان يختار. وناشد حرمل ممثل الامين العام للامم المتحدة جمال بن عمر وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ودول مجلس التعاون الخليجي لوضع مبادرة بحل القضية الجنوبية واعطاء فرصة للحراك لتعديلها والاضافة عليه بنفس القدر الذي اعطي للرئيس السابق علي عبدالله صالح والذي عدلت له المبادرة اربع مرات. الصحفية الأمريكية لورا كازينوف قالت إن الولاياتالمتحدةالامريكية باتت تؤيد الطابع الفيدرالي في اليمن مستقبلاً قائلة إن الحوار فرصة أمام الجنوبيين للحصول على الفيدرالية . وانتقدت لورا الخلافات بين القيادات الجنوبية قائلة أن وجود قيادة موحدة سيعطي فرصة للقوى الدولية لتفهم مطالب الجنوبيين وسيمكنها من إقامة علاقات مع الجهات الدولية بما قد يخدم القضية الجنوبية . وقدمت لورا عددا من التساؤلات حول الأوضاع في الساحة الجنوبية وفي عدن أجاب عليها الحاضرون . من جهته قال المكسيكي فرناندو إن الأمريكان والغرب يرون أن القيادات في الخارج نسخة من علي صالح ، لذلك على الحراك ان يفكر بطريقة تفكير الحكومات والدبلوماسيين . وأضاف فرناندو أن هناك تخوفا عند المجتمع الدولي من أن فك الارتباط قد يقسم البلاد إلى 8 دول قد لا يستطيعون التعامل معها .. قائلاً بأن البلد الوحيد الذي يريد أن يرى بلدين في اليمن هي السعودية . وقال إن الحوثيين في الشمال برأس واحد بينما الحراك بعشرة رؤوس .. محذراً من إيران تسعى لتأمين الحوثيين عبر زرع بؤر توتر في اليمن . وحذر فرناندو من أن قيام حرب بين القوى الكبرى مع إيران خلال الستة أشهر القادمة قد يؤدي إلى أن يعقد الغرب والسعودية صفقة مع المشير عبدربه منصور لوضع خطط وتأمين أنابيبهم بشكل جيد وهذا قد يتضمن إعطاء ضوء أخضر لضرب الحراك الجنوبي بكل قسوة .. إلا أن أحمد حرمل رد عليه بأن القضاء على الحراك لا يعني القضاء على القضية الجنوبية التي لن تموت إلا إذا أبيد كل شعب الجنوب . هذا وقد أثريت الجلسة بالمناقشات والمداخلات وتبادل الآراء فيما يخص القضية الجنوبية .