عدن اون لاين/ فؤاد مسعد احتشد اليمنيون اليوم الجمعة في مختلف الساحات والميادين تعبيرا عن (الوفاء لأبين) وفي الجمعة الماضية طالبوا بإقالة أبناء الرئيس المخلوع و أقاربه وإخضاع الجيش لسلطة الرئيس والحكومة في جمعة أسموها ب "بالهيكلة نوقف جرائم العائلة". في العاصمة صنعاء كما في تعز و عدن و إب و شبوة و ذمار و غيرها، احتشد مئات الآلاف في كافة الساحات و الميادين مطالبين الرئيس عبدربه منصور هادي واللجنة العسكرية بسرعة البدء بهيكلة الجيش والأمن، وأكدوا أن بقاء عائلة صالح على رأس قيادة الجيش والأمن يمكنهم من استمرار ارتكاب جرائم القتل والانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين ودعم العنف والجماعات المسلحة ويساعد في استمرار حالة الانفلات الأمني السائدة في بعض المحافظات والمناطق. و بهذا يكون الثوار في اليمن قضوا ستين جمعة في ساحات التغيير و ميادين الثورة على مدى يتجاوز عاما كاملا، في صمود أسطوري و في تلاحم جماهيري نال إعجاب العالم و حاز ثقة الجميع، بدأ الثوار بجمعة "البداية" في الثامن عشر من شهر فبراير من العام الماضي 2011م، بعد أسبوع واحد من سقوط الرئيس المصري/ محمد حسني مبارك الذي أعلن تنحيه عن الحكم فيما أطلق عليها ثوار مصر جمعة "الرحيل"، تواصلت فعاليات الثورة اليمنية في مختلف أرجاء البلاد و كانت الجمعة و حشودها العلامة الأبرز في مسار الثورة و حياة الثوار، و إذا كانت الثورة المصرية قد أعادت الجمعة إلى واجهة المشهد الثوري العربي فإن ثورة اليمن ظلت و لفترة تزيد عن سنة تحافظ على قداسة الجمعة و بعدها الثوري و مكانتها في تلازم قوي بينها وبين الفعل الثوري الذي لم يفارقها ولم تفارقه لحظة واحدة، ستون جمعة في عمر الثورة ولا تزال تؤكد أنها ما شاخت ولا ضعفت ولا استكانت، لم تشخ أمام مرور الأيام و الليالي و الشهور، ولم تضعف في مواجهة النظام القمعي و أدوات جريمته المتعددة و المتنوعة، و ستظل كذلك حتى تحقق كافة أهدافها السامية و غاياتها النبيلة التي من أجلها سقط خيرة شباب اليمن شهداء و جرحى يروون تربتها الطاهرة بدمائهم الزكية، ستون جمعة قضاها الثوار في الساحات بينما النظام يتردى في مهاوي الهزيمة و الخسران مهما بدا مفتونا بقوته الغارقة في القتل و الجريمة و قدرته على تخريب الكهرباء و إلحاق الأذى و الضرر بمواطنين كل ذنبهم أنهم قالوا: كفى 33 سنة من الفساد و اغتصاب السلطة بيد أسرة، كفى اختطافا للدولة و كفى عبثا بمقدرات الوطن و المتاجرة بأحلام مواطنيه، فقد آن للشعب الذي استخف به الفرد و عائلته ثلث قرن و نظامه أن يصحو و يتحرر من قبضة جلاده الذي استهوى اغتصاب الثروة و نهب الممتلكات، لقد وثق اليمنيون تاريخهم المجيد بالصوت و الصورة وهم يشاركون بعضهم البعض في بناء يمنهم الجديد الخالي من أمراض الحكم البائد و مصائبه، و شاهد العالم اليمنيين و هم يرسمون لوحة جميلة للثورة التي أسقطت الحكم المغتصب، محتفظين بروح الثورة ومحافظين على سلميتها و نبل أهدافها و مشروعية مطالبها في التغيير نحو الأفضل، و العيش بكرامة و حرية، ستون جمعة على امتداد ساحات الوطن كانت و ستبقى حاملة رسالة الثورة للأجيال القادمة التي لاشك ستجني ثمار هذه الثورة و تقف إجلالا لكل من شارك في إيقاد شعلتها، شعلة الثورة الخالدة في القلوب و الراسخة في الوجدان و الباقية في الذاكرة على مدى يزيد عن عام قضاه الثوار قابضين على جمر ثورتهم مستعذبين التضحيات بكل غالٍ و نفيس في سبيلها، ستون جمعة بدأت بجمعة البداية لكنها لم ولن تتوقف هنا، و قد ظلت أبواق النظام تتمنى أن تقف الحشود الثائرة أو تكف، لكن دون جدوى، عجزت أدوات القمع أمام إرادة الثوار، و فشلت كل حيلهم أمام زحف الثورة، لجأوا للتضليل و قالوا أن الثوار غادروا الساحات لكن الساحات كانت تتكفل بقول الحقيقة الناصعة: هنا البراكين هبت من مضاجعها تطغى و تكتسح الطاغي و تلتهمُ بدأ الثوار بجمعة البداية و تواصلت الجمع حتى جمعة "بالهيكلة نوقف جرائم العائلة"، و كانت قرارات الرئيس هادي التي صدرت بعد ساعات قليلة من خروج الثوار مطالبين بالهيكلة باعتبارها ضمانة أكيدة يتم من خلالها تجريد عصابة العائلة و زعيمها المهووس بحب التسلط، و استوعبت القرارات الرئاسية جانبا من تلك الرسالة و المطالب الثورية العاجلة، تمضي الثورة اليوم و بعد واحد وستين جمعة نحو تحقيق أهدافها بإرادة الثوار و عزيمتهم و صبرهم و تضحياتهم، و لاشك أنها أنجزت الكثير من المهام في طريق إرساء معالم اليمن الجديد و دولة النظام و العدل و المساواة، الدولة التي ينشدها الجميع كي يعيشوا حياة كريمة في رحاب وطن يتسع لكل أبنائه. نقلا عن صحيفة (خليج عدن)