يقتلنا الحر..ويذيب ما بقي فينا من صبر..كنا نظن بسذاجتنا المعتادة أنها سويعات قليله وستعود تلك الكهرباء النووية التي يغدقون بها علينا..ولكن بقينا ولساعات طوال نترنح مابين الشمعة النووية والماطور النووي الذي خلفه لنا علي صالح وما بقي من لاعبيه المحترفين… كيف يبدو رمضان مختلف ..وكأننا في احد أعياد الميلاد ونحن نجلس حول مائدة الإفطار أو السحور والشمع والفوانيس تزين المائدة من كل مكان…حقيقه هو نوعا آخر من التدريب على الرومانسية اليمنية وبطريقة علي صالح أيضا… جميعنا كنا نتساءل ما هذا الأمر العضال الذي يجعلهم يقطعون عنا الكهرباء ..طوال 11ساعه متواصلة..ذقنا معها كل أنواع التعب والهلاك..وحتى الصيام أصبح مسابقه مارثونيه..او لعبة (غميضان)..أو كما تقول إحداهن ..(من لقي صاحبه حنجله) اذ لم يعد احد يرى أمامه من شدة الإعياء والعطش.. لم نكن نعي أنهم كانوا يخططون لحرماننا من متابعة انطلاق المجلس الوطني وتأسيسه…قطعوا عنا الكهرباء كعقاب جماعي..لكي نتأدب ونعود لرشدنا ..ونعلن التوبة النصوحة عما اقترفته إرادتنا للتغيير..وقلوبنا التواقة للحرية.. لم يهتموا كون هناك اطفال يعانون أمراض حرجه ..لا علم لهم بمجلس وطني ولا بنظام فاشل.. وكبار في السن قد يموتون بسبب ارتفاع الضغط او السكري او نوبة قلبية أثناء الصيام..هذا إن لم يموتوا من أكاذيب (عليهم) المختلقة يريدون ان يقنعوا الجميع ان عهد علي صالح ونظامه الموبوء كان عهدا ماسيا ..وان ما يحدث الآن إنما هو من صنع الثوار… ليلهج المواطن المسكين الذي لاحول له ولا قوة بأعلى صوته عد ياعلي فأنك سادس الخلفاء الراشدين…وأنت المهدي المنتظر كما يقولون…وليكفر بهذه الثورة وهذا الشباب..ويرضخ للأمر الواقع دون اعتراض..فنصف العمى ولا العمى كله.. ليست الكهرباء وحدها هي وسيلتهم البشعة لحرب الشعب وحربا جماعية هم يلعبون على فرق مراكز القوى بينهم وبين المواطن المسكين المغلوب على أمره..ويراهنون على أنهم الأعلون.. كانت حيلة عدم إعطاء عمال النظافة رواتبهم وحرمانهم من الإكرامية المخصصة لهم..إحدى حيلهم القديمة المكشوفة الغطاء… حيث أرادوا ان تغرق عدن بشوارعها وإحيائها بالمجاري والقمامة..والتي يعلمون علم اليقين انها ستقود عدن نحو كارثة بيئيه ..لتوفر المجال الخصب لها من حر ورطوبه تتكاثر معه الحشرات والقوارض بكل انواعها.. يسربون أخبارا نحو أولئك العمال ليقنعوهم انهم يسيرون في الطريق الصحيح..بأن النظام قد استلم مبالغ ماليه كبيره من المملكة العربية السعودية لتصرف كإكرامية للمواطنين..هنا يثور اؤلئك العمال البسطاء مطالبين بحقهم من هذه الأموال..ويتركون عدن غارقة في بؤسها.. ولتثبت إشاعاتهم هذه صحة ما قاله قادت جارتنا العجوز للقائد الحمدي رحمه الله قبل مقتله..من ان اليمن مجرد محافظة تابعه للمملكة..ولا يدور شيء فيها إلا بأمرهم..وهاهم قد بدأوا يغدقون علينا عطاياهم ..باعتبارنا رعايا تابعين لهم.. وهي الحرب التي تشارك بها هذه الجارة..من خلال تحديها للشعب اليمني بسماحها لذلك الرئيس المخلوع من توجيه اتهاماته..وافتراءاته…وهنجماته..من داخل أراضيها وعبر الفضائيات..غير ابهة بشعب بأكمله وكأنها تقول لكل يمني لم يسمعها بعد… لا يهمني أمركم ..فموتوا أو لا تموتوا… يظنون أنهم وبكل ما يفعلون قد يهزون شعرة واحدة من إصرار امة لم تعد ترضى بالذل بديلا عن الحرية.. تسيرون في الطريق الخطأ..صدقوني..فلنا معكم لقاء في مثل ذلك المكان الذي التقى فيه مبارك بشعبه..في قاعات رد الحقوق لأصحابها..ووضع الأمور في نصابها.